يحتفل الجيش العراقي غداً السبت بذكرى تأسيسه الـ 103 باستعدادات غير مسبوقة للمناسبة الغالية على قلوب الشعب العراقي.
وفي كل عام يحتفل الجيش بذكرى تأسيسه في 6 كانون الثاني عام 1921، وهو يوم عطلة رسمية في البلاد تقديراً وإجلالاً للمناسبة.
وسيقام غداً استعراض عسكري في ساحة الاحتفالات الكبرى وسط العاصمة بغداد بعد تحضيرات دامت لأيام.
"الاستعراض الأقوى"
وأشرف رئيس أركان الجيش الفريق الأول عبد الأمير رشيد يار الله شخصياً على تدريبات استعراض الجيش بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة، باجراء الاستعراض.
وقالت قيادة العمليات المشتركة للفرات نيوز، ان "كل استعراض للجيش يتضمن أموراً جديدة وهذا العام سيكون مختلفا من ناحية التجهيز والفعاليات" مؤكدة، ان "أي تجهيز وتسليح جديد للقوات الأمنية ستظهر يوم الاستعراض العسكري المقبل".
وسيكون استعراض الغد هو "الأقوى" للجيش العراقي وفقاً لوزارة الدفاع.
"قفزة بين جيوش العالم"
وفي أحدث تصنيف لأقوى جيوش العالم لعام 2023 وفق موقع {غلوبال فاير باور}، العسكري المتخصص، فقد حقق الجيش العراقي قفزة على المستوى الدولي بإحتلاله الترتيب الـ 45 والرابع عربياً.
وقد تأسست اول قوة في الجيش العراقي باسم فوج الإمام موسى الكاظم {ع} في السادس من كانون الثاني عام 1921.
وتطور الجيش العراقي على مدى تاريخه وشارك في حروب ونزاعات متعددة مثل حرب عام 1948 التي تلت اعلان قيام دولة اسرائيل في فلسطين وحرب تشرين الاول 1973، وحقق الانتصارات على الارهاب بعد عام 2003.
"مغادرة المدن وتسليح حديث"
ويستعد الجيش خلال عام 2024 لتبوء موقعه الصحيح في حراسة الحدود والانسحاب من داخل المدن الى خارجها وتسليم الملف الأمني لوزارة الداخلية تدريجياً.
وتعهدت الحكومة العراقية بتحديث تسليح صنوف القوات المسلحة وعلى رأسها الجيش العراقي حيث أكد القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني "جدية الحكومة في تطوير تسليح الجيش وباقي الأجهزة الأمنية التي لم تحظَ بالتجهيز المطلوب خلال الفترة الماضية، مبيناً العمل بخطوات عملية وفاعلة لتحقيق هذا الهدف، حيث ستكون لكل الصنوف والتشكيلات الأمنية أسلحة متطورة بأحدث ما وصلت إليه التكنلوجيا، وتمّ تشكيل لجان لهذا الغرض، وقريباً ستباشَر التعاقدات مع مناشئ متعددة".
وبهذا الصدد كشف عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية صلاح زيني التميمي انه "سيتم اجراء تعاقدات هذا العام مع شركات متخصصة لتسليح الجيش العراقي بصورة أفضل".
وقال التميمي لوكالة {الفرات نيوز} "لا يمكن لأمريكا أو أي جهة أخرى فرض قيود على تسليح الجيش بهذه المرحلة".
وبين ان "قواتنا الأمنية نظامية وافراده وضباطه على مستوى عال من القيادة وان اذا ما تم اكمال التسليح سيكون رقما من الارقام المهمة بجيوش المنطقة".
بينما توقع الخبير الأمني فاضل أبو رغيف ان يكون 2024 عام التسليح والتجهيز لوزارة الدفاع.
وقال أبو رغيف للفرات نيوز "العام 2024 سيكون عام بداية التكامل التسليحي والتجهيزي لوزارة الدفاع حيث سيتم تطوير منظومة الدفاع الجوي التي تحفظ السيادة العراقية".
ولفت الى "التوجه الى الاجهزة التقنية والتسليحية التي تحتاجها الاستخبارات العسكرية مع رفع المستوى القتالي للجندي والضابط حيث سيكون هنالك تطور ملحوظ في اداء الجيش".
"مخاطر إقليمية وخبرة الماضي"
ويعيش العراق في منطقة ملتهبة مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره الرابع مع استمراره بارتكاب المجازر للمدنيين العزل واستهداف قادة للمقاومة في دول إقليمية.
كما انعكست تداعيات حرب غزة على العراق حيث تقوم فصائل مسلحة باستهداف قواعد عسكرية تتواجد فيها قوات امريكية سواء في داخل البلاد ام بسوريا.
وفي أخطر تطور أمني شهده العراق أمس بعد اغتيال القيادي في الحشد الشعبي مشتاق طالب السعيدي {ابو تقوى} بغارة لطائرة مسيرة في العاصمة بغداد حملت فيها الحكومة العراقية التحالف الدولي مسؤولية الهجوم.
ورغم هذه التحديات يبقى الجيش العراقي قادراً وبقوة على مواجهتها لاسيما وانه سطر الانتصارات الكبيرة على اعتى هجمة ارهابية يشهدها تاريخ العراق الحديث بعد احداث سقوط مدينة الموصل في حزيران 2014 واحتلال عصابات داعش الارهابية لنحو ثلث البلاد التي اندحرت بفضل صمود وقتال القوات المسلحة العراقية بمختلف صنوفها وعلى رأسها الجيش.
خاض هذا الجيش معارك كثيرة نيابة عن العرب في عام 1948 في فلسطين وفي عامي 67 و73 وحقق انتصارات كبير، وما زال هذا الجيش يسجل البطولات والانتصارات".
ويرى العراقيون ان الجيش العراقي، يمثل الشجاعة والإقدام والبطولة، وكان وما زال جيش البطولات والانتصارات، ولكنهم يأسفون لاستخدامه استخداما غير صحيح في زمن النظام المباد، بدخول معارك مع إيران على مدار ثماني سنوات، فضلاً عن الحروب العبثية الاخرى التي لا مبرر لها باحتلال دولة الكويت.
ولعل الخطأ الكبير الذي يرونه بعد 2003 ما ارتكبه الحاكم الامريكي المدني السابق في العراق بول بريمر، بحل الجيش العراقي ونقل ملكية الجيش الى وزارة المالية، لأنه كان خطأ ستراتيجياً كبيراً، فلا يجوز عند تغيير نظام أي دولة، أن يحل الجيش.
الجيش العراقي عقدة تاريخية لإسرائيل
ولعب جيشنا العراقي الباسل دورا محوريا في الصراع مع إسرائيل ويحيي العراقيون الذكرى الـ 103 لتأسيس جيشهم، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني في غزة.
وبتواصل العدوان الغاشم يستذكر العراقيون محطات بارزة في مسيرة واحد من أقدم جيوش الشرق الأوسط في العصرالحديث، عندما أوقف الجيش العراقي الهجوم الإسرائيلي الذي ارادت ان تشنه اسرائيل بالهجوم على دمشق في السادس من تشرين الأول 1973، كما شنّ الجيشان المصري والسوري هجوما مباغتا بهدف استعادة أراضيهما التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وكان الجيش العراقي أبرز المشاركين دعما للدولتين العربيتين.
كما نستذكراليوم ما فعله سلاح الجو العراقي ضد الأهداف الإسرائيلية على الجبهة المصرية وساهم ايضا بشكل فعال على الجبهة المصرية خلال حرب تشرين الأول عام 1973، وكان لسلاح الجو العراقي دور مهم في إسناد القوات المصرية في معاركها ضد القوات الإسرائيلية في تلك الحرب.