وقال السيد الحكيم خلال لقاءه جمعاً من تنظيمات المرأة في تيار الحكمة الوطني، وبعد أن شكرهن تجشّمهنّ عناء السفر، باركنا لهنّ حلول شهر ذي الحجة، ومناسبة تزويج الإمام علي من السيدة فاطمة (عليهما السلام).
وأكد أن انتظار الفرج لصاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف) هو من أعظم مصاديق الجهاد في سبيل الله، وبيّنا أن للانتظار شروطًا، أهمها أن لا يكون انتظارًا سلبيًا، بل انتظارًا إيجابيًا، بمعنى العمل على توفير المناخ الإيماني الصحيح، وتهيئة كل الفرص لملء الأرض قسطًا وعدلًا بأُناسٍ صالحين ومؤمنين، وهذا يعني أن انتظار الفرج هو في جوهره توسيعٌ لدائرة المؤمنين والصالحين.
وشدد السيد الحكيم في هذا السياق على أن يكون العمل خالصًا لوجه الله تعالى، وممهّدًا لظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه).
ودعا إلى تطوير الذات من خلال الحراك الفاعل، والتمسك بالقيم، والسعي الدائم لإصلاح المجتمع دون كلل، مؤكدين أن قيمة العمل لا تُقاس بحجمه، بل بنيّته ونوعه والهدف منه، وأن ما ينفع الناس هو ما يمكث في الأرض، أما الزبد فيذهب جُفاء، كما تُبين النظرية القرآنية.
وأكد كذلك على أهمية تحمّل ضريبة التصدّي، وعدم الارتباك أمام التحديات، لأنها سنةٌ إلهية لم يُستثنَ منها أحد، حتى الأنبياء أنفسهم.
وبين أن السياسة – في نظرنا – هي سياسة القيم والمبادئ، وأننا مع تديُّن السياسة لا تسييس الدين.
وشدّد السيد الحكيم على التمسك بالاعتدال والوسطية، وقلنا إن الاعتدال مصدر قوة، وهو كلمةٌ تجمع ولا تُفرّق، كما دعونا إلى الانفتاح على باقي المكوّنات من خلال المشتركات ومساحات الالتقاء.
وأكد في الوقت ذاته على ضرورة الالتزام بالتوازن، وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة.
كما أكد أيضًا على أهمية المرأة في المجتمع، وبيّنا أن العلاقة بينها وبين الرجل هي علاقة تمايز لا تمييز، ودعونا إلى أن تكون مطالبة المرأة بحقوقها منطلقة من المطالبة بحقوق المجتمع ككل، لا من منطلق فئوي محدود.
وشدّد السيد الحكيم على ضرورة تقديم نموذج ناجح للمرأة من خلال منطق المضاعفة لا منطق الإضافة.
وأوضح أن القيادة تأثير، وبيّنا أن الانتخابات القادمة مهمةٌ ومفصلية، وأنها تُسهم في ترسيخ الاستقرار في المشهد السياسي، وأن تمكين منهج الاعتدال والوسطية ينعكس إيجابًا على مصلحة البلد بأكمله.
وشدد أيضا على ضرورة تكثيف الجهود، واستكمال المتطلبات، والالتزام بنظم العمل، مؤكدين على أهمية الاستعداد المبكر لاستقبال شهر محرم الحرام.