عالميا، تسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة مليون و557 ألفا في العالم منذ نهاية ديسمبر 2019، وأصاب أكثر من 68 مليون شخص.
كما تسبب الوباء في تدهور الأحوال الاقتصادية والمعيشية في الكثير من الدول، فضلا عن توقف الكثير من الأنشطة خشية انتشار المرض مرة أخرى، وهو الذي بدأ معاودة الانتشار بشكل واسع مع حلول فصل الشتاء.
مع الإعلان عن عدة لقاحات في العالم واتساع دائرة الأمل، طرح موقع الحرة سؤالا على ثلاثة خبراء، يعملون عن قرب في مواجهة الفيروس: هل ينتهي كورونا في عام 2021؟
"عام السيطرة"
المدير السابق لمعهد باستير في كوريا الجنوبية، وخبير علم الفيروسات وعلم الأورام، حكيم جاب الله، قال إن عام 2021 هو عام التمكن من الفيروس وتثبيته.
وأضاف جاب الله لموقع الحرة "سنرى إصابات أقل وضغطا أقل على النظام الصحي حول العالم، لكنني لا أعتقد أننا سنقضي عليه".
وعن عملية توزيع اللقاحات، يقول جاب الله إن "هناك ضغوطا من أجل التوزيع المتساوي للقاح، وقد وفرت منظمة كوفاكس، الملايين من الجرعات سيتم توزيعها بالتساوي".
وكوفاكس، هي مبادرة عالمية تابعة لمنظمة الصحة العالمية، تجمع بين الحكومات والشركات المصنعة للقاحات، لضمان وصول لقاحات كورونا النهائية إلى من هم في أمس الحاجة إليها ، أينما كانوا .
من جانبه، يرى أستاذ علم انتشار الأوبئة والفيروسات في كلية الصيدلة بجامعة مصر، إسلام عنان، أن فيروس كورونا الأخير لن يكون موجة واحدة على عكس فيروسات عائلة كورونا الأخرى.
وأضاف عنان "كل تقديرات الدوريات العلمية تقول إنه مستمر، لكن الفكرة الآن تكمن في تحييده، بحيث يكون مرضا غير قاتلا، فهو سيظل باقيا في عام 2021 و2022".
"الحل هو اللقاح، وهذا يعتمد على عملية التوزيع، فإذا تم تلقيح كل الناس في العالم بحلول 2021، سيكون المرض في حال إصابته الناس تتراوح خطورته من بسيطة إلى متوسطة، ونسبة دخول المستشفى ستكون مثل الأمراض المعتادة"، يقول عنان.
ماذا عن الشرق الأوسط؟
أما فيما يخص الشرق الأوسط، فأوضح عنان للحرة، أن الدول ليست كلها مثل بعضها، فهناك دول في الشرق الأوسط منضمة لتحالف كوفاكس، والذي يعطي البلاد الفقيرة مجانا، ولدى المنظمة تمويل يكفي لتوزيع ملياري جرعة بحلول نهاية 2021.
وأوضح عنان أنه سيتم توزيع اللقاحات، وفق جدول زمني، لكنه لم يطرح بعد للعامة، ولكن من المتوقع أن يكون دور دول مثل مصر، والسودان، وليبيا، في النصف الثاني من 2021.
لكن، هناك دول أخرى ستحصل عليه مبكرا مثل الإمارات والمغرب، والتي ستدفع ثمن اللقاحات نقدا من خلال عقود مباشرة مع الشركات المصنعة، وحينها سيتلقى مواطنو هذه الدول اللقاح مبكرا، مضيفا أن مصر أيضا لديها تعاقدات مباشرة لكنها لم تتم بشكل نهائي حتى الآن.
أما بالنسبة لإعادة التصنيع اللقاح، فلا يوجد في الشرق الأوسط إلا مصر، التي عقدت ثلاثة اتفاقيات مع جهات صينية، وروسية، وهذا الأمر سيستغرق فترة من ست شهور لسنة، بحسب عنان.
في المحصلة، يقول عنان أن اللقاحات ستصل إلى أوروبا ودول الخليج الغنية في نفس الوقت، أما بقية البلاد فعليها الانتظار، حيث ستحصل عليه في الفترة بين الربع الثاني من إلى الربع الثالث من عام 2021.
"معارك رابحة لكن الحرب مستمرة"
من جانبه، قال باحث علم الأمصال البكتيرية والفيروسية بجامعة متشيغن الأميركية، علي فطوم، "سنربح معارك في 2021، لكن الحرب لن تنتهي لعدم وجود اللقاحات الكافية لجميع سكان العالم".
وأضاف فطوم أن "اللقاحات ستحصن الشخص الحاصل عليه، لكنها لن تحصن الآخرين الذين لم يتناولوه، وهذا ما قالته شركة أسترازينيكا لصناعة اللقاحات".
وكان أسترازينيكا بالتعاون مع جامعة أكسفورد، أعلنا إن لقاحهما حال دون إصابة 70 بالمئة من الأشخاص من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
فيما كانت شركتا أدوية أخريان، هما فايزر وموديرنا، أعلنتان الأسبوع الماضي، أن النتائج الأولية لتجارب المرحلة المتأخرة أظهرت أن لقاحات كوفيد-19 كانت فعالة بنسبة 95 بالمئة تقريبا.
وتابع فطوم في حديث مع الحرة "ليس معنى أن يحصل الشخص على اللقاح أن يكون غير حاملا له، فقد يتكاثر الفيروس لدى الحاصلين على اللقاح دون أن يصيبهم، وهذا كفيل بأن ينقل المرض للآخرين الذين لم يحصلوا عليه".
كما أشار فطوم إلى الشكوك التي تعتبر فعالية اللقاحات، فرغم أن 95 بالمئة ممن حصلوا على اللقاح لم يصابوا في الشهور الأولى، فإن هذا لا يعني استمرار الحصانة لفترة أطول
واختتم فطوم حديثه مع الحرة بقوله "نحن سنظل في معارك حتى بعد 2021، والأمل أن تصل نسبة تلقيح الناس إلى نسبة 50 أو 60 بالمئة، عندها لن يكون عدد الوفيات مثل قبل".
رغد دحام