التعب المزمن والتهاب الدماغ
كتب باحثو الدراسة، التي قادتها الباحثة سوزان فيرنون المتخصصة في مجال متلازمة التعب المزمن أو التهاب الدماغ والنخاع الشوكي من مركز باتمان هورن في الولايات المتحدة، "تقدم نتائج الدراسة دليلاً على أن معدل وخطر الإصابة بمتلازمة التعب المزمن/التهاب الدماغ في أعقاب الإصابة بفيروس سارس-كوف-2 قد ارتفع بشكل كبير".
العدوى الفيروسية
ويضيف الباحثون أن نتائجهم "مدعمة بدراسات أخرى أشارت إلى تورط عوامل معدية مثل فيروس إبشتاين بار وفيروس نهر روس وأمراض غير فيروسية مثل حمى كيو وداء الجيارديات في مسببات متلازمة التعب المزمن".
في حين أنه لا أحد يعرف ما الذي يسبب متلازمة التهاب الدماغ/النخاع الشوكي، يُعتقد أن العدوى الفيروسية ربما تكون سببًا محتملًا.
أعراض متداخلة
يتشارك مرض كوفيد طويل الأمد ومتلازمة التعب المزمن في العديد من الأعراض المتداخلة، ويشتبه بعض العلماء في أن المرضين مرتبطان بطريقة ما أو ناجمان عن نفس العوامل.
في الواقع، تشير التقديرات الحالية إلى أن ما بين 13 و58% من الأشخاص المصابين بكوفيد طويل الأمد يستوفون المتطلبات التشخيصية لمتلازمة التعب المزمن.
تضاعف أعداد المرضى
قبل جائحة كوفيد عام 2020، قُدِّر العبء الصحي الناجم عن متلازمة التعب المزمن في الولايات المتحدة بأنه ضعف العبء الناجم عن فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
والآن بعد أن أثر فيروس كوفيد-19 على أكثر من 18 مليون بالغ، يتوقع بعض الباحثين أن العالم ربما يواجه تضاعف عدد حالات الإصابة بمتلازمة التعب المزمن في المستقبل القريب.
فروق فردية
ويرجح الباحثون أن نتائج الدراسة تشير إلى أن متلازمة التعب المزمن بعد الإصابة بمرض كوفيد-19 "يمثل مجموعة فرعية شديدة المرض" من مرضى كوفيد لفترة طويلة.
ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفك الارتباط بين هذين التشخيصين، خاصة وأن كلا المرضين يختلفان بدرجة كبيرة من مريض إلى آخر.
ورغم أن نسبة 4.5% ربما لا تبدو كبيرة، إلا أنها أعلى بعدة مرات من المعدل قبل عام 2020. وعلاوة على ذلك، اعتُبر ما يقرب من 40% من المشاركين المصابين "شبيهين بمتلازمة التعب المزمن"، ما يعني أنهم أظهروا على الأقل أحد أعراض متلازمة التعب المزمن/التهاب الدماغ أو النخاع الشوكي بعد ستة أشهر من الإصابة بفيروس كوفيد-19.
وبالمقارنة، فإن 0.6% فقط من المشاركين غير المصابين استوفوا المعايير التشخيصية لمتلازمة التعب المزمن، وكان لدى 16% منهم عرض واحد فقط.
كان الشعور بالضيق بعد بذل مجهود، والذي يحدث عندما تزداد الأعراض سوءًا بعد بذل مجهود، هو الأعراض الأكثر شيوعًا التي أبلغ عنها جميع المشاركين المصابين بمتلازمة التعب المزمن. وكان عدم تحمل الوقوف، حيث يؤدي الوقوف إلى انخفاض ضغط الدم وارتفاع معدل ضربات القلب، هو العرض الأكثر شيوعاً. وفي الوقت نفسه، يميل كوفيد طويل الأمد إلى أن يتميز بأعراض مستمرة لكوفيد-19 نفسه، مثل مشاكل الجهاز التنفسي أو آلام الصدر.
شرحت فيرنون وزملاؤها أنه "بالمقارنة مع أولئك الذين لم يستوفوا معايير متلازمة التعب المزمن أبدًا في المجموعة المصابة، فإن أولئك الذين أصيبوا بها عقب الإصابة بكوفيد-19 كانوا أكثر عرضة لأن يكونوا من ذوي البشرة البيضاء والإناث، وتتراوح أعمارهم بين 46 و65 عامًا، ويعيشون في منطقة ريفية، وأقل احتمالية لتلقي التطعيم عند التسجيل وإكمال الكلية".
إن معرفة سبب تأثر بعض الأشخاص بشكل أكبر بمرض كوفيد أو متلازمة التعب المزمن لفترة طويلة قد يساعد الباحثين في إيجاد طرق جديدة للوقاية من كلا المرضين وعلاجهما.