• Wednesday 14 May 2025
  • 2025/05/14 08:15:59
{منوع: الفرات نيوز} غابت المصافحة بين الناس في ظل تفشي وباء كورونا، لكنها عادت مؤخرًا إلى الظهور في ظل حملة التلقيح المكثفة والرفع التدريجي للقيود، حتى لو أن هذا التقليد قد يكون في انحسار.

المختصر المفيد.. في الاخبار الهامة تجده في قناة الفرات نيوز على التلكرام  .. للاشتراك اضغط هنا

ومن الصور الملفتة للقمة بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء الماضي في جنيف، المصافحة بينهما لبعدها الدبلوماسي ولمغزاها الصحي.

وقبل بضعة أيام، اكتفى قادة مجموعة السبع وبينهم بايدن، خلال قمتهم في كورنوال في المملكة المتحدة بتبادل السلام بملامسة المرفق بالمرفق.

لكن مع رفع القيود في معظم أنحاء الولايات المتحدة وتليين التوصيات الصحية، لم يعد هناك تعليمات محددة في الشركات، وبات كل شخص يتخذ قراراته الخاصة على صعيد الاحتكاك الجسدي بين الناس.

وفي هذا السياق، يرفض التقني المتخصص في الهواتف جيسي غرين في نيويورك مصافحة الزبائن الذين يتعامل معهم، ويخص بهذا السلام الأشخاص الذين يعرفهم جيدًا وهو واثق من أنهم تلقوا اللقاح.

وأوضح الثلاثيني: ”مع الوباء، بات الناس أكثر وعيًا لما يفعلونه بأيديهم“.

وبات عدد متزايد من الشركات والإدارات الأمريكية يستخدم الأساور الملونة للسماح للموظفين والزبائن والزوار بتحديد مدى تقبلهم للاحتكاك الجسدي، من الأحمر للأكثر حذرًا إلى الأخضر للأكثر ارتياحًا للاحتكاك، مرورًا بالأصفر ما بينهما.

بات ويليام مارتن، المحامي الستيني، يرفض مصافحة أيًا كان بمعزل عما إذا كان ملقحًا أم لا، ويؤكد أنه سيستمر على هذا النحو إلى أن يصبح الوضع آمنًا، ملمحًا إلى أن الأمر قد يستمر لأعوام.

ومن العادات الرائجة لإلقاء التحية التي تراجعت أيضًا المعانقة التي باتت نادرة بين الأمريكيين، أما تبادل القبلات فلم يكن رائجًا بالأساس في الولايات المتحدة.

لكن أستاذ الصحة العامة في جامعة نيويورك، جاك كارافانوي، رأى أن العودة إلى العادات القديمة لن يغير معدل الإصابات، مذكرًا بأن الأبحاث أظهرت أن الفيروس قلما ينتقل عبر الاحتكاك الجسدي.

وتابع: من جهة أخرى، نعرف أن الزكام والإنفلونزا والكثير من الأمراض المعدية الأخرى تنتقل عبر الملامسة، وبالتالي، فإن إلغاء المصافحة سيكون له رغم كل شيء تأثير إيجابي على صعيد الصحة العامة.

وبات العديدون يرون في المصافحة مخاطر صحية، وقال مستشار البيت الأبيض خبير الأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي: بصراحة، أعتقد أنه لم يعد يجدر بنا أن نصافح بعضنا أبدًا بعد الآن.

وأوضح أستاذ علم الاجتماع في جامعة أوبورن آلان فور: لطالما كان هناك أشخاص مصابون برهاب الجراثيم يرفضون ملامسة الناس لأنهم يرون العدوى في كل مكان، مضيفًا: قد نرى المزيد منهم بعد الوباء.

وقد تنتشر الريبة بين الشبان أيضًا، وقال الممرض أندي ماكوركل البالغ 33 عامًا إنها سنوات تتشكل فيها شخصية الأطفال، يتهيأ لي أنها سترسخ نفسيًا الحاجة إلى الإبقاء على مسافة تباعد.

وأوضح آلان فور أن المصافحة تقليد يعلمه البالغون للأطفال، مشيرًا إلى أن الأشهر الـ16 التي عاشها العالم على وقع تفشي فيروس كورونا قد تعطل انتقال هذا التقليد.

ولفت عالم الاجتماع إلى أن الوباء جاء ليعزز منحى كان قائمًا بالأساس نحو قدر أقل من الشكليات في العلاقات، ما كان يحد أصلًا من المصافحات.

ومع انتشار السلام بملامسة المرافق أو القبضات أو السلام على الطريقة الهندية بضم اليدين أمام الصدر أو مجرد التحية برفع اليد، هل تتوارى تدريجيا المصافحة؟.

وتؤكد مؤسسة معهد الأصول واللياقات في نيويورك، باتريسيا نابيير فيتزباتريك، أن العالم سيخسر الكثير بالتخلي عن المصافحة، مؤكدة أنه بمصافحة شخص تثبتون أنكم تثقون به.

كما أشارت إلى أنه يمكن معرفة الكثير عن الشخص من طريقة مصافحته معتبرة أن هذه الحركة تسمح بـ“فك رموز لغة الآخر الجسدية.

"أمازون" تناشد منصات التواصل للحد من المراجعات المزيفة على موقعها‎

ويعاود البعض المصافحة بشكل تدريجي، ومنهم ريتشارد فون الموظف العامل في البناء في نيويورك، وهو يعاني من رهاب الجراثيم إلا أنه يطمئن لاستخدام المحلول المطهر، وكذلك بعض زملاء الطبيب دومينغو إينوا في حي برونكس.

كما أن المصافحة اتخذت في الولايات المتحدة بعدًا سياسيًا في ظل الاستقطاب الشديد القائم في البلد، وهي تشير إلى الريبة حيال القيود الصحية المفروضة، بحسب ما لفت أندي ماكوركل.

وختم آلان فور: أعتقد أننا سنواصل المصافحة، فهي عادة بالغة الأهمية في ثقافتنا، لكنه اعتبر أنه سيكون هناك المزيد من التفهّم للذين لا يرتاحون لها. 

غفران النوار 

اخبار ذات الصلة