وقد أدى تخفيف العديد من الدول لإجراءات الحجر الصحي إلى ارتفاع جديد في عدد المصابين بكورونا، ما فتح الباب أمام الحديث عن "موجة ثانية" من الجائحة.
يأتي هذا بعدما حذرت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، من الاستكانة في مواجهة انتقال عدوى كورونا. وصرحت المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس: "نحن في الموجة الأولى. ستكون موجة كبيرة واحدة. سوف تتفاوت علواً وانخفاضاً بعض الشيء، وأفضل ما يمكن فعله هو تسطيح الموجة وتحويلها إلى شيء ضعيف يلامس قدميك".
والأسبوع الماضي، أفاد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، بوجود دلائل على موجة ثانية لتفشي كورونا، قائلاً: "أخشى أنك بدأت ترى في بعض الأماكن علامات موجة ثانية".
غير أن الخبراء والعلماء يختلفون بشأن وصف "الموجة الثانية"، فمنهم من يقول إن ارتفاعاً جديداً في معدل الإصابات يعني بالضرورة "موجة ثانية"، فيما يشير آخرون إلى أن الأمر لا يتعلق بموجات بل بزيادة الاختبارات لتشمل أكبر عدد من الناس، وهو ما يرافقه العدد المرتفع من المصابين.
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه "من المبكر الحديث عن موجة ثانية". ونقلت عن علماء قولهم إنه "لا يجب الحديث عن هذا الأمر، لأننا ما زلنا في الموجة الأولى".
كما أوضحت عالمة الأوبئة في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، لورين ليبورث: "ما زلنا في الموجة الأولى.. مع تخفيف القيود، ستظهر حالات جديدة، لكن هذا الأمر لا يمكن تصويره بمثابة موجة جديدة".
لا يوجد تعريف علمي رسمي لـ"موجة ثانية" في عالم الفيروسات، لكنها غالباً ما تفهم بأنها "عودة ظهور إصابات جديدة بالفيروس بعدما تراجعت بشكل كامل تقريباً". كما يقصد بها "حدوث طفرة جديدة في الفيروس، مما يثير إصابات جديدة".
إلى ذلك لفت عالم الأوبئة في المركز الطبي بجامعة نورث كارولينا، ديفيد ويبر، إلى أن المصطلح استخدم لوصف الاتجاهات المختلفة خلال الجوائح السابقة، بما في ذلك الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 والسارس عام 2003.
وقال ويبر إنه "في ذلك الوقت، وصلت الإصابات إلى الصفر، ثم بعدها ظهرت إصابات جديدة بسبب طفرة ثانية للفيروس.. هذا ما نقصد به موجة ثانية".
عمار المسعودي