حيث قدمت الشركة للمستخدمين خيارين يمكن الاختيار من بينهما، أحدهما الرفض الصريح وحظر أي تطبيق يحاول تتبعه عبر الإنترنت بهدف جمع بياناته الشخصية لاستهدافه بالإعلانات، مما سيشكل ضربة كبرى للشركات الإعلانية، مثل: فيسبوك وغوغل.
فيما يلي سنعرف ما هي الميزة التي ستشكل ضربة قاسية لفيسبوك وغوغل في نظام iOS 14 الجديد من آبل:
أعلنت شركة آبل أنه من أجل تتبعك عبر الإنترنت بهدف إرسال الإعلانات المستهدفة إليك، يجب أن تطلب التطبيقات التي تعمل على تتبعك، مثل: فيسبوك وغوغل إذنًا صريحًا منك بذلك في هاتف آيفون.
هذه الميزة وفرتها شركة آبل لمستخدمي آيفون بالفعل في الإصدار الحالي من نظام التشغيل (أي أوإس 13) iOS 13، حيث أتاحت القدرة للمستخدمين في التحكم بشكل أفضل في التطبيقات التي تجمع بياناتك بغرض استهدافك بالإعلانات، ولكن لتفعيل الميزة يتطلب الأمر المرور بالكثير من الخطوات في تطبيق الإعدادات في آيفون.
ولكن عندما يتم إطلاق الإصدار النهائي من نظام التشغيل (iOS 14) خلال الخريف القادم في هذا العام 2020، ستتغير طُرق تفعيل الميزة بشكل كبير، حيث سيتمكن المستخدم من معرفة كيف يقوم كل تطبيق في هاتفه بتتبعه وكمية البيانات التي يجمعها.
وسيعرف المستخدم عندما تحاول التطبيقات تتبعه عبر الخدمات المختلفة التي يستخدمها، لأنه سيتلقى إشعار مباشر في شاشة هاتفه تقول إن: “هناك تطبيق ما يرغب في الحصول على إذن لتتبعك عبر التطبيقات ومواقع الويب المملوكة لشركات أخرى، وسيتم استخدام بياناتك لتقديم إعلانات مخصصة لك”.
وسيكون لدى المستخدم خيار الرفض أو القبول، حيث يمكنه اختيار (السماح بالتتبع) Allow Tracking، أو اختيار (اطلب من التطبيق عدم التتبع) Ask App Not To Track.
بطبيعة الحال، ستكون هذه الميزة مرحب بها بشدة من المستخدمين، ولكن في الوقت نفسه سيكون بمثابة كابوس للتطبيقات التي تجني أموالها من خلال بيع الإعلانات المستهدفة، مثل: فيسبوك وغوغل وتويتر وغيرها من التطبيقات الأخرى، حيث من المتوقع أن يقوم الكثير من المستخدمين باختيار خيار (اطلب من التطبيق عدم التتبع).
ولكن، كيف ستحقق آبل الأرباح مع هذه الميزة؟
قد يقول قائل، ربما سيحظر المستخدمين تطبيقات شركة آبل أيضًا في هواتف آيفون الخاصة بهم، حسنًا، بشكل عام تبدو شركة آبل غير مهتمة بهذا النوع من نموذج الأعمال، حيث نجد أن الشركة تًركز بشكل خاص لجني الأموال من بيع البرامج والخدمات، وليس بيانات مستخدميها، وهذا ما نجده في الشعار الكبير الذي أعلنت عنه في العام الماضي: (ما يحدث في آيفون، يبقى في آيفون الخاص بك).
حيث أوضحت الشركة بصراحة أنها لا تحتاج إلى بياناتك لتحقيق أرباحها، وتعلم بأن هناك شركات أخرى تهتم ببياناتك أكثر منها، لذلك دائما ما نجدها تًركز بشكل كبير على ميزات الخصوصية والأمان في كل إصدار جديد من أنظمة تشغيلها.
ولكن هذه الشركات لم تستسلم مع ترويج آبل لنفسها بأنها حامي خصوصية المستخدمين، خاصة شركة غوغل التي بدأت تُظهر للمستخدمين أنها تهتم أيضًا بالخصوصية، من خلال تضمين ميزات خصوصية جديدة في نظام التشغيل (Android 11) القادم، وفي الوقت نفسه ومع عقد آبل لمؤتمرها السنوي للمطورين أعلنت غوغل عن عدة أدوات لمساعدة المستخدمين على التحكم في بياناتهم وحذفها بشكل أفضل.
أخيرًا، نجد أن تقديم آبل للمزيد من أدوات التحكم والخصوصية في أنظمة تشغيلها يعتبر أمرًا رائعًا لمستخدميها، ولكن بكل تأكيد لن يوقف شركات مثل غوغل أو فيسبوك من تتبعك على نطاق أوسع.
حيث لا تعد شركة آبل الطريقة الوحيدة لمنع التطبيقات من جمع بياناتك، ولكن مع ذلك، فإن هذا التغيير الكبير في ميزات الخصوصية في نظام التشغيل (iOS 14) القادم بإمكانه كبح جماح الشركات الإعلانية ولو قليلًا من جمع بياناتك للتربح منها.انتهى
علي الربيعي