• Friday 20 September 2024
  • 2024/09/20 18:35:05
{بغداد: الفرات نيوز} في الوقت الذي فرض فيه الحجر المنزلي على المواطنين العراقيين لمنع انتشار فيروس كورونا، وفرظ حظر التجوال، لم يعد امام الجميع سوى قتل الوقت بالعديد من الأمور التي يمكنها ان تخفف على المواطن صعوبة المكوث في المنزال طوال اليوم.

وتختلف الامور التي يقوم بها المواطن العراقي خلال فترة الحجر المنزلي من شخص الى آخر، فهناك من يستغل الوقت للتعليم عن بعد او تنمية المهارات والمواهب، وهناك من يقضي أوقاتاً طويلة بمتابعة الافلام والمسلسلات، فضلاً على ممارسة الالعاب الرياضة او قضاء الوقت بالالعاب الالكترونية.
ومما لا شك فيه، هو ان خدمة الانترنت وتطبيقات التواصل الإجتماعي باتت الرفيق الأبرز للمواطن خلال الحجر المنزلي، ولاسيما النساء، فالجميع يعلم مدى تعلق النساء من مختلف الاعمار بالجلسات النسائية في المنازل او خارجها، وقضاء أوقات طويلة في {الفضفضة} فيما بينهن، وغالبا ما تدور {سوالف النسوان} حول كل ما يجذب اهتمامهن من مأكل وملبس وعناية وتجميل، فضلاً على التطرق للمشاكل الزوجية وآخر التوصيات فيما بينهن لحياة أفضل.
لكن أزمة كورونا وحظر التجوال ومنع التجمعات فرقت بين {الحبايب} وقضت على تجمعات النساء و"سوالف القشب" كما تطلق عليها نسوتنا، لتكون " گروبات الواتساب" وغيره من تطبيقات التواصل الإجتماعي، الملاذ الآمن لـ"فضفضة" النساء واحاديثهن بمختلف اتجاهاتها.
وقررت الحكومة الاتحادية في الـ17 من آذار الماضي فرض حظر تجوال كامل حتى الـ18 من نيسان الجاري، وتعطيل الدراسة، وإغلاق الأماكن العامة، كالمتنزهات والمقاهي ودور السينما والمساجد، ووقف الرحلات الجوية بالإضافة الى فرض غرامات مالية على المخالفين للحظر، وحجز المركبات المخالفة طيلة مدة منع التجول.
وتقول {شيماء} وهي معلمة في مدرسة أهلية، ان "ايقاف الدوام في المدارس العراقية جعلنا في فراغ كبير وما زاد الطين بلة هو قرار حظر التجوال الذي جعلنا حبيسات المنزل، لتكون أمامنا مهمة كبير تتمثل بحماية اسرنا من فيروس كورونا من جانب، وتحمل ضغط الجلوس في المنزل طوال اليوم من جانب آخر".
وتضيف شيماء "افتقد جلساتي مع زميلاتي المعلمات ومع أخواتي واقاربي ممن هن بعمري، حيث يقتصر الأمر في الوقت الحالياً على التواصل معهن من خلال تطبيقات التواصل الإجتماعي التي خفف قليلاً من تلك الضغوط على امل ان تنتهي أزمة كورونا وتعود الحياة طبيعية".
بدورها تقول أم آدم ان "الانترنت بشكل عام وتطبيقات التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص وقفت لنا {وكفة أخ لأخوه} حيث نقضي معظم الوقت ونحن نتجول من تطبيق إلى آخر، ومن محادثة الى اخرى، ونحن نحاول ان نخفف عن بعضنا البعض مصاعب الحياة بلا خروج من المنزل والمكوث بين أربعة جدران".
وأضافت ان " گروبات الواتساب كانت حلاً مثالياً لاستمرارية التواصل مع زميلاتي في العمل وأخواتي وقريباتي، فعلى الرغم من اننا انشأنا تلك الكروبات منذ وقت طويل إلا ان نشاطها في الفترة الحالية أصبح أكبر من السابق، وبتنا نتحدث بمواضيع  اكثر مماسبق".
وتشير إلى أم آدم الى ان "المواضيع التي نتحدث بها في گروبات الواتساب لا تبتعد كثيراً  عن معاناتنا من الحجر المنزلي وحظر التجوال، فلا أسواق ولا مراكز تجميل ولا {مولات} ومجمعات تجارية ولا مطاعم، اضافة الى افتقادنا للزيارات المتبادلة فيما بيننا".
من جهتها تقول إسراء، وهي موظفة في شركة أهلية، ان "الحجر المنزلي فجر عندنا طاقات ابداعية في الطبخ وصنع الكعك والمعجنات وغيرها، وهذا ما كنا نفتقد اليه بسبب ساعات الدوام الطويلة والتعب بسبب الدوام وطريق العودة الى المنزل، ما يجعلنا نقوم بطهي الوجبات الأساسية من الطعام".
وتضيف إسراء ان " گروبات الواتساب اصبحت مكانا لتجمعاتنا النسائية لتبادل أطراف الحديث حول مشاكلنا الحياتية والوضع العام في أسرنا والمجتمع بشكل عام، فيما اصبحت مكانا لتبادل الخبرات في الطهي وصنع المعجنات وغيرها، فضلاً على التنافس فيما بيننا بما نقوم بصنعه من وجبات واكلات".
الاستاذة سناء، وهي مديرة مدرسة ابتدائية أهلية تقول "خلال أيام الدوام الرسمي للمدارس كنت اعاني كثيراً من ضغوط العمل وكثرة المشاكل بين الطلبة وحتى بين الكوادر التدريسية، ليأتي الحجر المنزلي وحظر التجوال ليكون فرصة لي للابتعاد عن الضغوط على الرغم من صعوبة البقاء في المنزل طوال اليوم".
وأضافت "لم ابتعد كثيراً عن أجواء الدوام، فما زلت على تواصل يومي مع المعلمات والموظفات في مدرستي عبر گروبات التواصل الاجتماعي، وكل واحدة تتحدث عن وضعها في المنزل، لكن المفارقة التي لاحظتها، هي ان هناك بعض الخلافات والخصام كانت حاضرة بين بعض عضوات الكادر التدريسي، حظر الصلح لينهيها في فترة الحجر المنزل وبات الجميع بلا خلاف أو زعل وهذا الأمر كنت افتقده كثيراً خلال فترة الدوام الرسمي".انتهى
تقرير.. علي الربيعي
 

اخبار ذات الصلة