{بغداد:الفرات نيوز} القى رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم كلمة بمناسبة احياء ذكرى التاسع من عاشوراء في ملعب نادي الصناعة وفيما يلي نص الكلمة: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليك يا ابا عبد الله , السلام عليك يا ابن رسول الله , السلام عليك وعلى الارواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك, عليك منا سلام الله ابدا ما بقينا وبقي الليل والنهار ولا جعله الله اخر العهد منا لزيارتكم, السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين {عليه السلام}. سيدي يا ابا عبد الله , لبيك يا داعي الله ان كان لم يجبك بدني عند استغاثتك , ولساني عن استنصارك , فقد اجابك قلبي وسمعي وبصري. السلام عليكم ايها الحسينيون الاوفياء , ايها الموالون الشرفاء , يا انصار ابي عبد الله , يا من اجتمعتم اليوم في التاسع من محرم كما هو في كل عام في العاصمة بغداد والمحافظات العراقية , ومعكم اخوانكم خارج العراق ايضاً , لنجدد العهد مع الحسين {عليه السلام} في سُنة كريمة سنَها عزيز العراق الخالد {رضوان الله تعالى عليه}. السلام عليكم يا ابناء شهيد المحراب, يا ابناء الاسلام, يا ابناء الحسين, يا ابناء العراق العزيز ورحمة الله وبركاته. السلام على المرجعية الدينية والعلماء والخطباء وخدمة الحسين من الشعراء والرواديد والمواكب والهيئات الحسينية... تحية إجلال وإكبار لأبناء شعبنا في كل مواقعهم وبكل إنتمائاتهم و توجهاتهم وقومياتهم ومذاهبهم واديانهم ومناطقهم .. تحية للعراقيين الشرفاء الحسينيين في خارج العراق وهم يتمنون ان يشاركون إخوانهم وإخواتهم هذه الشعائر الحسينية الخالدة على ارض الوطن. أيها الحسينيون الشرفاء والموالون الاوفياء يا أبناء شهيد المحراب و عزيز العراق نقف اليوم ونجتمع في اكثر من محافظة وفي آن واحد و رغم ظروف المطر وبرودة الجو.. من هنا في بغداد الحبيبة.. في بصرة الخير .. في ميسان الجهاد .. في ذي قار الثقافة .. في ديوانية العطاء .. في مثنى الثورة.. في واسط الشموخ .. في بابل الحضارة .. في ديالى العز .. في صلاح الدين الاصالة .. في كركوك الاخاء .. في الموصل الحدباء .. في اربيل القلعة .. في السليمانية العامرة وبقية مدننا ومحافظاتنا العزيزة .. نقف ونجدد البيعة والولاء والمضي على درب ابي الشهداء مسمعين العالم كله بأننا {نحن حسينيون} ومرددين ذلك بهتاف وصوت حسيني: لبيك يا حسين ... لبيك يا حسين في هذا الجمع المهيب وهذا اليوم العظيم نقف وقفة عز وتضحية وكرامة ,وقفة بطولة وإباء وشجاعة, وقفة صدق ووفاء وحقيقة لا تغيرها السنون ولا تمحوها الايام ... نقف على ابواب الحسين كي نستمد منه العزم والقوة والارادة ... ونستفهم منه ملامح مشروعه في التغيير ومحاربة الانحراف والفساد ... اليوم ترفع الرايات عالية كي تعلن عن بدأ مرحلة مصيرية من مراحل الاسلام المحمدي الاصيل ... أن حسيننا قمة القمم في الخلود والسمو والرفعة، هذا القائد الفذ الذي انفصل عن الزمان و المكان فكان بحق رمزاً للحياة الحرة الكريمة، وللانسان بكل معاني الانسانية ... حسيننا العظيم بآلامه والكبير بأنسانيته ، والبطل بشجاعته , والخالد بتصديه. حسيننا يمثل المشعل الذي ينير مسيرة الانسانية والروح التي تمنح للحياة معناها ، هذه الروح العظيمة التي مثلت نفحةً ايمانية الهية خالصة صقلتها عقيدة السماء. فاذا كان للخلود معنى، فأن حسيننا هو ذلك المعنى، اذ بدماء الحسين سقيت رسالة السماء كي تبقى حية ومؤثرة ، ومن روحية الحسين ترسخت المبادئ والعقيدة ، وبراية الحسين نهتدي لخطى الاسلام المحمدي الاصيل، وبمنهج الحسين أشرق النور في دروب البشرية ... اليوم يقف التاريخ إجلالاً أمام قمة الشموخ ، واليوم تستلهم الدنيا قمة التضحية ، واليوم تنحني الانسانية بخشوع أمام قمة البطولة ..... فالشموخ يعني الحسين ، والتضحية تعني الحسين ، والبطولة تعني الحسين ... وكل الفضائل الاخلاقية تجسدت في الحسين فمن ينال قمتنا ونحن نسير على نهج قمة القمم ؟! .... ومن ينال شموخنا ونحن نهتدي بقمة الشموخ ؟! ، ومن يجاري شجاعتنا ونحن أبناء مدرسة البطولة والصبر ؟! .... ان الفكر يتشتت والحروف تتلكأ اذا ما ذكر الحسين ، فاي فكر يصمد امام هذا الفكر العملاق الذي عبر عنه الحسين في ملحمة عاشوراء ، و اي حروف تلك التي يمكن لها ان تصف وتعبر عن هذا التألق والاشراق الحسيني . ان علينا ان نكسر قيود الانغلاق بالفكر والسلوك حتى ننفتح على آفاق المدرسة الحسينية ونطلق ارواحنا في سمو يجاري سمو الحسين ، ومن يريد ان يفهم بوضوح وعمق دور الحسين {ع} عليه ان يفهم بوضوح وعمق المشروع الالهي على الارض والذي مثلت التضحية الحسينية مقومات استمراره وبقائه. فيا من تريدون فهم الحسين ، عليكم ان تفهموا المشروع الآلهي اولا كي تفهموا حسيننا .. ويا من تريدون عطاء الحسين ، عليكم ان تحرروا ارواحكم من الانانية والفردية كي تفهموا عطاء الحسين. لنكسر اقفال الانغلاق عن عقولنا كي ننطلق في رحاب الحسين ، ولننظف حياتنا من الزيف والتزوير كي نتعاطى منهج الحسين ، عندها ستتجلى لنا رؤية الحسين ويفيض العطاء وتفتح لنا ابواب الحسين مشرعة رحبة ... لبيك يا حسين .... لبيك يا حسين ويا من تجادلون في فهم ثورية الحسين ... عليكم ان لا تقيسوا الحسين بالثوار .. لان الحسين ثورة اختزلت كل الثورات على مر العصور ، وحملت بداخلها آهات كل الثائرين ... يا من تبحثون عن مبدأ القوة ... عليكم ان تعلموا وتتعلموا ... ان الحسين قاتل بقوة الحق والمنطق .. بينما اعدائه قاتلوا بقوة السلاح .... و لهذا انهارت قوتهم و ان كسبوا جولة , وانتصر المنطق والحق وان خسر فرصة .. فكان انتصار الحسين ابديا .. ويا من تتحصنون خلف حدود الجغرافيا ... عليكم ان تتعلموا ان الحسين هو الذي منح كربلاء هذه العظمة !!... وهو الذي جعل من يوم عاشوراء عنوانا ساطعا لحضارة الاسلام النقية .... عليكم ان تعلموا .. ان حسيننا ليس دموعاً فحسب .. وانما هو مشروع ... وان حسيننا ليس مجرد قائد فحسب .. وانما هو منهج ... وان حسيننا ليس حروفاً وبعض كلمات ... انما هو عنوان .... لقد علمنا الحسين ان لا ننكسر مهما نالت منا الجراح .... وعلمنا ان لا نُنكّس راياتنا حتى و ان تمزقت... فلقد مزقوا راية الحسين ولكنهم لم ينكّسوها ... ولقد مزقوا اشلائه ولكنه لم يركع ولم يخضع ... وقتلوا اولاده واخوته واصحابه و لكنه لم يَهِن .. ولم ييأس.....فاي عز ومجد و كبرياء.... بعد هذا، هيهات من الذلة... يقولون الى متى تبكون حسينكم !!.... ونقول انما بكائنا هو الزيت الذي يزيدنا نقاءً وتوهجاً وحماساً واندفاعاً وايماناً بمبادئ الحسين ومشروعه وقضيته... نبكي على كرامتنا الضائعة على ايدي الطغاة لنستعيدها بعزة الحسين وكرامته... ونبكي على الذي رفع رؤوسنا بعد ان ارادوها تطأطأ لسلاطين دنيا يزيد ... ونبكي على من منحنا القدرة على الصمود وازاح عن طريقنا الذل والهوان ... فبكائنا منهج وليس انكسار اً وهزيمة وضعفاً ، وان دموعنا دروس نتعلمها كل ما مر ذكر الحسين ... فنحن لا نبكي لمجرد البكاء وانما نبكي لنعمر الدنيا بعطاء الحسين . لقد علمنا الحسين وأهل بيته واصحابه ان لا ننحني الا لله ، فهذا العباس البطل الشامخ ، كان رأسه لاينحني الا لله ، ولقد ضربوا هذا الرأس لعله ينحني لهم ... فسقط على الارض ولم ينحني ... لقد هشموا رأسه الشريف بالحديد .. ولكنه لم ينحني الا لله ... لقد تحول العباس الفارس الى شوكة في عيونهم ، ولهذا فانهم زرعوا الشوك والسهام في عيونه... واي حديث يكتمل بالحديث عن العباس ، لان الحديث عن الفضائل لا يكتمل والعباس هو ابو الفضل كله. هكذا علمنا الحسين واصحابه .. وتلك زينب العقيلة تحولت الى صوت الحسين وجسدت صورته ... فكانت امتداده و ديمومته ... وشخص الحسين وشخصيته ... وقد قتلوا حسيننا لكي يسكتوا الحق ... فثار بركان العقيلة زينب ينطق بالحق ... ومثلما لبس الحسين رداء ابيه في مواجهة الطغيان ، لبست زينب عباءة أمها في مواجهة الانحراف ووقفت الى جانب اخيها وامامها وقائدها ... فكانت عدالة الله التي ابت الا ان تكون بجانب رجل عظيم كالحسين أمرأة عظيمة كزينب .... ومثلما مريم بنت عمران تحملت آلام السيد المسيح ... فأن زينب بنت علي تحملت آلام الحسين ... ومن السيد المسيح الى الحسين يستمر المشروع الالهي .. ويستمر الصراع بين الحق والباطل ... وبين منهج يأخذ ومنهج يعطي .... ايها الحسينيون الكرماء ... تعلموا العطاء من الحسين ومن أهل بيته واصحابه .. لانه السبيل الوحيد للانتصار .. وبه تقطف ثمار الحرية والمجد ... فقيسوا ولائكم للحسين على قدر عطائكم .. لبيك يا حسين .. لبيك يا حسين ان التاريخ الاسلامي سيبقى ناقصاً عاجزا ما دام يعجز عن استيعاب عظمة الحسين ومشروعه ، وسيبقى المسلمون يعانون من التهميش والتجاوز ،ماداموا يمرون على ذكرى الحسين مرور العابر وليس مرور المعتبر !!!.... فان مستقبل العالم الاسلامي كدول وشعوب يرتبط بمدى فهمهم لعظمة الامام الحسين واشراقة نهجه ... ان التزييف هو الذي أخر الاسلام والشعوب الاسلامية ... والحسين هو من تصدى لهذا التزييف منذ البداية ... وان الانحراف هو الذي يهين الشعوب الاسلامية ويقف عائقاً امام تطورها .. والحسين هو الذي ضحى بحياته من أجل ان يفضح الانحراف وينبه الامة لخطورته ... فأذا اراد العالم الاسلامي ان ينطلق الى رحاب العالمية فعليه ان يزيل التناقضات من تاريخه ويعرف قيمة ابطاله الحقيقيين... ومتى ما وقف المسلمون في العالم وقفة احترام لتضحيات الحسين عندها سيقف العالم اجمع ليحترم الاسلام والمسلمين !... لا يمكن لنا ان نفصل احداث عاشوراء عن حاضرنا ومستقبلنا ... لان حسيننا قد تجاوز الزمان والمكان وذاب مع المعنى ... والمعنى هو ان نبقى احراراً مادامت لنا حياة في هذه الدنيا ... والمعنى ان نتصدى للتزييف كي لا يتحول الى واقع يزيف عقائدنا ... والمعنى ان نضحي بأنفسنا لو اقتضى الامر كي نحارب ونوقف ونكشف الانحراف ... بهذا المعنى تحرك حسيننا ... وبهذا المعنى كنا حسينيين ... وسنبقى حسينيين... وسنموت ونحن حسينيون ... ان ملحمة عاشواء هي صراع بين منهجين... بين منهج يزيد ... ومنهج الحسين ... فأتباع يزيد يسئلوه كم تدفع لنا كي نقاتل... واتباع الحسين يسئلوه كم مرة تريدنا ان نقتل بين يديك لنعود بعدها كي نقتل مرة أخرى !!... انه صراع بين منهج يأخذ .. ومنهج يعطي ..... والحياة تعمر بالعطاء وليس بالاخذ .... فالحسين واتباعه كانوا مشروع عطاء و حياة و ليس مشروع موت ولكن التضحية هي العنوان الحتمي لعطائهم .. فقدموا ارواحهم فداء .... واتباع يزيد كان منهجهم الأخذ ... فاخذوا ولم يبقى لهم ذكر ..لان الدنيا أخذت منهم كل شيئ ... سلطانهم .. وشرفهم ... وذكرهم ...... واتباع الحسين اعطوا ... فأعطتهم الدنيا كل شيئ ... اعطتهم الشهادة .. واعطتهم العظمة ... واعطتهم الشرف ... واعطتهم الخلود ... هذا هو الفرق بين دنيا يزيدهم ... ودنيا حسيننا ... ان العدد ليس هو الذي يحدد المنتصر انما نوعية العطاء هي التي تحقق الانتصار .. فكانوا فئة قليلة بعطاء عظيم ..... واعدائهم كانوا فئة كثيرة يسلبون الكثير ..... فانتصر العطاء واصبح مخلدا ... وانكسر الاخذ واصبح هبائا منثورا .... انتصر منهج الفئة القليلة المعطاء على منهج الفئة الكثيرة التي تملك السلطان والجاه ..... فالحياة تنتصر للذين يعطون أكثر .... وتنتقم من الذين يأخذون منها أكثر !!... دنيا الحسين تخبرنا ان الاعمار ليس بسنينها وانما بعطائها .. ولهذا فأن عمر عبد الله الرضيع اصبح اطول من عمر الطغات الذين سفكوا دمه .... فبقي عبدالله الرضيع مخلداً ... وذهب الطغات الى مزبلة التأريخ .... فلنبقى على طريق الحسين كي ندخل دنيا الحسين من اوسع ابوابها ... فعلى طريق الحسين تكون الهزيمة انتصار ... وبدون هذا الطريق حتى الانتصار المرحلي هو هزيمة في واقعه ... هيهات منا الذلة ... هيهات منا الذلة ايها الانصار المخلصون ، ايها الحسينيون الصادقون في رحاب هذه الذكرى المباركة تمر علينا الذكرى الثلاثون لولادة المجلس الاعلى، واننا لنفتخر ان طريقنا هو على خطى الحسين قولا وفعلا ... وعقيدة ونهجاً ...... وفي كل اللحظات الصعبة تكون بوصلتنا هي كربلاء فمنها نتعلم ومنها نرتوي ... ان ما واجهه الحسين واصحابه كان صعبا عليهم .. فاما انا يقاتلوا واما ان يقتلوا !.. ولكنهم لو لم يفعلوا ما فعلوه لكان عليهم اصعب !.... بهذا العمق نفهم قضيتنا وبهذا الوضوح نجتاز المراحل الصعبة ... ونكون حسينيين بالمعنى وليس بالاسم ... وبالروحية وليس بالادعاء ... وبالرؤية وليس بالتمني .... نكون حسينيين بالعطاء والصبر كي نفهم رؤية الحسين ونتبع مبادئ الحسين ... ان نعمل في الاوقات الصعبة .. وان نتخذ القرارات الصعبة .. وان نصمد في الحياة الصعبة ... هي كلها دروس حسينية اولا واخيرا ... ان نكون مع الحق وان نبقى مع الحق ... لهو اصدق دليل على وفائنا لمنهج الحسين ... ان نعطي اكثر مما نأخذ انما هو منهج حسيني .... ان ندعم مشروع الامة بالعطاء ومن دون ان نساوم الامة على هذا العطاء .. انما هو ثقافة حسينية خالصة ... ان نكون قلة ولكن نعطي اكثر ... لهو اشرف لنا من ان نكون كثرة ونأخذ أكثر ... هكذا تعلمنا من اصحاب الحسين... ان لا نتخلى عن مسؤولياتنا حتى وان قل الناصر .. انما هي عمق الرؤية الحسينية في تحمل المسؤولية وقد تخلى الكثير عن الحسين الا القلة المخلصة ... يجب ان لا يمر علينا عاشوراء ونحن نغرق بالدموع دون ان نقف عند معنى هذا الحدث العظيم ... ان حسيننا فعل ما فعل لكي يجعل لحياتنا معنى ولمصيرنا هدف ... ولرؤيتنا مشروع ... ولمشروعنا عنوان ... ولا يوجد عنوان اشرق من عنوان الحسين ... والوفاء للحسين ... والذوبان في الحسين ... لقد صنع اصحاب الحسين من كربلاء ملحمة مليئة بالعظمة والشموخ ... فلنصنع نحن اليوم من كربلائنا عنوانا للوحدة كي ننقذ مشروع الامة ... فكربلاء الامس هزمت الباطل ... فلتهزم كربلاء اليوم الفرقة والتنازع ... ولتصنع وحدة الهدف ووحدة المشروع ووحدة الرؤية ... نعم نعم للوحدة ... نعم نعم للوحدة أن الوطنية في المجتمع والامة هي كالقلب في الجسد ، فمتى ما نبض القلب .. نمى الجسد ... وبفهمنا الصحيح لمفهوم الدين والايمان والوطنية ، نكون يداً واحدة وجسداً واحداً وننطلق الى الامام ولا نعود الى الخلف مهما كانت الصعاب مهما اشتد الوجع ... ان نقبل بعضنا البعض ونتحاور مع بعضنا من اجل قضية سامية هي فوق كل اختلافاتنا وتقاطعاتنا الا وهي قضية وطن وقضية شعب ومصير أمة . اننا حينما ننادي بالدولة العصرية العادلة .. انما ننادي بأحلام شعب صابر وصامد وشجاع .. تكسرت على هاماته الشدائد ولم ينكسر ... وزرعت بطريقه الاشواك ولم يستسلم .. شعب يحلم بدولة تضمه بين جناحيها وتنطلق به الى أفاق المستقبل .. نحن الذين كسرنا حروف الانا... وأخذنا عهد على انفسنا أمام الله وأمام الامة بأننا سنكون الجسر الذي يعبر عليه هذا الشعب الى حيث الحرية والامن والاستقلال والازدهار ... وان تكون مصالح الامة قبل مصالحنا .. واهداف الشعب هي اهدافنا .. هذا ما اودعه لنا شهيدنا الخالد { شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم" قدس سره"} وهذا ما اوصانا به عزيز العراق الراحل السيد عبدالعزيز الحكيم "قدس سره"..... ونحن خير من يحفظ الوديعة ويلتزم بالنصيحة... { انتصروا على الأنا و الانانية بضمير الجماعة والتسامح والايثار .. جسدوا كلمة نحن بحق في سلوككم و عملكم من اجل الوطن و المواطن}. ايها الحسينيون الاوفياء.. اننا أمام استحقاقات مصيرية على مستوى الوطن ومسؤوليات كبيرة على مستوى المواطن وعلينا مواجهتها بشجاعة المقتدر وسعة الصدر و الصبر ليكون العراق نموذجا للعرب والمسلمين. يجب ان لا نترك الازمات تقودنا .. وان نفكك الازمات والتأزم ..ونؤمن بحقيقة أن الحوار هو سيد الحلول ..وان الدستور هو سيد الموقف .. والاتفاقيات هي أمانة بعهدة الرجال . ولهذا فاننا نجدد دعمنا لمبادرة فخامة الرئيس الطالباني في تجاوز الازمات والاختناقات عبر الحوار، ولا لغة ستكون بين الاخوة في الوطن الا لغة الحوار ..ولكي تسود لغة الحوار علينا ان نبتعد عن لغة التصريحات المتشنجة ونجنب شعبنا تداعيات الصراع السياسي القائم .. الذي لن يخرج أحد منه منتصرا . على الجميع ان يدرك ان هموم المواطن هي من هموم الوطن وهي اولى الاولويات ... فلنكن على قدر المسؤولية وان ندفع بكل القوانين والتشريعات التي تساهم في تقليل هذه الهموم ... ونناشد مجلس الوزراء بأنجاز المشاريع المعطلة ومنها مشروع البصرة عاصمة أقتصادية .. هذه المدينة المعطاء تستحق منا ان نرد الخير الذي ترفدنا به بالوفاء . علينا ان نركز مفهوم أن المسؤول هو من يحترم شعبه ،وليس المسؤول بموقعه .. فالمواقع هي ملك للشعب وهو مؤتمن عليها واي تقصير هي خيانة لهذه الامانة . ومن غشنا فليس منا .. هكذا هي ثقافتنا الاسلامية وهكذا يجب ان تكون ثقافتنا في مواقع المسؤولية. الفساد هو آفة الافات... وهو المخرب الاول في الدولة والمنتهك الاول لحقوق الشعب ، ويجب ان يقتلع من جذوره ... وان لا يكون شعار محاربة الفساد ... فسادا آخر يشن بواسطته حروب التسقيط السياسي والاجتماعي. كلا كلا للفساد .... كلا كلا للفساد الامن أساس الاستقرار وركيزة التنمية ... ونشد على أيادي أبنائنا الغيارى في قوات الداخلية والدفاع الذين يصارعون الارهاب وسيصرعونه بأذن الله ... ولكننا نشدد على ان تتكامل المنظومات الامنية وان تمتلك زمام المبادرة وتكون عملياتها استباقية ... وفي ملحمة عاشوراء الخالدة ... ملحمة المظلوم على الظالم ... ننتصر لشعبنا الفلسطيني في غزة المحاصرة وندين هذا الصمت الدولي المخجل وهذا التواطأ المشين مع آلة القتل الصهيونية وهي تستعرض همجيتها على شعب أعزل ... ونقول لاخوتنا في العروبة وأخوتنا في الاسلام ان تكبر الصهاينه وهمجيتهم ليست بقوتهم وانما بتفرقنا وتشتت موقفنا ... وستبقى فلسطين جرحاً نازفاً وسيبقى الشرفاء ينزفون معها حتى يحقق الله وعده وينصر الذين يدافعون عن حريتهم وكرامتهم وشرفهم ...ومن كربلاء العز والكرامة الى القدس المغتصبة طريق واحد،و قضية واحدة، وحق واحد ،ومنهج واحد، الا وهو منهج الاحرار الذين يرفعون شعار الحسين الخالد {هيهات منا الذلة}... والى دمشق الحزينة نقول ... ان أنياب الشر قد غرست في جسد الشام ... وان الشعب السوري يستحق الحرية والكرامة ويستحق الامن والامان ... وان الوطن هو الاساس ... ولقد طالت المعانات وعلى الجميع ان يصغي الى لغة العقل ولن يقف مع سوريا الا السوريين انفسهم ولن يضمد جراح سوريا الا ابنائها ... أما أخوتنا في البحرين العزيزة الغالية... فأننا نتألم لهذا الوضع المرفوض أنسانيا و وطنيا ... فالشعوب هي الباقية وما عداها الى زوال .. ولن يكون منطق القوة هو الحاسم مهما أشتدت هذه القوة وتنوعت أساليبها ...ومازلنا نتأمل الحكمة لدى القيادة في مملكة البحرين الشقيقة .. هذه الحكمة التي يجب ان تُغَلّب قوة المنطق على منطق القوة .. فالشعوب قد تتألم ولكنها لا تنكسر . سيدي ابا الاحرار ... نعاهدك على ان نبقى أحراراً نسير على دربك ... ونتمسك بنهجك .. ونرفع رايتك ... وسنكون مخلصين لهذا الوطن الذي تشرفت أرضه بدمائك ... لبيك يا حسين ... لبيك يا حسين وفي يوم سيد الشهداء ننحني لشهداء الاسلام وشهداء العراق وشهداء الانسانية والعدالة .ننحني للمراجع الشهداء ، والشهيدين الصدرين وشهيد المحراب وعزيز العراق. تحية اجلال واكبار للمرجعية الدينية وكل من يقف مدافعا عن العراق وعزته وسلامته وأمنه وازدهاره. تحية عز وكرامة وأباء لكم ايها الحسينيون ... يامن تحملون رايات الحسين وتحيون ذكرى الحسين ... تحية عز وكرامة لكم ايها الاتباع الحسينيون ، رجالا ونساءا ، شيبا وشبابا ، صغارا وكبارا... فهنيئا لكم هذا المجد الحسيني وهنيئا لكم هذا الوفاء ... وسيبقى الحسين فينا... صرخة لا تخفت ، وروحا لا تموت ... وراية لا تنكسر ... وسنبقى حسينيين ، أسماً ، ومعنى ، ومنهجاً ، وعقيدة . و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- الوقت : 2012/11/24 19:39:24
- قراءة : ١٠٬١٧٩ الاوقات