{بغداد:الفرات نيوز} اعلنت الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين عن حدوث {50} حالة انتهاك لحقوق الصحفيين في العراق خلال العام 2012 المنصرم. وقالت الجمعية في تقريرها السنوي الذي تلقت وكالة { الفرات نيوز} نسخة منه اليوم السبت انه "ما زال العمل الصحفي في العراق يتسم بالتعقيد المقترن بالخطورة في بعض الاحيان رغم مرور اكثر من 9 سنوات على التغيير الذي شهده العراق عام 2003 والذي يفترض انه نقل العراق والحريات العامة والصحفية منها بشكل خاص الى مراحل متقدمة في الاحترام والرعاية". واضافت انه "على امتداد أيام العام الماضي اكدت الاحداث والوقائع اللتان رافقتا العمل الصحفي وشهدتها الساحة الصحفية والاعلامية العراقية وما تخللتها من احداث وظواهر تتعلق بالصحفيين والحريات الصحفية وحق الوصول الى المعلومات ومناطق الاحداث , أكدت ان العمل الصحفي في العراق يفتقد أحيانا الحماية الدستورية و القانونية والتشريعية التي يتطلع اليها الصحفيين والمؤسسات الصحفية " . و تابعت الجمعية في تقريرها ان " الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين العراقيين مستمرة في مراقبة ومتابعة ردود الافعال والاجراءات الرسمية من قبل الحكومة والمؤسسات المعنية بحماية وتحصين الحريات الصحفية وما يرتبط بها من كفالات دستورية فوجدت انها لم تتمكن الى الحد الذي يرضي طموح الاسرة الصحفية من توفير ضمانات قانونية وتشريعية حقيقة وملاذات امنية قادرة على تبديد المخاوف من الاستهداف المباشر و لم تنجح في توفير بيئة صحية ملائمة لممارسة العمل الصحفي بحرية واستقلالية نتيجة للتقاطعات السياسية وعدم توفر الارادة لدى بعض الجهات الحكومية والبرلمانية لتحقيق هذه الضمانات وايجاد هذه الملاذات". و اشارت الى ان "الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين العراقيين تابعت بحرص ما شهده عام 2012 من احداث ورصدت بدقة وحرص وموضوعية خلال العام نفسه عددا من حالات الاعتداء والتجاوز التي رافقت العمل الصحفي في تغطية النشاطات والاحداث والظواهر في تقاطع غريب ومؤسف مع ما يؤكد عليه الدستور العراقي في مادته الثامنة والثلاثين الخاصة بكفالة الحريات الصحفية والحق في الوصول الى المعلومات وتناقض مثير للاسف مع قانون حقوق الصحفيين الذي اقره مجلس النواب العراقي خلال عام 2011 "، مضيفة انه " و مع كل ما تقدم من عرض نقدي للاوضاع و من دواعي الموضوعية والدقة في التقييم القول ان عدد الانتهاكات خلال عام 2012 قد انخفض بشكل ملحوظ قياسا الى انتهاكات واحداث الاعوام السابقة وتضاؤل حجمها بشكل ملفت خلال نفس الفترة فأنحسرت الى حد كبير عمليات القتل التي بلغت { 5 } حالات فيما شهد العام نفسه محاولتي اغتيال في صلاح الدين والانبار ". و كشفت الجمعية انه " وبشكل عام شهد عام 2012 { 50 } حالة انتهاك للحريات الصحفية شملت اكثر من ( 75 ) صحفيا توزعت بين القتل ومحاولات القتل والاعتقال الوقتي والاحتجاز والاعتداء الجسدي المباشر والاهانة والتجاوز اللفظي والمنع من التغطية الاعلامية قسريا ومصادرة المعدات ومستلزمات العمل والاستهداف الجسدي والمادي المباشر والغرامات المالية فكانت بغداد بحسب الارقام والاحصائيات في مقدمة المحافظات التي تعرض فيها الصحفيين للانتهاكات حيث بلغت {18} حالة شملت {24} صحفيا وتوزعت باقي الانتهاكات على المحافظات بواقع { 6} في ديالى و {4} في الموصل و {4} في الناصرية و {4} في كركوك و {3} في النجف و {2} لكل من واسط وصلاح الدين و {1} لكل من ميسان والانبار والديوانية وبابل فيما شهدت اربيل {2} من الانتهاكات شملت اكثر من {20} صحفيا فيما خلت بقية المحافظات من اي حالة انتهاك" . واكدت على ان "من القضايا التي لازالت تثير قلق الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين وعموم الاسرة الصحفية العراقية استمراء القضاء العراقي بالنظر بالقضايا التي تقدم ضد الصحفيين والمؤسسات الاعلامية انطلاقا من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنه 1969 المعدل المواد { 81 82 8384 202 210 215 225 226 227 403 433 434} من القانون المذكور وقانون المطبوعات العراقي واللذان يتعارضان جملة وتفصيلا مع المادة {38} من الدستور العراقي الذى كفل حرية الصحافة وحرية التعبير ومع قانون حقوق الصحفيين والخصوص المواد {3} و {4} اولا و {6} اولا والمادة {9} والذي لازالت الجهات التنفيذية تتجاهل تنفيذ بنودة رغم اقراره" . و تابعت الجمعية ان "النقص الحاصل في التشريعات والقوانين التى تدعم حرية الصحافة وحرية التعبير في العراق جعل الحق الدستورى الموصوف في المادة {38} من الدستور العراقي الذى كفل حرية الصحافة وحرية التعبير يتعارض مع المواد القانونية التى يحويها قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنه 1969 المعدل وقانون المطبوعات واللذان لاينسجمان مع التغيير الذي شهده العراق ويتقاطعان مع علوية الدستور العراقي ، وقد منح هذا الجو الذي أستمر طوال العام الماضي الفرصة لمقاضاة وسائل الاعلام والصحفيين من قبل من توجه اليه الانتقادات من مسؤولين ومؤسسات رسمية وشخصيات} من خلال محكمة قضايا النشر والاعلام المختصة ناهيك عن المطالبة بتعويضات مرهقة وهو الامر الذي يمثل تحجيم لحرية الصحافة وحرية التعبير وتعطيل لنص دستورى واضح وصريح . كذلك تراقب الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين طريقة تعاطى محكمة قضايا النشر والاعلام مع قضايا الصحفيين اذا غالبا مع تستعين هذه المحكمة بعدد ممن اسمتهم{الخبراء} وهم مجموعة من رجال القانون يتم الاتفاق معهم من قبل المحكمة الا نه هولاء الخبراء قد تحولوا الى محكمة اخرى ودون اى غطاء شرعي حتى بات مايتفقون عليه يلغى قرارات المحكمة قضايا النشر والاعلام وهو عبء كبير تحملته وسائل الاعلام والصحفيين ". و اوضحت ان "ظاهرة الافلات من العقاب والتي رافقت حالات الاعتداء على الصحفيين ومنذ سقوط النظام السابق ولا زالت مستمرة حيث غالبا ما يتم استثناء العناصر المتورطة بالاعتداء على الصحفيين من المساءلة والمحاسبة من قبل القضاء العراقي وبدعم من قبل الجهات الرسمية المختلفة وكان تلك العناصر التى اعتدت على الصحفي تمتلك حصانة قانونية او انها في منأى عن اى مسائلة او محاسبة او حتى ادانه لتصرفاتها ازاء الصحفيين رغم ان الصحفيين مكلفين بمهمة صحفية ويحملون الباجات الرسمية وهو الامر الذي يشجع على ازدياد الانتهاكات بحق الصحفيين دون مبرر"، مشيرة الى انه " لايزال الصحفي العراقي يعمل في ظل ظروف مهنية ومادية غاية في الصعوبة حيث الاجور المحدودة واجواء العمل البائسة داخل المؤسسات الصحفية باستثناء حالات قليلة . ويواجه الصحفي العراقي تحديات مهنية عديدة اهمها واكثرها تعقيدا الطرد التعسفي وتاخير منح الرواتب والاجور،هذه التحديات تتواصل لعدة اسباب اهمها عدم اعتماد العقود القانونية بين المؤسسة الصحفية والعاملين فيها وتهرب الكثير من المؤسسات الاعلامية من تنفيذ البنود التي وردت في قانون حماية الصحفيين والتي يفترض انها تنظم العلاقة بين الصحفي ومؤسسته الصحفية وتضمن حقوقه والتزاماته في نفس الوقت الامر الذي يجعل منهم عرضة لتقلبات اهواء ومزاجيات اصحاب المؤسسات وما تتطلبه مصالحهم المادية التي دائما ما يكون الصحفي ضحيتها الاولى ". و شددت الجمعية على ان "حرية الوصول الى المعلومات وحق الصحفيين في الحصول عليها ونقلها الى الجمهور وتوثيق وتغطية الظواهر والاحداث والانشطة المختلفة بالوانها السياسية والاقتصادية والامنية والثقافية والاجتماعية وكل ما يتعلق بمسارات الحياة في الدولة , تمثل الركيزة الاساسية للعمل الصحفي الحر والقاعدة القوية الساندة لبناء صحافة مهنية مستقلة تتمتع بقوة التاثير و قادرة على لعب دور سلطة رابعة حقيقية تلعب دورا مهما في الرقابة وتوجيه الراي العام بالاتجاهات التي تسهم في بناء دولة ديمقراطية وحماية قيم ومبادئ الحرية والعدالة والمساواة ، وفي مقابل ذلك تمثل الشفافية التي تتعامل بها الوزارات والهيئات والجهات الرسمية شبه الرسمية الاخرى مع المؤسسات الصحفية والصحفيين وفتحها ابواب التعرف على المعلومات وتمكينها من متابعة وتغطية وتوثيق الاحداث والانشطة , تمثل تجسيدا صادقا لقيم الشفافية وحماية حقيقية للحريات الصحفية وحق العمل الصحفي الحر بلا حواجز او معوقات وتطبيقا حضاريا لسمات الدولة الديمقراطية". كما تطرقت الى انه "في عام 2012 أشرت التقارير التي ترد للجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين والشهادات التي ادلى بها العديد من الصحفيين اضافة الى الاطلاع الميداني لممثلي الجمعية بخصوص العلاقة بين الدوائر والجهات الاعلامية في الوزارات والهيئات والجهات الرسمية وغير الرسمية الاخرى عن استمرار معاناة المؤسسات الصحفية والصحفيين في مساعيهم اليومية للحصول على المعلومات والتصاريح وتغطية الاحداث والظواهر في عدد كبير من تلك الوزارات والهيئات والتي تؤكد من خلال هذه الحالة استمرار تعاملها السلبي مع المؤسسات الصحفية العراقية والصحفيين العراقيين واصرارها على وضع الظوابط والتعليمات المجحفة التي باتت تشكل حاجزا صعبا في طريق حق تلك المؤسسات والصحفيين في العمل الصحفي بحرية وحقها في الوصول الى ما يهم مصلحة المواطن والدولة العراقية من معلومات تشكل جوهر النشاط الصحفي الطبيعي والنشاط الذي يعتمد السبق الصحفي او المعلومة الاستثنائية المهمة للراي العام . في حين حافظت الجهات التي تميزت بالاداء الايجابي في هذا الموضوع على مدى السنوات السابقة , حافظت على مستوى متميز من التعاون مع المؤسسات الصحفية والصحفيين واستمرت بنفس خط الشفافية المقبول في تقديم المعلومات وفتح ابواب التغطية والتوثيق للاحداث والظواهر دون اي معرقلات او معوقات ادارية او فنية ، واقد اخذت الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين على عاتقها كتابة مشروع قانون حق الحصول على المعلومة وتم تقديم الى مجلس النواب العراقي لغرض اقراره ليكون بذلك داعما لتوفير وايجاد حرية الحصول على المعلومة"،مؤكدة وجود "تعقيدات واجراءات وضوابط تعرقل الوصول الى المعلومة تمثلت في سمات التعامل السلبي وانحسار التعاون للجهات الواردة في الفقرة مع المؤسسات الصحفية والصحفيين في عدد من الاشكال وصور التعامل اهمها تعقيد اجراءات الدخول و التنقل داخل الوزارة او الجهة المعنية بالتغطية والتوثيق اضافة الى تضييق الخناق على الصحفيين في سعيهم للحصول على التصريحات الصحفية او الاجابات او تحديد توقيتات ومواعيد بعيدة الامد لطلبات اجراء الحوارات الصحفية مع الوزراء او الوكلاء والمدراء العامين الامر الذي يفقد مبررات واسباب طلب الحوار مقوماته المهنية واهميته الزمنية . ومن صور التعامل السلبي الاخرى امتناع المديريات والدوائر التابعة الى وزارة عن التعاون مع المؤسسات الصحفية والصحفيين واشتراط ذلك بالحصول على موافقة الوزارة الامر الذي يضيف اعباءا اضافية الى الصحفيين في ممارستهم لحقهم في العمل الصحفي والحصول على المعلومة بسهولة ويسر ". و ذكرت الجمعية انه "ومن السمات المؤسفة الاخرى تركيز الاهتمام لبعض المسؤولين الاعلاميين في الوزارات على وسائل الاعلام الاجنبية والعربية في اللقاءات والتصريحات الصحفية و اهمال المؤسسات الصحفية ووسائل الاعلام المحلية في هذا الجانب .انتهى
- الوقت : 2013/01/05 22:52:31
- قراءة : ٤٬٢٥١ الاوقات