{النجف الاشرف:الفرات نيوز} دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم الى منح المرأة دورا بناء في عمليةِ البِناءِ الاجتماعيِ والسياسيِ وأن لا يَقتَصِرَ حضورُها على القضايا الهامشيةِ. وقال السيد الحكيم في كلمة له تلتها مسؤولة المكتب النسوي بالمجلس الاعلى في النجف الاشرف انغام المهنا خلال احتفالية بمناسبة ولادة السيدة فاطمة الزهراء اليوم السبت إنه "في هذا اليومِ نعيشُ تاريخَ ذكرى عظيمةٍ من ذكرياتِ الاسلامِ، تلك هي ذكرى وِلادةِ سيدة نساء العالمينَ بنتِ رسولِ اللهِ المصطفى {صلى اللهُ عليه وآلهِ وسلم}، إنها فاطمة الزهراء سلام الله عليها". واضاف إن "الحديثُ عن السيدةِ الزهراءِ حديثٌ كثيرٌ وواسعُ الأبعادِ كما يعرفُ الجَميعَ، يستدعي مِنّا الوقوفَ عند جوانبَ شتّى من حياتِها المليئةِ بالدروسِ و العِبَرِ لنستفيدَ منها ونعتَبِرَ لانها الاسوةُ والقُدوةُ". وتابع "فقد وُلِدَتِ السيدةُ الزهراءُ في مكةَّ المكرمةَ في الوقتِ الذي كان فيه الرسولُ الاعظمُ صلوتُ الله وسلامه عليه يُبشّرُ بدعوتهِ السماويةِ العظيمةِ الى الإسلام، وقد شَهِدَتْ عليها السلامُ ما كان يُلاقيهِ أبوها الرسولُ العظيمُ مِن عَنَتِ قريشٍ وظلمِها لهُ، كما عاشَتِ الحصارَ في شِعْبِ أبي طالب بمكّةَ وتحمّلت إلى جانب أبيها وآل أبي طالب ما تحمّلوه من أذى الحصار والمقاطعة الظالمة". واوضح "كانت السيدة الزهراء عليها السلام ترى ما يلحق بابيها مِنَ الاذى فتتحمل الاذى و تعيش المحنة , تُعنى بأبيها رغمَ صِغَرِ سِنِّها فتُسلّيهِ و تُواسيهِ , حتى سمّاها الرسولُ الاعظم بـ { أمِّ أبيها} خصوصاً بعد وفاةِ أمّها العظيمةِ السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها "، مشيرا الى أن " سيدتنا الزهراء هاجرت من مكةَ الى المدينةِ وظلّت في كَنَفِ أبيها حتى أختارَ لها اللهُ سبحانه وتعالى زوجَها الامامُ عليٌ بن أبي طالب عليه السلام ". وذكر "لقد عاشتِ السيدةُ الزهراءُ في هذه الأجواءِ طاهِرةً مطهّرةً.وشَهِدَتْ كُلَّ أحداثِ الإسلام وشاركتْ أباها و زوجَها العظيمينِ في كل المواقفِ و المِحَنِ حتى أختارَها اللهُ سبحانه وتعالى إلى جِوارهِ ، وكانتْ اسرعُ الناسِ لحِاقاً بابيها الرسولِ الكريمِ {ص} ". وبين " لقد قال الرسولُ الاعظم بحقِ السيدةِ الزهراءِ اقوالاً كثيرة دَلَّتْ على عظمتها وعلوِّ شأنها مما لم يقلهُ لأحدٍ غيرها من المسلمينَ قاطبةً ، فقد سمّاها {أم ابيها} ، وقال عنها { فاطمة بَضعَةٌ مني من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله } ، وقال عنها { فاطمة سيدة نساء العالمين فاطمة يرضى الله لرضاها و يغضب لغضبها } الى غير ذلك من الاقوال الدالة على عظمتها وعلو شأنها ". ونوه الى أن "الوقوف على حياة الزهراء في سنوات عُمرِها القصيرِ يقودُنا الى الكثير من الصور النقيّة الرائعةِ التي يجب أن تكونَ اليومَ الأسوةَ الحسنةَ ليس للمرأةِ المسلمة فحسبْ , و إنما للمرأة في العالمِ كلِّهِ ، لا بل للانسانِ رجلاً و امرأة ". وذكر ان "زُهدَ الزهراءِ البتولِ ،وصبرِها، وتحملِّها للصعابِ والأذى في ذاتِ اللهِ سبحانَه وتعالى، ودِفاعِها عن الحقِّ ، وشجاعةِ القولِ ، لَهِيَ صورٌ نادرةٌ علينا أن نستحضرها دائماً في حياتنا لِتُنيرَ لنا الدربَ في المسالكِ الوَعِرَةِ في هذهِ الحياةِ كما نَجِدُها سلامُ اللهِ عليها قد مارَسَتْ ادوراً عديدةً مهمةً ، فهي الزوجةُ الصالحةُ وهي الأمُّ الفاضلةُ المربّيةُ ، وهي الصادحةُ بالحقِ بعد وفاةِ أبيها الرسول العظيم ، وهي المدافعةُ عن حقّها في ظرفٍ كَثُرَ الساكِتونَ فيه "، لافتا الى أنه " في كُلِّ هذه الصورِ والمراحل نستجلي عظمةَ الزهراءِ البتولِ ، و في كلِّ هذه المراحلِ ، و وجوبِ الاقتداءِ بسيرتِها المُباركةِ ". واكد "من هُنا كان حقا لنا أن نَعتَبِرَ ذكرى ولادتِها الشريفةِ يوماً للمرأةِ المسلمةِ و عيداً لها ، كما فعل ذلك شهيدُ المحرابِ رضوان الله عليه ، لنعيشَ في هذا اليوم وكُلِّ أيّامِ حياتِنا معالم القدوة والأسوة لانها خير مثال ومنهج للاقتداء به في حياتنا ، ومن خلال معالِمِ سيرتِها العطرة يمكنُ أن تُبنى حياةُ الأُسَرِ الصالحةِ. وقال السيد عمار الحكيم إن "المرأةَ المسلمةَ اليومَ أحوجُ ما تكونُ الى معرفةِ حياةِ بَضْعَةِ الرسولِ الأكرم والتأسي بها ، والسيرِ على هَديِها، فهيَ ضمانةُ السعادةِ في الدارينِ ، وعلى المرأةِ المسلمةِ أن تَتَعلَّم منها الصبرَ ، والتحمّلَ، والقيامَ بدورِها الاجتماعيِ ، والدفاعِ عن الحقِ ، وتربيةِ الأبناءِ تربيةً صالحةً من أجل بناءِ جيلٍ يتحملُ مسؤولياتِهِ الكبيرةِ في المجتمع ". واوضح أن "المرأة اليوم لها من الدورِ في الحياة العامةِ ما لا يُمكنُ إغفالهُ أو إهمالهُ ، فهيَ موجودةٌ في اغلب مفاصلِ الحياةِ ، وهي بحاجةٍ ماسّةٍ كما الرجلِ الى الحصانةِ التي تَقيها من الوقوعِ في مُغرَياتِ الحياةِ وآثامِها ". واشار الى أن "الحديث عن الزهراءِ عليها السلام في ذكراها يقودُنا الى الحديثِ عن المرأةِ والتعاملِ معها في أُسَرِنا،ومن ذلك ما نلمسُهُ ونشاهدهُ من استخدامِ العنفِ ضِدَّها ، وهو اسلوبٌ بعيدٌ عن تعاليمِ الاسلامِ ومنهجِ اهلِ البيتِ عليهم السلام ، إن العنفَ والظلمَ هو إعتداءٌ على الحقوقِ والكرامةِ ، ولا يَحِقُّ لأحدٍ مهما كان أن يعتدي على الحقِّ أو يُصادِرَ كرامةَ إنسانٍ تحتَ أي مسمّى من المُسمياتِ". وبين "من هذا المنطلقِ دعا عزيزُ العراقِ {رض} الى مُناهضةِ العنفِ ضِدَّ النساءِ و أطْلَقَ على الاولِّ من صَفَر { و هويومُ دخولِ سبايا آلِ محمدٍ الى الشامِ ؤ يوماً لمناهضةِ العنفِ ضدَّ المرأةِ و اعتبارهِ يوماً اسلامياً لرفعِ الظلمِ و التعسفِ عنِ المرأة ", داعيا " الجميعَ الى اعادةِ النظرِ في تعاملهِم معَ المرأةِ و السعيِ الجادِّ الى احترامِ الانسانِ لنفسهِ عِبرَ احترامِ النِصفِ الآخَرِ منَ المجتمعِ ". ولفت الى أن " المرأةَ العراقيةَ اليومَ تمارسُ دورها الكبيرَ في الحياةِ العامةِ ، وهذا التطورُ في شَكلِ المُمارسَةِ الاجتماعيةِ للمرأةِ العراقيةِ بحدِّ ذاتِهِ يُعتبرُ عاملاً ايجابياً لتأخذَ دورَها الطبيعيَّ في الحياةِ العامةِ ، لكنّنا على يقينٍ بأنّ هذا التطورَ بحاجةٍ الى تطوّرٍ في المضمونِ ". وتابع " وفي هذا الاتجاهِ نُذكِّرُ بمسؤوليةِ المرأةِ في بناءِ الوِئامِ الاجتماعيِّ , و تثبيتِ قِيَمِ المواطنةِ و الشراكةِ الجادةِ , في نفوسِ أبناءِ هذا الشعب " . وذكر " إذ يمُرُّ بلدُنا الحبيبُ بمرحلةٍ حسّاسةٍ و دقيقةٍ , و بتحدياتٍ خطيرةٍ تواجهُ المشروعَ و التجربةَ , فإن دورَ المرأةِ لا يقلُّ اهميةً و خطورةً عن دورِ الرجُلِ في الدعوةِالى الحِكمةِ , و التهدئةِ , و تغليبِ منطقِ الحوارِ و الترشيدِ , على عواملِ الفِتنةِ و التصعيدِ , و تقديمِ مصلحةِ الوطنِ و المُواطنِ في كل الاتجاهاتِ و المَواطِنِ , على المصالحِ الضيقةِ و المَنافعِ الآنيةِ " . وأكد أن "بناءَ الثقةِ و تحقيقِ التطمينِ بينَ مختلفِ القوى السياسيةِ , و السعيِ الجادِّ لقيامِ حوارٍ هادفٍ و بنَاءٍ بينهما , و تعزيزِ ثقافةِ الوفاءِ بالعهودِ و الاحتكامِ للدستورِ و القانونِ , يمكنُ اعتبارُها المفاتيحَ العمليةَ , لِحَلْحَلَةِ الازمةِ الراهنةِ ". واوضح أن "حضورَ المرأةِ العراقيةِ في البرلمانِ ، ومؤسساتِ المجتمعِ المدنيِّ وممارسةِ مختلفِ النشاطاتِ الاجتماعيةِ العامةِ ، لَهِيَ من المظاهرِ التي ساعدَتِ المرأةَ العراقيةَ على استعادةِ دورِها الحقيقيِ في البناءِ الاجتماعيِ ، ونحنُ على ثقةٍ بأن استحضارَ معالِمِ حياةِ الزهراءِ سلام الله عليها في منهجِها ، وهديِها ، في صبرِها ، وحكمتِها ، ستكونُ خيرَ مُساعِدٍ للمرأةِ العراقيةِ لتحصينِ نفسِها ومجتمعِها ، وبناءِ حياةٍ إجتماعيةٍ قائمةٍ على اساسِ الإحترامِ والإيمانِ بالحقوقِ والواجباتِ ". واشار الى أن "الزهراءَ سلام الله عليها هِيَ الأنموذجُ الكامِلُ ، لِلمرأةِ في بَيتِها وتربيةِ ابنائِها ، وللمرأةِ في خارجِ منزلِها وفي وسَطِها الإجتماعيِ ، في منطِقِها ، وفي حِجابِها ، وفي عِلاقتِها بالرجلِ زوجاً وأخاً وابناً وأخاً في الدين " . ونوه الى أن "علينا أن نتعاملَ معَ هذهِ الذكرى ليسَ فقط منْ بابِ إحياءِ المناسبةِ بالتذكُّرِ والخطاب ، وهو أمرٌ حسنٌ في حدِّ ذاته ، لكنّهُ لا يكفي إذا أردنا الإستفادة من هذهِ الذكرياتِ لذلك كانَ لِزاماً علينا أن نستحضرَ كُلَّ المعاني الساميةِ في حياة الزهراءِ وكُلَّ معالِمِ حياتِها سامِيَةٌ ، علينا أن نُحَوِّلَ هذه المَعالِمَ الى منهجٍ تربويٍ لِبَناتِنا ونِسائِنا ، ففي ذلك الضمانةُ الكبيرةُ والعظيمةُ لتربيةِ جيلٍ قادرٍ على تحمّلِ مسؤلياتهِ الكبيرةِ في الحاضرِ والمستقبلِ". واعرب السيد عمار الحكيم عن "امله في أن تقوم مؤسساتُنا الاجتماعيةُ والتربويةُ بالاهتمامِ بهذا الجانبِ في التربيةِ الاجتماعيةِ ، كما اتمنى من مؤسّساتِ المجتمعِ المدنيِّ النسويةِ أن تهتمّض بهذا الجانبِ وأن تَسعى لإعدادِ المناهجِ التربويةِ استلهاماً من سيرةِ حياةِ الزهراءِ سلام الله عليه ومن سيرةِ سيدتِنا زينبٍ الكُبرى عليها السلام تلك السيدةُ العظيمةُ التي اكمَلَتْ مسيرةَ أمِّها فاطمةَ الزهراءِ." وأوضح "إننا نمتلكُ إرثاً عظيماً وعلينا أن نُدرِكَ عظمةَ هذا الإرْثِ ، وأنهُ كفيلٌ بإنارةِ السبيلِ أمامَنا، وكُلَّ ما نحتاجُهُ هو أن نَدرُسَ بعُمقٍ معالِمَهُ ، وأن نَمتَلِكَ الارادةَ الحقيقيةَ لتحويلهِ الى مناهجَ عمليةٍ في حياتِنا، عندها سنُدرِكُ كم هي السعادةُ الاجتماعيةُ ممكنةُ التحقيقِ ". وختم كلمته بالتمني "للمرأةِ المُسلمةِ عُموماً وللمرأةِ العراقيةِ خصوصاً في يومِها الاغَرِّ التقدّمَ والازدهارَ والمزيدَ من العملِ من أجلِ المبادئِ التي نَذَرَتِ السيدةُ الزهراءُ عليها السلام حياتَها من أجْلِها ".انتهى م
- الوقت : 2012/05/12 18:34:17
- قراءة : ٧٬٧٠٠ الاوقات