ووصُفت زيارة الأربعين لهذا العام بـ"الاستثنائية" بعد تسجيل ارتفاع بإصابات كورونا في العراق بحسب بيانات وزارة الصحة، فيما عدها الموالون لأهل البيت {عليهم السلام} هذه الزيارة "تحدياً كبيراً" تختلف عن سابقاتها في الأعوام الماضية.
وللحد من انتشار الجائحة خلال الزيارة أعلن وزير الصحة والبيئة، حسن التميمي، عن إعداد خطة طبية لحماية سلامة الزائرين.
وقال التميمي في مؤتمر صحفي أمس الخميس، قررنا غلق الحدود مع دول الجوار وعدم استقبال الوافدين باستثناء الدبلوماسيين والصحة أعدت خطة واضحة للتعامل مع زيارة الأربعين ومنه تعفير طرق الزائرين وتوفير المعقمات والكمامات.
فيما أعلن، عن الاتفاق على التعاون مع هيأة الموكب الحسينية واتخذنا قرارا بفحص كل العاملين في المواكب الحسينية والتأكد من عدم اصابتهم واستخدام المعقمات والكمامات فيها.
كما رجح وزير الصحة، بوجود سلالات جديدة لكورونا ظهرت في بعض البلدان، وان نسبة الشفاء من الفيروس في العراق وصلت الى 79% والوفيات 2.7%، مؤكدا ان الاصابات في العراق ما زالت محدودة والتعامل مع الجائحة بشفافية تامة ويأمل ان تنخفض الاصابات أكثر".
وبين انه "يمكن تقليل الاصابات بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات ونأمل ان يكون الالتزام 100% في زيارة الأربعين للحد من الإصابات مع زيادة السعة السريرية 50% لعلاج مرضى كورونا.
من جانبه اكد ممثل الأمم المتحدة في العراق ادهم إسماعيل، تنفيذ حملة توعوية بمخاطر كوفيد١٩ والتي تستهدف محافظات الفرات الاوسط بابل والنجف وكربلاء وستنطلق في 4 - 7 تشرين الأول المقبل أي قبيل ذروة الزيارة.
وأوضح إسماعيل، ان الحملة التوعوية التي تقوم بها المنظمة ستعمل على مراقبة اجراءات كوفيد١٩ الوقائية عند مداخل محافظة كربلاء الرئيسية من اتجاه محافظتي النجف وبابل اضافة الى التأكيد على ممارسة لبس الكمامة والتباعد الاجتماعي ونظافة اليدين لجموع الزائرين للعتبات المقدسة في المحافظة.
وفي السياق ذاته اعلنت العتبة الحسينية المقدسة عن إعداد خطط جديدة لتأمين وحماية الزائرين والمعزين والمواكب الحسينية من تفشي الجائحة خلال زيارة الأربعين لهذا العام.
حيث اكد مسؤول شعبة تخطيط حركة الزائرين التابعة لقسم حفظ النظام عباس صاحب، المباشرة بوضع خطط خاصة بزيارة الأربعين لهذا العام تهدف الى المحافظة على سلامة الزائرين والمعزين من تفشي كورونا من خلال عزل مسير الزائرين والمواطنين عن المواكب الحسينية إلى ثلاثة أقسام وممرات رئيسة، الأول لمسير الزائرين، والثاني لمسير المواكب الحسينية، والثالث للمواطنين للحفاظ على سلامة المعزين من التجمعات والعمل على التباعد الإجتماعي، والالتزام بالتوصيات التي أكدت عليها المرجعية الدينية العليا ووزارة الصحة.
فيما كشف معاون رئيس تنظم المواكب الحسينية مازن الوزني، ان الخطة تضمنت رفع التجاوزات المؤدية إلى مرقد الامام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام) بهدف توسعة الطرق والشوارع الرئيسة، بالتعاون مع الجهات الامنية والخدمية وبقية الأقسام مع وضع خطة خاصة لدخول المواكب الحسينية للعتبتين المقدستين، ومنطقة ما بين الحرمين الشريفين، بما يضمن انسيابية اكبر لحركة الزائرين والمعزين، لافتا إلى إنه تم العمل على تخصيص مكان مركزي لأصحاب المواكب في ثلاث مناطق داخل المدينة القديمة لغرض الطبخ.
من جانبه استنفرت الحكومة المحلية في كربلاء المقدسة جهود الدوائر الخدمية والامنية والصحية كافة في المحافظة لإنجاح زيارة الأربعين.
وقال محافظ كربلاء المقدسة نصيف الخطابي خلال مؤتمر صحفي، ان جميع آليات وزارة التجارة ستكون جاهزة لنقل الزائرين مع سيارات العتبة والنقل الخاص ضمن خطة مرور محكمة، واستنفار لرجال المرور والاليات التابعة لها، اضافة الى استخدام القطارات لتخفيف الزخم، اما الدوائر الخدمية فقد عرضت خططها في هذا اللقاء من اجل عدم حصول اي ثغرة خلال ايام الزيارة، وان مئات المواكب ستنصب الخيم والسرادقات قبل ايام من المناسبة وبحاجة الى جهد تنظيمي وخدمي كبير.
وأعلنت العتبة العباسية المقدسة استكمال جميع الاستعدادات لاستقبال زائري أربعينيّة الإمام الحسين (عليه السلام)، الوافدين لمدينة كربلاء المقدّسة من محور (بابل – كربلاء).
وقال مدير إدارةُ مجمّع العلقمي الخدميّ التابع للعتبة علي نعمة الخفاجي، إنّ استعداداتنا لهذه الزيارة كانت مبكّرةً هذا العام، حيث كثّفنا الجهود تماشياً مع الوضع العام لجائحة كورونا والحاجة لاستعداداتٍ من نوعٍ خاصّ، كتجهيز معدّات وأجهزة التعفير عند المداخل وكذلك توفير الكفوف والكمّامات والموادّ المعقّمة بكمّياتٍ كبيرة، سواءً كانت للعاملين في المجمّع أو للزائرين، كذلك تمّ التنسيق مع بعض الجهات في العتبة المقدّسة للقيام بأعمال تعفير المجمّع على مدار أيّام الزيارة، ويشمل ذلك القاعات والساحات الخاصّة بالمجمّع.
وأضاف الخفاجي، كما هيّأنا أماكن لاستراحة ومبيت الزائرين للنساء وأماكن أُخَر للرجال كلٌّ على حدة، مع توفير كادرٍ نسائيّ سيتولّى تقديم الخدمات للزائرات.
اما على الصعيد الأمني عقد قائد عمليات كربلاء اللواء الركن علي الهاشمي وقائد شرطة كربلاء المقدسة والمنشآت اللواء أحمد علي زويني اجتماعاً مع مدراء الأجهزة الاستخبارية وآمري القواطع ضمن الاستعدادات الأمنية الجارية لزيارة الأربعين.
وتم التأكيد على أهمية التعاون الأمني ومسك القواطع ونشر القوة وفق الخطة الأمنية المعدة مسبقاً للمشاركة في حماية الزائرين حسب قواطع المسؤولية وتنفيذ المهام والواجبات بكل دقة وإتقان.
وفي سياق متصل عقدت قيادة عمليات الفرات الاوسط للحشد الشعبي، مؤتمرا امنيا لجميع التشكيلات المنضوية تحت أمرتها استعدادا لزيارة الاربعين لتوزيع المهام ومناقشة مفردات الخطة الأمنية الخاصة بالزيارة الاربعينية التي وضعت بالتنسيق الجهات الامنية في محافظات الفرات الاوسط الأربعة.
وقال قائد العمليات اللواء علي الحمداني إن، عمليات استباقية مرتقبة ستنطلق للحفاظ على أمن الزائرين، بينما ستبدأ القطعات بالانتشار يوم الخامس من شهر صفر بتنفيذ عملية إستباقية في بابل قبيل إنطلاق خطة الأربعين.
وخدمياً أعلنت وزارة النقل الشروع بتنفيذ خطة الزيارة الاربعينية بتسخير ٢٣ قطاراً لنقل الزائرين على محوري (بغداد – كربلاء المقدسة) و(بغداد–المحافظات الجنوبية).
واكدت، تجهيز ٨٠٠ باص من شركة المسافرين والوفود بالإضافة الى ١٠٠ باص احتياطي، كما أسهم النقل الخاص بتهيئة ٧ آلاف الى ١٠ آلاف حافلة.
اما النقل البري فقد زج ٢٥٠ شاحنة، بالإضافة الى ٦٠ اخرى من الشركة المختلطة التابعة للشركة لتأمين تفويج زائري الاربعينية بانسيابية عالية وفق متطلبات وتوصيات خلية الازمة والمطابقة للشروط الصحية.
فيما أوقفت الخطوط الجوية العراقية، الرحلات الجوية إلى إيران حتى الثامن من الشهر المقبل.
ويأتي القرار -وفق مصادر- ضمن إجراءات منع دخول الزائرين الأجانب خلال فترة أداء مراسم الزيارة".
في غضون ذلك أصدرت مديرية مكافحة المتفجرات، جملة من الارشادات لزوار الأربعين جاء فيها:، انه للحفاظ على سلامتكم وسلامة عائلتك وتفويت الفرصة على المجاميع الارهابية من ضعفاء النفوس عليك اتباع الارشادات التالية:
1-لاتحرك او تقترب او تحاول ازالة الاجسام الغربية كونها قد تكون متفجرات.
2-ابعد المواطنين وامنعهم من التجمع في حالة حدوق انفجار لا سامح الله.
3-عدم الاقتراب او لمس او تحريك مواد البناء او القطع الكونكرتية التي تثير الشك.
4-عدم الاقتراب من مناطق رمي النفايات التي تكون قرب الشارع العام.
5-عدم الاقتراب او لمس او تحريك جثث الحيوانات النافقة الملقاة على جانب الطريق.
6-عدم الاقتراب من اي جسم غريب يثير الفضول.
7-على سائقي السيارات (الباص} التأكد من عدم ترك الراكب اكياس بعد نزوله من العجلة.
وعن تقييم الاجراءات الصحية والوقائية من قبل الزائرين قال الزائر عمار علوان :"هناك متابعة جيدة على طول الطريق ونأمل زيادة الارشادات التوعوية أكثر من الجهات المعنية، أما الخدمات المعهودة من المأكل والمشرب فلم تتغير كثيراً عن الاعوام الماضية باستثناء حرص المواكب الحسينية على الالتزام في الوقاية وحماية الزائرين من فيروس كورونا.. وفقهم الله على ذلك وهو دليل وعي ونسأل الله رفع هذا البلاء".
فيما رأت الزائرة رغد {ام محمد} بان:" الاجراءات الوقائية المتبعة من قبل العتبات المقدسة واصحاب المواكب كانت وما تزال على اعلى مستوى، حتى انها كانت اجراءات من التي اتبعت في المنازل من خلال اخذ التدابير والاحتياطات الوقائية من ناحية الادوات ذات الاستعمال الواحد، الى انتشار غرف التعفير الى الكمامات الى الفيتامينات التي توزع لزيادة قوة اجساد قاصدي ابا الاحرار الامام الحسين {عليه السلام} .. لوحة وقائية صحية متكاملة نظمها خدام ابا عبد الله {عليه السلام}".
وفاء الفتلاوي