العام الماضي كانت حرائق المحاصيل أشدُّ وطأة منها في عامنا الحاضر، بل أن بعض الاراء ذهبت للقول في ضلوع نفس الايادي للكوارث التي طالت الثروة الحيوانية. أن حريقاً او حريقين قد تسببهما سيجارة رماها احد المزارعين بشكلٍ خاطئ، ولكن كيف واذا هذه السيجارة نفسها تُرمى كل عام حين اعلان الاكتفاء الذاتي؟.
وفي هذا السياق أكد نائب رئيس لجنة الزراعة في البرلمان العراقي منصور البعيجي من وجود أيادٍ خفية تقف خلف حرق المحاصيل الزراعية في بعض المحافظات بهدف تدمير اقتصاد العراق.وطالب البعيجي الحكومة العراقية بالتصرف والتدخل بالسرعة الممكنة للوقوف وراء الجهات الذي وصفه بالعمل الارهابي. وفي هذا السياق يقول النائب عن لجنة الامن والدفاع سعران الاعاجيبي " ان استهداف المحاصيل الزراعية الذي يحدث في هذه الايام حرباً اقتصادية خارجية" داعياً الى تطبيق القانون بالقوة على المخلين بالامن الغذائي. وأضاف الاعاجيبي "
في هذا الموسم من كل عام يكون هناك حرق للمحاصيل ، وهو استهداف واضح للاقتصاد العراقي واستهداف لجهود المزارعين، لاسيما بعد ان وصل العراق الى الاكتفاء الذاتي" .
وتعد الزراعة من أهم العوامل التي تشكل الهيكل الاقتصادي للعراق حيث إن المساس بالغذاء يعتبر قضية أمن وطني لانها تضر بمصالح الشعب بأكمله، بالذات في هذا الوقت الذي يشهد انخفاضا كبيراً في اسعار النفط، حيث بدأت المطالبات بالبحث عن البدائل وتطوير القطاعين الزراعي والصناعي وبالذات الزراعي لتوفر الارض الخصبة والماء والمزارعين والايدي العاملة.
ويقول أحد الفلاحين من الذين أحترقت محاصيلهم: " الان قد انقطع مصدر رزقي الذي عولت عليه لسداد الديون وإعالة الاسرة وأطالب الحكومة العراقية بتعويض كل الفلاحين ومحاسبة المجرمين الذين قاموا بمثل هذا العمل". فهل ستحاسب الحكومة المقصرين والكشف عن هوياتهم؟ أم هل سوف نرى في العام القادم حرائق مشابهة؟
ومن ضمن المتهمين الرئيسيين في هذه العمليات والتي تهدف الى تدمير اقتصاد البلد، عصابات داعش الارهابية حيث اقدمت اليوم على خطف فلاحين أثنين في قضاء خانقين بمحافظة ديالى.
وذكر بيان لخلية الإعلام الأمني ان "مجموعة إرهابية داعشية أختطفت فلاحين اثنين من مزرعتهما في قرية مخايس بقضاء خانقين".
وأشار البيان الى ان الارهابيين قاموا "بحرق محاصيل الفلاحين من الحنطة والبالغ مساحتها 3 دونمات وحرق 3 جرارات زراعية".
وفي ذات السياق أكدتْ وزارةُ الزراعةِ انَ الحرائقَ التي شهدتها بعضُ المناطقِ بالمحافظاتِ خلالَ الأيامِ الماضيةِ، اثرتْ في مساحةٍ لا تتجاوزُ الاربع بالمئة من المساحة الكلية المزروعة بمحصولي الحنطة والشعير للعام الحالي. انتهى
محمد المرسومي