وفي أول خطابٍ متلفزٍ له، بعد تسميته رئيساً للحكومة، قال الكاظمي إن الأسلحة يجب أن تكون في أيدي الحكومة فحسب، مشيراً إلى أن الأهداف الأساسية لحكومته تتمثل في محاربة الفساد وإعادة النازحين إلى ديارهم.
وتستعرض السطور القليلة القادمة محطات من مسيرة الكاظمي السياسية، وتحمل إضاءاتٍ على بعض جوانب شخصيته.
ولد مصطفى عبداللطيف المعروف بـ "الكاظمي" في بغداد عام ١٩٦٧{53 عاماً}، وينتسب لعشيرة {الغريب} حيث نزحت أسرته من الشطرة بمحافظة ذي قار إلى كرخ بغداد (الكاظمية) التي لقب بها.
والده الحاج عبداللطيف مشتت الغريباوي كان يعمل مساحا ومشرفا فنيا سكن بغداد قادماً من الشطرة عام ١٩٦٣ وكان ممثلا للحزب الوطني الديمقراطي حزب كامل الجادرجي في الشطرة.
ويحمل الكاظمي شهادة البكالوريوس في القانون ولا يمتلك جنسية غير العراقية وكان يمتلك جواز لجوء سياسي كونه معارضا للنظام السابق وهو متزوج ولديه طفلتان.
وعُرف الكاظمي بمناهضته لحكم الرئيس المخلوع، صدام حسين، من المنفى في إيران والسويد وبريطانيا.
واشتهر كاتباً لمقالات الرأي، ومديراً لتحرير قسم العراق في موقع "مونيتور" الأمريكي.
وأدار الكاظمي من بغداد ولندن مؤسسة "الحوار الإنساني". وعاش سنوات في المنفى لكنه لم ينضم إلى أي من الأحزاب السياسية العراقية.
وبعد الغزو الأمريكي للعراق، عام 2003، عاد الكاظمي إلى بلده، وشارك في تأسيس شبكة الإعلام العراقي، تزامناً مع عمله كمدير تنفيذي لـ"مؤسسة الذاكرة العراقية"، وهي منظمة تأسست لغرض توثيق جرائم النظام السابق.
وتسلم الكاظمي رئاسة جهاز المخابرات الوطني العراقي، في يونيو/حزيران 2016، في ظل احتداد المعارك ضد تنظيم داعش بقرار من رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي الذي تربطهما علاقة مصاهرة حيث يكون الأخير عديل شقيق الكاظمي.
وقد نسج رئيس الوزراء المكلف، خلال توليه منصب جهاز المخابرات، الذي أبعده عن الأضواء، روابط عدة مع عشرات الدول والأجهزة التي تعمل ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وبعد ساعاتٍ من تسمية الكاظمي، قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر، للصحافيين إن الكاظمي "أثبت في وظائفه السابقة أنّه وطني وشخص كفؤ"، معرباً عن أمله في أن يتمكن سريعاً من تشكيل حكومة "قوية ومستقلّة".
كما لم تتأخر طهران - اللاعب المهم والقوى في الساحة العراقية- في إبداء موقفها من تكليف الكاظمي، حيث رحبت وزارة الخارجية الايرانية على لسان متحدثها عباس موسوي بتكليف الكاظمي، بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، معتبرا ذلك خطوة في "الاتجاه الصحيح".
واضاف، ان الجمهورية الاسلامية تأمل في ان ينجح الكاظمي في مهمته بتشكيل الحكومة الجديدة وتلبية تطلعات الشعب والمرجعية الدينية في العراق وايجاد عراق موحد ومستقر يتبوأ مكانته المهمة على المستويين الاقليمي والدولي".
فيما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر سياسي رفيع القول إن تسمية الكاظمي "تأتي مكسباً للعراق، خصوصاً في هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة، ولضمان تجديد استثناء بغداد من العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران".
وقال سياسي مقرب من الكاظمي لوكالة "فرانس برس" إن للكاظمي شخصيةً لا تعادي أحداً، وهو صاحب عقلية براغماتية، ولديه علاقات مع كل اللاعبين الأساسيين على الساحة العراقية: علاقة جيدة مع الأمريكيين، وأخرى عادت إلى مجاريها، مؤخراً، مع الإيرانيين.
وخلال زيارة نادرة إلى الرياض رفقة رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي، عام 2017، شوهد الكاظمي وهو يعانق مطولاً صديقه الشخصي، ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وهو ما يُستدل به على قدرة الكاظمي على التفاوض والوساطة.
ولا يعتبر الكاظمي شخصية جديدة على طاولة السياسة العراقية؛ فقد كان اسمه مطروحاً منذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وحتى قبل ذلك كبديل للعبادي، عام 2018.
لكن عوامل عدة حالت حينها دون نيله التوافق، لاسيما وأن بعض الأطراف الشيعية تصفه بأنه "رجل الولايات المتحدة" في العراق.
وقبل نحو شهر، وجه فصيل عراقي مسلح مقرب من إيران اتهامات للكاظمي بتورطه في عملية اغتيال الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، التي نفذتها واشنطن في بغداد.انتهى
عمار المسعودي