وسجل العراق أول إصابة مؤكدة بالفيروس في 24 شباط/فبراير الماضي، وكانت لطالب إيراني يدرس العلوم الدينية في النجف (جنوب) جرى ترحيله لاحقاً لبلده.
ثم توالت الإصابات في البلاد حتى وصلت إلى 62 جميعها لأشخاص قدموا من الجارة إيران، توفي منهم 6 مرضى، فيما تعافي 6 آخرون، وفق أرقام السلطات الصحية في البلاد.
سُجلت حالات الإصابة في 10 محافظات بالبلاد من أصل 18، أكثرها عدداً رُصدت في بغداد بـ19 إصابة.
ومنذ ظهور المرض، بدأت السلطات باتخاذ إجراءات للحد من تفشي الفيروس، تصاعدت تدريجياً حتى شلت الحياة داخلياً وعزلت البلاد خارجياً.
وصدرت آخر القرارات الاحترازية، الجمعة، من خلية الأزمة الحكومية الخاصة بمكافحة الفيروس.
فيما تم البدء صباح أمس الأحد، بتنفيذ قرار إغلاق 5 منافذ برية مع إيران بشكل تام حتى 15 مارس/آذار الجاري.
وجاء في القرار الساري لمدة أسبوع، قابل للتمديد، إن خلية الأزمة، تحث العراقيين المقيمين في إيران على العودة إلى بلدهم لغاية 15 آذار/مارس، وبعد ذلك سيتم اغلاق المنافذ الحدودية كافة أمام العراقيين، باستثناء مطارات بغداد، والبصرة، والنجف، واربيل.
كما تم إيقاف حركة التبادل التجاري في المنافذ البرية مع إيران ودولة الكويت بدءاً من 8 آذار/مارس ولغاية 15 من الشهر ذاته.
ووفق قرارات خلية الأزمة، فإنه يحظر دخول الوافدين من 11 دولة، وكذلك سفر العراقيين إليها، وهي الصين، وإيران، واليابان، وكوريا الجنوبية، وتايلاند، وسنغافورة، وإيطاليا، والكويت، والبحرين، وفرنسا، وإسبانيا، حتى إشعار آخر، باستثناء الوفود الرسمية والهيئات الدبلوماسية.
ونص القرار أيضاً على "استمرار إغلاق أماكن التجمعات العامة كـ (المولات، دور السينما، المقاهي، المطاعم، المسابح، قاعات المناسبات والمنتزهات، النوادي والمنتديات الاجتماعية) حتى أشعار آخر.
إلا أنه سمحت بفتح المحلات التجارية لغرض توفير المستلزمات المعاشية الضرورية من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الواحدة بعد الظهر.
وبشأن تعليق دوام المدارس والجامعات الساري منذ 28 شباط/فبراير الماضي، فقد قررت خلية الأزمة تمديد التعليق حتى 21 آذار/مارس الجاري.
فيما تم إقرار تقليص عدد العاملين في المؤسسات الحكومية إلى النصف، مع التناوب فيما بينهم، باستثناء الأجهزة الأمنية والصحية والخدمية.
وخولت الخلية أجهزة الأمن بتنفيذ القرارات، خاصة المتعلق منها بإغلاق أماكن التجمعات العامة.
وللمرة الأولى منذ 2003، لم تقم المرجعية الدينية العليا في العراق صلاة الجمعة، في مدينة كربلاء، كما قررت الإدارة المحلية في المحافظة، الخميس، إغلاق حدودها بشكل كامل أمام العراقيين وغيرهم لمدة أسبوع.
ويزور كربلاء سنوياً ملايين الشيعة، لأغراض الزيارة الدينية للعتبات المقدسة، حيث تشهد المزارات فيها تجمعاً كبيراً من الناس، مما يسهّل انتقال الفيروس من شخص مصاب إلى آخر.
ولم يؤثر الفايروس والاجراءات الوقائية - حتى الآن- على الحركة التجارية وارتفاع الأسعار في البلاد وسط إصرار شعبي على التحدي والانتصار.
في السياق ذاته، طمأن مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في العراق، أدهم إسماعيل العراقيين، بأن حالات التعافي من الفيروس ستزداد في البلاد خلال الأيام المقبلة.
وقال إسماعيل في تصريح صحفي إن "منظمة الصحة العالمية تشيد بإجراءات وقرارات خلية الأزمة في العراق".
ولفت إلى أن "الإجراءات في المطارات متوافقة مع معايير الصحة العالمية".
واعتبر أن "عدد الحالات المسجلة في العراق بفيروس كورونا قليلة، مقارنة بدول الجوار ذات التماس مع إيران".
وأضاف، أن "عدد حالات الشفاء من الفيروس سيزداد في العراق، وأن معظم الحالات المصابة خفيفة ومتوسطة، ونسبة شفائها عالية جداً".
وتابع إسماعيل قائلا إن: "وفداً يتكون من ستة، يعدّون من كبار الخبراء في المنظمة، سيصلون إلى العراق يوم الثلاثاء {غداً}، فيما ستصل شحنة من الأجهزة الطبية والمستلزمات الصحية اليوم الأحد".
وانتقد رئيس لجنة حقوق الإنسان البرلمانية أرشد الصالحي، الإجراءات الحكومية.
وقال الصالحي في بيان، إن الفيروس انتشر في العراق بسبب "تهاون الحكومة وعدم تعاملها بالمستوى المطلوب".
وأضاف أن الحكومة لم تخصص الأموال المطلوبة للجهات المعنية بمكافحة الفيروس، كما أن الحدود لا تزال مفتوحة مع إيران.
وأشار الصالحي، وهو رئيس الجبهة التركمانية، إلى أن "التثقيف الصحي لا يزال بحاجة إلى رعاية وثقافة أوسع من السلطات المعنية".
وحتى الأحد، أصاب الفيروس أكثر من 106 ألفا حول العالم في 103 دولة وإقليم، توفي منهم أكثر من 3600، أغلبهم في الصين وكوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا، وأدى إلى تعليق العمرة، وتأجيل أو إلغاء فعاليات رياضية وسياسية واقتصادية حول العالم، وسط جهود متسارعة لاحتواء المرض.انتهى
عمار المسعودي