• Wednesday 9 October 2024
  • 2024/10/09 17:15:39
{بغداد: الفرات نيوز} في ظل تداعيات أزمة الجائحة المستجدة على الشعوب، وللظروف غير الطبيعية التي تعيشها الكرة الارضية، يجدر بنا مراجعة ورصد الحالات لنرى مدى التحول وقوة دخول هذه الازمة الى ذهن المجتمع.

 فمن نظرة واحدة، نرى أملاً يظهر عن طريق التكافل الاجتماعي عبر حملات التبرع والسلات الغذائية، وصولاً الى بيع احد المواطنين سيارة التكسي خاصته ومعينته الوحيدة ليتبرع بها الى الفقراء. لا يمكن تجاهل مثل هذه الحالة والمرور عليها كما يمر الكرام، انما يجب التدقيق على هكذا قضايا لكي تُبثّ من جديد ومن شأنها تحفيز روح التعاون داخل الاسرة نفسها، ومن ثم التحول الى عموم المجتمع.

 يقول أمجد حسين " طالب علم اجتماع في احدى الجامعات": "إن تصرف المجتمع في هكذا ظروف بروحية التعاون العالية هذه، قد فكك الكثير من النظريات والتي اصبحت مجرد حبرٌ على ورق" على حد قوله.

ومن البديهي أن لا ننكر الحالات السلبية التي يَمرُّ بها المجتمع، كالعنف الاسري، الاغتصاب، الانتحار، وغيرها من الحالات الشاذة التي قد ختلف تصنيفها ولكن الجزم إنها حالات غير جديدة او بتعبير أدقّ انها ليست مخاضاً لهذه الازمة لوحدها فحسب، وانما هي نتاج لمشاكل لحروب ومشاكل سابقة منها ضُعف المنظومة الثقافية والفكرية التي من شأنها اصلاح الخدوش في جسم المجتمع.

وفي هذا السياق يقول احد الاطباء النفسيين في حديثٍ معه والذي رفض الافصاح عن هويته أن: " المشاكل الاجتماعية متواجدة بكثرة قبل مسألة كورونا وهي نتاج عقد النقص التي يمر بها الانسان قبل ارتكابه هذه الافعال، وليست طارئة وجديدة بل قد يكون الحجر قد قلل من نسبة هذه التجاوزات غير الاخلاقية".

يبثَّ الحجرُ رسائله العديدة وعلى الناس فرز هذه الرسائل وعدم اتخاذها بهذه الصورة السلبية المفرطة، لأنها في النهاية حالات فردية يسلط الضوء عليها كمادة اعلامية دسمة اكثر منها كحالات اجتماعية.

فالحجر ورغم قساوته على الناس، له فوائده في اعادة هيكلة اخلاقياتنا التي سلبتها منا سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، والتكنولوجيا، والحروب، ولكن المفارقة تكمن في تغير كل هذه القضايا التي سبق ذكرها، على سواء بث الاشاعات او استخدام مواد اعلامية لاضعاف المجتمع، حيث أصبح الناس استقصائيين عن الحقيقة، فلا تبرح الاشاعة الا أن تُكذب سريعاً لان المجتمع عرف حق المعرفة أن الاشاعة قد تكون مهلكة في هكذا ظروف.

ومن الجانب نفسه، نرى ان للشعب العراقي بادرة أمل بعد هذه الازمة التي ستؤثر على كل مفاصل الحياة، الاجتماعية، الاقتصادية، والسياسية. سيكون الشعب قادراً على التحليل المنطقي لما سببته هذه الازمة في بنيته، حيث أنها شكلت عقلية أخرى تفصل بين الحقيقة والكذب، وهذا بداية الطريق للتمهيد لحياة قادمة فيها الامل السياسي والاقتصادي. انتهى

محمد المرسومي

اخبار ذات الصلة