{اربيل: الفرات نيوز}تقرير..يتسائل عدد كبير من المواطنين عن الطقوس والشعائر والاجواء التي تسود اقليم كردستان في ايام محرم الحرام وذكرى عاشوراء اذ ان اغلب المحافظات في وسط وجنوب العراق تتشح بالسواد ويمارس المواطنون الشعائر الحسينية باقامة المواكب وتوزيع الطعام والقاء المحاضرات فهل هناك مثل هكذا طقوس في الاقليم.
وبحسب مشاهدات مراسل وكالة {الفرات نيوز} في الاقليم فان هناك طقوس حسينية تمارس في بعض الجوامع ومنها جامع خديجة الكبرى الذي تم زيارته والذي يتم تفريغه لعشرة ايام طيلة ايام عاشوراء من اجل اقامة مراسم احياء ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام.
اذ يقول الشيخ بشير كلي , المشرف على اقامة مجالس العزاء في اربيل :"ان هذا الامر يحتاج الى موافقات رسمية من وزارة الاوقاف في الاقليم وذلك لعدم وجود مكان مخصص في اربيل كحسينية الامام الحكيم الموجوده في السليمانية ، فيتم التحضير قبل محرم الحرام بأرسال كتاب رسمي الى وزارة الاوقاف لأستحصال موافقة اقامة المراسم في احد المساجد التي تحددها الوزارة".
واضاف:" تم تخصيص هذا المسجد خيجة الكبرى منذ عام 2007 ,, حيث يقام سنويا مراسم كاملة طيلة الايام العشرة الاولى من محرم ويتم احضار خطيب وقارئ حسيني من محافظتي كربلاء او النجف".
ويشير الشيخ بشير الى " ان حكومة الاقليم متعاونة جدا وتقدم كافة التسهيلات لديمومة هذه المسيرة وانه في اليوم التاسع من محرم وفي كل عام يكون في المسجد حضور رسمي لوزير الاوقاف ومحافظ اربيل وعلماء دين كرد للتذكير بكرامات الامام الحسين ومظلوميته وفي صباح العاشر من المحرم تخرج مسيرة حاشدة تنطلق من جامع الامام علي (عليه السلام ) سيرا على الاقدام الى جامع خديجة الكبرى وتوفر لها حماية كاملة من حكومة الاقليم ويستنفر المرور عمله لتنظيم السير لتنظيم سير المظاهرة الحسينية وهي تعبير عن التضامن مع مسير زينب عليها السلام الى مجسد اخيها الحسين عليه السلام في يوم العاشر من المحرم بعد استشهاده".
فيما يقول الخطيب الحسيني {السيد علي الكربلائي } الذي تم دعوته لالقاء الخطب والقصائد الحسينية في الاقليم " تفاجئت كثيرا بالجموع الموجودة في هذا المجلس ,, حيث تخيل لي عندما دعوني للقراءة في اربيل بأني سأجد اعدادا قليلة جدا ولكن حقيقة الامر تحكي خلاف ماكنت اضن , الجموع هنا كثيرة جدا وهي في تزايد يوما بعد اخر , والذي لفت انتباهي هو الاصغاء الكبير جدا للمحاضرة وكأنهم لاول مرة يسمعون هذا الكلام ".
واضاف" وجدت تفاعلا كبيرا وعطشا عجيبا لذكر الحسين عليه السلام , اتمنى من الله ان يديم هذه النعمة وهذا المد الحسيني في كل بقاع الدنيا , فالحسين لم يأتي لجنس معين ولا للغة معينة ولالبلد معين فالحسين جاء للانسانية جمعاء".
وتابع الكربلائي ان"الحضور هم مزيج منوع من الشيعة والسنة العرب والكرد والتركمان والشبك الكبار والصغار والرجال والنساء اختلفوا بنحلهم واطيافهم ولكن وحدهم حب الحسين عليه السلام ".
ويشير مراسل {الفرات نيوز} ان الشيء الملفت للانتباه ان الحضور لم يشتمل على المسلمين فحسب بل يحضره مجموعة من المسيحين .
حيث يقول الشاب المسيحي روني وهو مخرج تلفزيوني في قناة عشتار " انا كنت اسكن في منطة الامين الثانية في بغداد واغلب اصدقائي هم من الشيعة وكنت احضر معهم مجالس العزاء في محرم وحقيقة الامر اني عندما ادخل هذه المجالس اشعر باالراحة النفسية والاطمئنان".
واضاف:"ونحن نعتقد ان الحسين يشبه الى حد بعيد السيد المسيح فكلاهما كانا يناديان ويطالبان بالسلام ومنع الظلم على البشرية والشي الذي شجعني اكثر ان اصدقائي كانوا يشاركوني مناسباتنا الدينية في اعياد رأس السنة وغيرها من مناسباتنا الدينية ، فأقول لايوجد فرق بيننا نحن المسيحيين والمسلمين فالمسيح لكل العالم والحسين لكل العالم".
ويحضى روني بالاستقبال الكبير بين اخوته المسلمين الكرد والعرب فداخل جامع خديجة تتوحد القلوب مثلما تتوحد الاكف اللاطمة الى الصدور.
ويرى الكرد في هذه المناسبات انتصارا لقضيتهم حيث يقول رائد المندلاوي وهو شاب من اكراد مندلي " نحن نقول مثلما قال غاندي {نحن تعلمنا من الحسين كيف نكون مضلومين لننتصر} فالقضية الكردية تعرضت لانواع الظلم على يد الحكام الذين حكموا العراق ولكن كان الحسين هو المصباح الذي يضئ طريق الاحرار في العالم ".
ويضيف" ونحن نقيم مجالس العزاء في مناطق كردستان ونعد الولائم ونجتمع تحت راية الحسين واتمنى من الله ان ينعم على المسلمين في العالم بالامان والطمأنينة وامنيتي الشخصية ان يفهم العالم حقيقة الامام الحسين لان اكثر الناس من غير الشيعة يجهلون حقيقة وجوهر رسالة الامام الحسين عليه السلام".انتهى36