{بغداد:الفرات نيوز}تقرير: وفاء الفتلاوي.. بات من الواضح للعيان ان جميع الكتل السياسية تدعو الان الى الاصلاحات في ظل حراك سياسي بطيء يخشى معه عودة التشنج إلى مفاصل العملية السياسية واشعال السجالات بين الاطراف، وفي وسط هذه الاجواء ظهرت ورقة الاصلاحات لتخفيف حدة الازمة بين الاطراف السياسية وتهدئة الساحة السياسية خاصة في خضم الأحداث التي تشهدها الجارة الغربية سوريا. واختلفت اراء الكتل السياسية حول ورقة الاصلاحات وما حملت من مضامين بين مؤيد لفقراتها وبين مطالب بضمانات لتحقيقها وتحديد سقف زمني وحلول دستورية. وشدد نائب الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، برهم صالح لوكالة {الفرات نيوز} على" ضرورة تضافر الجهود ما بين القوى السياسية من اجل تعزيز ورقة الاصلاحات التي تقدم بها التحالف الوطني مؤخرا لحل المشاكل في البلاد لكي تنتهي الازمات. وقال "ينبغي ان تكون ورقة الاصلاحات السياسية التي تقدم بها التحالف الوطني لحل الازمة الراهنة في البلاد جدية في تصويب اصلاح الاوضاع السياسية في البلاد"، مشيرا الى انه "يسمع عن ولادة ورقة اصلاحية للعملية السياسية في البلاد لكنه لم يطلع الى الان عليها". وطالب صالح التحالف الوطني بان "يطلع كافة القوى السياسية على ورقة الاصلاحات وفي نفس الوقت نأمل ان تتضافر الجهود من اجل تعزيزها بغية تطبيق الاصلاحات لكي تنتهي هذه الازمة". فيما اكد النائب عن ائتلاف دولة القانون المنضوية في التحالف الوطني عباس البياتي ان "السقوف الزمنية في ورقة الاصلاحات تحدد من خلال تعاون الاخرين معنا فاذا تعاونت الكتل مع التحالف الوطني من الممكن ان نقصر في هذه السقوف الزمنية". وقال "اذا كان البعض يريد استمرار الازمة حتى يعتاش عليها فإن السقوف الزمنية سوف تمتد"، مضيفا ان "البعض يريد ضمانات ونحن كذلك الامر الذي يتطلب بناء جسور الثقة وتعزيز الحوار بين الكتل السياسية ". من جانبه عد القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الشيخ جلال الدين الصغير ان "اليأس من الاصلاح سيؤدي الى اعادة التشنج السياسي والازمة من جديد ولكن هذه المرة ستكون أقوى خاصة بعد احداث سوريا". وقال "اننا تارة ننظر الى شعار الاصلاح ربما استأثرت له بعض الكتل نتيجة لهذا العامل او لذاك"، مشيرا الى ان "الاصلاح الحقيقي لا علاقة له بالشعار، ربما ترفع شعارات في الساحة السياسية ولا نجد لها تطبيقا ابدا كما رأينا شعارات البعثيين". واشار الى " وجدنا اصحاب الشعار هم انفسهم من اعاد البعثيين الى جميع دوائر الدولة بشكل مفجع"، لافتا الى انه" عندما يرفع شعار المجاهدين ونصرتهم وهيكلتهم في دوائر الدولة نجد على العكس من ذلك تماما حيث يطرد المجاهدين ويعود البعثيين". وبين الشيخ الصغير "انني اشرت في خطبة الجمعة الى ان الامور وان بدت هادئة ولكنها تبقى تحمل في طياتها الغام التفجير لان اليأس من الاصلاح سيؤدي بالنتيجة الى اعادة التشنج والازمة من جديد ولكن هذه المرة بشكل اقوى". وتابع بالقول "انا اقصد ان الخيار الجدي في هذه القضية يكمن في الذين رفعوا شعار الاصلاح كل الكتل هي ممسكة بملفات يمكن لها ان تصلح من خلالها"، متسائلا "لماذا يتحول الاصلاح الى شعار ولا يتحول الى برنامج؟، فحينما رفعوا شعارات الاصلاح والامر ليس بجديد عملية الاصلاح ولكن من الذي لايمثل الاصلاح هذا هو السؤال الذي يجعلني اشعر بخيبة امل كبيرة بل يشعرني ان تطبيق هذه الشعارات من دون رؤية اعمال جادة لن يؤدي الى نتيجة ولن يوصلنا الى نتيجة ايضا". ولفت الى ان "الحراك الامني الذي يجري في سوريا سوف يلقي بظلال اكيدة على الواقع العراقي ومن دون حسم ملف الاصلاح وترتيب البيت الداخلي في العراق لا يمكننا الا ان نتوقع ان هذه الظلال ستكون قاتمة جدا على الموضوع العراقي". فيما أعلن نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك انه "في حال اجراء الاصلاحات السياسية فانها ستكون بديلة لسحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي او الاستجواب". واشار الى انه "يجب ان يكون هناك اصلاح حقيقي يؤمن عدم العودة الى المشاكل بعد ستة اشهر"، لافتا الى انه "لم تصلن ورقة الاصلاحات لغاية الان"، مضيفا "انني اسمع ببعض فقرات ورقة الاصلاح الا انني لم ارها او المس مافيها من فقرات الى الان"، داعيا الى" ضرورة وجود اصلاح حقيقي يشعر به المواطن والسياسي معا". بدوره دعا الامين العام لكتلة الاحرار ضياء الاسدي الى اجراء الاصلاحات التي ينوي التحالف الوطني القيام بها، بصورة علنية ووفق جدول زمني محدد قائلا ان "حزمة الاصلاحات المزمع اجراؤها يجب ان يتولاها خبراء مختصون وان تكون لمصلحة العراقيين لا لمصلحة السياسيين واحزابهم". وأضاف ان "حزمة الاصلاحات المزمع اجراؤها ينبغي ان تجري تحت انظار الجماهير والاعلام والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني ووفق جدول زمني محدد". وكان التحالف الوطني قد شكل لجنة الاصلاحات السياسية بهدف حل الازمة السياسية المستمرة في البلاد منذ اشهر إلا أن زعيم القائمة العراقية اياد علاوي لم يبد اي تفاؤل بشأن هذه الورقة معلنا انه اصبح متعذرا القيام بتلك الاصلاحات . وتضمنت ورقة الاصلاحات ثلاث نقاط تمثلت بدعوة جميع الاطراف السياسية الى مراجعة الاوضاع في ضوء الازمة السياسية التي مر بها البلاد ودعوة الاطراف السياسية التعامل مع دعوة الحوار بايجابية وطرح جميع الملفات ولكن على اساس الالتزام بالدستور بالاضافة الى دعوة الشركاء للتباحث في الملفات المهمة وايجاد حلول وفق سقوف زمنية بالاضافة الى التزام التهدئة الاعلامية. وتشهد البلاد ازمات وتشنجات بين الاطراف السياسية المطالبة بسحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي وبين دولة القانون على خلفية عدم تنفيذ الاتفاقيات والتفرد بالسلطة.انتهى2