• Monday 13 May 2024
  • 2024/05/13 17:53:27
{بغداد:الفرات نيوز} ... تقرير واثق حسن ...تعد ظاهرة عمالة الأطفال من اخطر وأسوأ الظواهر الاجتماعية السلبية التي تعاني منها المجتمعات في الدول النامية والمتخلفة نتيجة الفقر أو الحروب أو الإرهاب أو السياسات البدائية والحكومات الديكتاتورية. والعراق هو احد هذه الدول التي تعاني من تفشي وتفاقم هذه الظاهرة الخطرة والفتاكة التي يعاني منها آلاف الأطفال بعد تركهم مقاعد الدراسة والنزول إلى الأسواق من اجل توفير لقمة العيش اليومية لأسرهم المتعففة والمحتاجة  والتي ربما فقدت معيلها الوحيد أو إصابة البعض منهم بالعوق أو الأمراض و دخولهم الى أماكن وأجواء مشبوهة وموبوءة أو قيامهم بأعمال شاقة جدا تتطلب منهم تحمل حرارة الصيف وبرد الشتاء أو الأعمال الشاقة التي تحتاج جهدا بدنيا مضاعفا كغسيل وتصليح السيارات او العمل في بناء الدور السكنية". والطفل حسن هو احد ضحايا السياسات والحروب العمياء التي مرت بها البلاد حاله كحال العديد من أبناء بلده والذين غابوا عن حسابات وأنظار واهتمام المسؤولين على مر العقود الماضية والحكومات المتعاقبة وهو ما يدعونا الى أن نقف وقفة تأمل وتأسف وإجلال لهؤلاء الأطفال الذين تسلموا زمام الأمور والإعالة منذ الصغر كالطفل حسن البالغ من العمر 11 سنة والذي يعمل أثناء العطل الرسمية لأجل إعانة عائلته المتكونة من سبع نسمات بعد فقد معيلهم الوحيد الحركة والصحة نتيجة سقوطه من سكلة بناء وهو يعمل كأجير يومي في إحدى المنازل ,ما اضطر حسن للعمل عوضا عن والده الذي اصيب بالشلل". وعلى الرغم من المعانات الصعبة التي يواجهها حسن ما زال يصر على الدوام والنجاح في المدرسة وهو يحب المدرسة ويحب معلميه كما يحب أصدقاءه فحينما يتحدث عن المدرسة تشعر بالاشتياق والاحترام لذلك وهو فخور بأنه نجح بالدور الأول في الصف السادس الابتدائي من اجل العمل في العطلة الصيفية كبائع للأكياس والتي توفر له هذه المهنة ما يقارب ستة آلاف دينار يوميا ليشتري بها الخضار لعائلته التي تنتظره بفارغ من الصبر في شهر رمضان. ولم يكن حال الطفلة زهراء أوفر حظا من حسن فهي قد تركت الدراسة مبكرا لأجل العمل مع والدتها الطاعنة في السن والمصابة بأمراض مزمنة لأجل إعانتها في البيع والشراء وتخفيف الحمل عنها ,وحينما سألناها عن سبب تركها المدرسة أشارت بسبابتها إلى والدتها وبكت قائلة"من اجل هذه تركت المدرسة وجئت لأعمل معها وهي تشعر بالحيف كونها تركت المدرسة رغما عنها مطالبة الحكومة بتوفير راتب رمزي يخلصها من كماشة العمل المرهقة تحت أشعة الشمس وأنظار المستعطفين والمتطفلين". أما الطفل علي فقد ذكر لنا انه "تعرض للضرب والنصب والابتزاز والاستهزاء من قبل أقرانه في العمل أو أصحاب المحال الذين طالما ما ينهرونه كونه يقف أمام محالهم لأجل بيع الأكياس مؤكدا تعرض الباقين من أقرانه لنفس المعاملة السيئة". وحذر مدير شرطة المثنى اللواء الحقوقي كاظم ابو الهيل خلال تصريح خص به وكالة {الفرات نيوز }  من "عمليات وقوع الأطفال في مستنقع الجريمة المنظمة من قبل المجرمين أو الإرهابيين مناشدا في الوقت نفسه الجهات المسؤولة والمختصة في الحكومة العراقية او منظمات المجتمع المدني لانتشال الأطفال من براثن الجريمة" . هذا وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة كبيرة من الأطفال في العراق يتعرضون لعمليات تعذيب أو ضرب مبرح أو إلى عمليات النصب والابتزاز والتحرش الجنسي بسبب ابتعادهم عن أسرهم وعدم متابعتهم وفقد السيطرة عليهم ما جعلهم فريسة ولقمة سائغة بيد المجرمين والإرهابيين.انتهى44

اخبار ذات الصلة