{البصرة:الفرات نيوز}- تقرير محمد الجابري: يقف عبدالله بين دائرة كبيرة خطها بيده ليمارس لعبة شعبية معروفة في العراق وفي البصرة تحديدا من بين العشرات من الالعاب الشعبية والتراثية من بينها لعبة تعرف {بالخرز} وهي تتكون من مجموعة كبيرة خلال اللعب وتوضع مجموعة من اعداد الخرز داخل الدائرة المغلقة ويفوز من يستطيع اخراج {الخرز} من الدائرة وتكون الوانها جميلة ومختلفة تصنع طابعا جميلا ومريحا لمن يراها. الطفل عبدالله عبد الكريم يبلغ من العمر {9} أعوام يقول "انا لا اجد لعبة ترفيهية أكثر من لعبة {الخرز} وهي لعبتي المفضلة، ويتفرع منها العاب مختلفة منها ما تعرف {بطم الخرز} ولعبة {الخرز الطنب} ,{الخرز الشبر} واخرها من الالعاب التي نلعبها ونجدها مسلية لنا في العطلة الصيفية ونحن لا نجد العابا او اماكن ترفيهية لنا". ويوضح المواطن ابو فلاح من سكنة منطقة القبلة يبلغ من العمر {43} عاما "هناك العاب شعبية كثيرة تتواجد في مدينة البصرة منها لعبة {الدوامة}"، ويبين ان اخوه علاء البالغ من {7} عاما يذهب الى السوق لشراء لعبة {الدوامة} وهي عبارة عن شكل مدور كشكل الهرم لكنها دائرية من فوق تكون ضعيفة ومن الاسفل تكون كبيرة وعندما تضعها في الارض يكون شكلها كالاهرامات. ويضيف أن "الأطفال يمارسون هذه اللعبة طوال ايام الاسبوع لكنها تكثر في ايام العطل والاستراحة لاسيما العطلة الصيفية فتجد الالعاب الشعبية من بينها هذه اللعبة يكون عليها اقبال كبير من قبل الاطفال لاسيما اطفال الابتدائية ولا تجد الاطفال الا في المناطق الشعبية الذين يقومون بشراء لعبة {الدوامة}". باقر محمد طفل من محبي لعبة الدومة شرح لنا تفاصيل ممارسة هذه اللعبة "تكون بالوان مختلفة منها الاحمر، والاصفر ،والابيض وذات درجات مختلفة من حيث قوتها ومتانتها وتتكون من حبل يصل طوله الى متر واقوم بشد {الدوامة} من الاعلى الى قاعها وبعدها اقوم بسحبها وارميها على الارض فتدور بشكل كبير ولهذا سميت بالدوامة ونحن نقوم باللعب بها فيما بيننا وهي فيها خاسر ورابح من حيث اذا توقفت، فضلا عن ضربها بالاخرى وبعض منها قد تتحطم بسبب الرمي القوي خلال محاولة دورانها وتتميز اغلبها بناب يتواجد في الاسفل الذي يسبب تحطم اغلبها". وتنتشر في اغلب المناطق الشعبية واغلب الاطفال يفخرون بها كونها لعبة تراثية وشعبية وفي مركز البصرة ايضا العاب اخرى. وبين ابو فاطمة من سكنة منطقة الجبيلة يبلغ من العمر {55}عاما ان "هناك العابا شعبية كثيرة في البصرة منها لعبة جميلة معروفة بـــ{الحلية} وهي لعبة تتكون من مجموعة كبيرة ويتم فيها قرعة للاختيار على من ستقع وفيها تكون هناك مطاردة من قبل من وقع عليه الاختيار وتختلف على مسمياتها منها لعبة الــ{السجن} والعاب اخرى كثيرة". ولفت الى انه "يوجود العاب شعبية اخرى خاصة بــ{البنات}تعرف بــ{الطاق وفيها يتم رسم مربعات على الارض وتوضع قطعة مربعة او مستطيلة ويقوم الفتيات بدحرجتها من خلال رفع القدم والقدم الاخرى تقوم اللاعبة بها بدحرجتها من خلال المربعات المرسومة الى الخ من اللعبة". وتقول الحاجة ام فارس من سكنة ناحية الدير ان "هذه الالعاب موجودة في مناطقنا كونها مناطق شعبية وهي تتوارث من جيل لاخر لكن للاسف الشديد هذه الالعاب بدأت تنقرض شيئا فشيئا بسبب دخول الاجهزة الالكترونية المتطورة وقيام الاطفال بالعزوف عن اللعب بالعاب تراثية قديمة كانوا يمارسونها من سنوات قديمة جدا وللاسف نجدهم يمارسون الآن ألعاب الفيديو {البليستيشن} الذي اصبح حلمهم في كل وقت للعب اضافة الى {الاتاري} الصغير والعاب اخرى مختلفة". وبينت ان "الاطفال لا يقبلون الآن بممارسة الألعاب الشعبية والتراثية كنا نلعبها في صغرنا نقوم مثل {الطاق} و{الحليلة} و{الدوامة} و{الخرز} والعاب اخرى كثيرة كانت تراثية نحزن لانها قد تنقرض". وعن سبب انقراض غالبية الالعاب الشعبية في البلاد، أجاب الباحث الاجتماعي حسن علي ان "اسباب انقراض الالعاب الشعبية تعود الى قلة الوعي الثقافي والى تقصير الاسرة ولاسيما الاباء والامهات في قضية تربية ابنائهم على امور اهم من الالعاب الخطرة كالمسدسات التي انتشرت بشكل كبير في الاسواق اضافة إلى امتلاك اغلب الاطفال لأجهزة الهاتف المحمول واجهزة متطورة كالــ{اللابتوب}". واضاف "نحن كباحثين في علم النفس لا نرفض قضية ان يمتلك الطفل في مرحلة الثامنة والتاسعة جهاز حاسوب او اجهزة اخرى متطورة لكن للاسف امتلاك الحاسوب اليوم اصبح استخدامه خطرا من حيث الاستعمال فعصر الانترنت وما شابه من الامور التي ربما يتم فيها الاستخدام الخاطئ اضافة الى قلة تواصل الاباء مع الابناء شكل خطورة اكبر في الدرجة الثانية من امتلاك هذه الاجهزة والتي من المفروض ان يتم استخدامها بالشكل الصحيح ولا ننسى اجهزة {البليستيشن} التي بها ألعاب تشجع على العنف او فيها مناظر خلاعية وهذا خطر على ثقافة الاعمار المبكرة وقد تؤدي بهم مستقبلا الى الهلاك وكان من الافضل ممارسة الالعاب التراثية الكثيرة المعروفة". وفي السياق نفسه، اشار رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس محافظة البصرة نزار عزيز في تصريح لوكالة {الفرات نيوز} ان "هناك الكثير من المؤسسات المدنية الخاصة بفتح دورات تثقيفية لكنها اثمرت في الوقت الحاضر اما في الاعوام الماضية ربما كانت قليلة لكن في الوقت الحاضر فهناك مؤسسات كثيرة وربما ان وزارة التربية لم تلب الاحتياجات من ناحية توفير المراكز الشبابية التربوية والمراكز الخاصة بالانترنت والمختبرات وماشابه فالبصرة تحتاج الى مراكز ثقافية واسلامية كبيرة وكثيرة لتثقيف وتعليم الطلبة لا سيما في العطل الصيفية ونحن اليوم كحكومة محلية بذلنا جهود كثيرة من حيث المصادقة على مشاريع كثيرة لانشاء مدارس في البصرة لكن مازالت البصرة تحتاج الى مراكز تثقيفية ومدارس ومؤسسات تربوية في مختلف الاقضية والنواحي في البصرة". يفضل اكثر الاطفال في الوقت الحالي وفي العراق بشكل عام الالعاب الالعالب البلاستيكية الخطرة كالمسدسات والعاب الفيديو التي بدأت تزيح الألعاب التراثية القديمة المعروفة. صاحب احد المحال الخاصة ببيع الالعاب النارية في منطقة العشار وهو ابو كاظم يقول ان "غالبية الاطفال لا يفضلون شراء الالعاب التراثية القديمة كلعبة الدوامة بل يفضلون شراء {المسدسات} وعليها اقبال كبير لاسيما ايام العطل وايام الاعياد والمناسبات. وكانت الحكومة المحلية في محافظة البصرة قد اطلقت تصريحات كثيرة في وسائل الاعلام بمنع بيع الالعالب النارية واستيرادها لكن هذه الالعاب تسيطر على اغلب الالعاب الاخرى في مركز محافظة البصرة وباقي المحال التجارية في اقضية وانحاء المدينة. انتهى 42