{كركوك: الفرات نيوز} تقرير: ذوالفقار الهلالي .. معروف عن مدينة كركوك أنها أغنى المدن العراقية بالنفط لذا تعرف بمدينة الذهب الأسود، فقلما يُذكر عنها أنها ارض خصبة مليئة بالخيرات الطبيعية التي كانت إلى عهد قريب تعيش حالة اكتفاء شبه ذاتي على منتجاتها الزراعية والحيوانية. ويقول المختص بشؤون كركوك محمد يوسف لوكالة {الفرات نيوز} "انها مسألة نادرة أن تجمع ارض معينة النفط والزراعة على حد سواء وهذا ما كانت عليه محافظة كركوك، أما اليوم فتعاني الزراعة في هذه المدينة تدهوراً شديدا وإهمالا كبيرا حتى باتت المدينة لا تستطيع أن تنتج ابسط المنتجات الزراعية التي كانت سابقا تمول بها الكثير من المحافظات العراقية، مما انعكس سلبا على دخل المزارع ومن ثم اضر باقتصاد المحافظة والبلد واضاف عاطلين جدد إلى نسبة العاطلين في المحافظة". واوضح "قد يكون اعتماد الاقتصاد العراقي على النفط من أهم الأسباب التي أدت إلى إهمال الزراعة في العراق بشكل عام وفي كركوك بشكل خاص وثم تبعتها العوامل الطبيعية التي تمثلت بشح الأمطار وجفاف الأنهر". وأكد يوسف انه "على الرغم مما ذُكر من أسباب قد نجمعها في كفة ميزان واحدة ونضع في الكفة الأخرى دور الحكومة في هذا المجال، وذلك لعدم دعمها للمزارع دعماً كافياً يستطيع من خلاله قهر تلك الظروف ودفع مجاميع الشباب نحو العمل في هذا المجال ودفع عجلة الزراعة نحو الأمام لإنعاش الاقتصاد ووقف نزيف الأموال على استيراد المنتجات الزراعية, وتقليل نسبة العاطلين المتزايدة بين صفوف الشباب". فيما يرى الخبير الاقتصادي محمد هاشم أنه "قد لا تبدو الحاجة إلى دعم الزراعة والمزارعين وتوفير فرص العمل للشباب في هذا المجال من الأمور المستحيلة، وربما يعتمد تطوير الزراعة في العراق تشييد وإدامة البنى التحتية التي يحتاجها هذا الفرع الهام جدا من الاقتصاد من خلال بناء السدود والبحيرات الخاصة للمياه والمصادر الطبيعية واستغلال المياه الجوفية والاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة وشراء المعدات والأجهزة العملية التي ستغير حتما واقع الزراعة في البلد، بالإضافة إلى أن كل هذه الأمور تشكل فرصا للعمل كثيرة أمام الشباب المتخرجين من الجامعات أو العاطلين عن العمل وتُشكل فرصة للبلد للتقليل الاعتماد على النفط وتقليل الاستيراد".انتهى35