• Sunday 24 November 2024
  • 2024/11/24 00:47:50
   {البصرة:الفرات نيوز}تقرير محمد الجابري...على حافة نهر العشار او الخندق جلس ابو علي المنصوري متأملا بذكرياته كيف كان يصطاد بصنارته السمك البني والحمري والبياح في نهر العشار او نهر الخندق ورأينا كيف تتساقط دموعه على الارض وفي نفس المكان الذي كان يجلس فيه في السنوات الماضية وسبب بكائه هو الحزن على ما اصاب هذا النهر الذي تحول اليوم الى مكان للمياه الثقيلة للمجاري ومكب للنفايات والكلاب السائبة الميتة الساقطة فيه والجرذان والمياه الاسنة. ويقول  ابو علي البالغ من العمر {64}عاما وهو من سكنة منطقة شط العرب والذي يروي كيف كان هذا السوق في السنوات الماضية "في العشار تجمعني ذكريات جميلة واحن عليها وصورها في ذاكرتي لا تزول فلا اعرف من اين ابدأ لك فاسواقه كثيرة جدا منها سوق الهنود وسوق المغايز وسوق الصيادلة وسوق الخضارة فاليوم أي شخص يأتي من أي محافظة كان يعرف هذه الاسماء لشهرتها وجمالها في السنوات الماضية حيث كان يقبل عليه الانكليز والخليجيون والهنود ومختلف الزائرين من العالم". وتمضي هذه الاسواق من بينها سوق الهنود وسوق المغايز وسوق الخضارة وسوق الندافين اسواق في محافظة البصرة الى طاولة التأريخ القديم المنسي فحسب حيث اصبحت تعاني الاهمال وعدم الاهتمام فالداخل الى هذه الاسواق ربما يتفاجأ ان اسماءها قد تشي بشيء عظيم وجميل من ناحية المواد التجارية الخاصة بالتسوق لكن المار يجد المياه الثقيلة قد نسربت هنا وهناك والنفايات قد انتشرت في الممرات. ويقول المنصوري "كانت تسمى بعض الاسواق ببعض الاسماء الجميلة واذا اردتني ان اتحدث بها اليك فمنها سوق الهنود سمي بسبب كثرة بائعي التوابل من الهنود الذين كانوا يتواجدون هنا في السنوات الماضية حيث كانت مختلف محافظات العراق بل حتى القادمين من الخارج يأتون الى هذا السوق". ويشير الى ان "اغلب المناطق او الاسواق التجارية المهمة في العشار تحولت من اسواق كان يسكنها الهنود ويقبل عليها الاجانب من مختلف الدول وكان يجلس على جانبها صيادو السمك تحولت الى مكان لمكب النفايات ومياه المجاري ومكان للكلاب السائبة والجرذان وبعض الحشرات الخطيرة التي تسبب الامراض". ويتحدث صاحب احد المحال التجارية القديمة في سوق الداكير ابو زكي لمراسل {الفرات نيوز} عن الاسواق الاخرى والجوامع ويقول هناك سوق معروف بسوق الخضارة والذي يتواجد حاليا وسمي بهذا الاسم لكثرة بائعي الخضار فيه والفواكه لكن هذه الاسواق لم تكن كما كانت عليه في السابق بسبب قلة الخدمات وطفح مياه المجاري وانتشار النفايات. ويبين ابو زكي لوكالة {الفرات نيوز} كيف كانت الاسواق القديمة الاخرى من بينها سوق السمك الذي تجد فيه ما طاب ولذ من انواع الاسماك البصرية التي يشتهر بها اهل البصرة من اسماك {البني}{الحمري}و{الشانك}و{الزبيدي}و{الروبيان} و{السمتي} و{الصبور} .  وتنتشر على أطراف نهر العشار المقاهي والمطاعم وسوق البنات وهو سوق للكماليات النسائية وهذه الاسواق هي من أشهر اسواق البصرة إضافة إلى اسواق أخرى عديدة أهمها سوق حنا الشيخ وسوق التنك وسوق الخضيري وسوق الندافين وسوق الحبال وسوق العطارين وسوق الاحذية ومن أشهر المحلات القديمة في العشار الساعي أم البروم العشار المقام أم الدجاج الرباط الكبير الرباط الصغير الكزاره المناوي البراضعية الخندق. ويتحدث ابو فاضل الساكن في احد المنازل في منطقة البجاري بالقرب من سوق العشار عن الجوامع القديمة الموجودة في العشار جامع {المظفر} وجامع {الخضيري} وجامع {المقام} وجاكع {حمود باشا الملاك} اضافة الى الجوامع الاخرى التي تنتشر في وسق العشار . واشتهرت منطقة وسوق العشار بالمدارس القديمة من ابرزها ثانوية البصرة التي تغير اسمها وأصبحت الاعدادية المركزية والتي انشأت في العشرينات من القرن الماضي ومدرسة الجمهورية الفيصلية سابقا والتي تقع خلفها ومدرسة المربد. ولا تقتصر منطقة العشار على المدارس وحسب فهناك المقاهي الكثيرة من مقهى الناصرية الذي ياتي اليه اغلب الساكنين من الناصرية ومقهى الطارش الذي شيد في بداية اربعينات القرن الماضي في منطقة ام البروم وابرز رواده كانو من مدينة العمارة لقربة من كراج العمارة والتي انتقلت فيما بعد في سبعينات القرن الماضي إلى جوار سينما الكرنك ومقهى الجمعية الذي شيد في ثلاثينات القرن الماضي في سوق هرج ومقهى شنيف بنفس الفترة ونفس الموقع مقابل جامع الخضيري ومقهى زاير علي بالقرب من سينما الحمراء الذي شيد في خمسينات القرن الماضي حيث كان ملتقى لوجهاء البصرة ورؤساء عشائرها فضلا عن مقهى التجار {مقهى المجالس العربية فيما بعد}الذي شيد في ثلاثينات القرن الماضي كما تشير بعض الابحاث والروايات. وسميت بالعشار نسبة إلى نهر العشار الذي يفصلها لجزئين وتعتبر منطقة العشار المركز التجاري للبصرة حاليا لكثرة الاسواق التجارية فيها كما اكتسبت هذه المدينة جمالة خاصة لوقوعها على ضفاف شط العرب واختراقها من قبل نهر العشار والخندق وكانت بداية فترة ازدهار العشار في فترة ولاية ناصر باشا السعدون حيث ازدهرت التجارة وقتها بالعشار وفتح الشركات لمكاتبها هناك ووقوع أغلب المبانية الحكومية والإدارية فيها وتمتد من شارع الكويت وام البروم إلى نهر الخندق ومبنى المحافظة القديم والصالحية ومن نهر العشار إلى محلة السعودية ومنطقة العزيزة.انتهى 42  

اخبار ذات الصلة