• Sunday 24 November 2024
  • 2024/11/24 02:29:10
 في ظل استعدادات المؤمنين لاحياء الموسم العاشورائي مع اطلالة شهر محرم الحرام ، تتجدد ذكرى كربلاء المقدسة وعاشوراء الحسين {ع} ، وتتجدد معها صور التضحية والفداء، والبطولات الرائعة والوفاء ،والاخلاص والصدق مع الخالق سبحانه وتعالى ، والصبر والايمان المطلق به ، والماساة الاليمة التي لا زالت تعيش في وجدان البشرية جمعاء، وتتفاعل مع مسيرة الانسان التكاملية لتدفع بها نحو مدارج العزة والكرامة. تلك الصور التي تجسد القيم والمثل الالهية في الانسان، خاصة اولئك الذين تربوا في احضان الرسالة المحمدية وتغذوا من الايمان الفاطمي والفكر والنهج والشجاعة العلوية وورثوا الانبياء والاوصياء في صفاتهم وعلومهم ومسؤولياتهم يقف على راسهم شامخ الراس على الرغم من قطعه على ارض كربلاء الامام الحسين بن علي بن ابي طالب {ع} . ولا يختلف اثنان على ان الرسالة الاسلامية كانت محمدية الوجود حسينية الخلود ، فلولا الدماء الطاهرة التي سالت على رمضاء كربلاء من نحور اوتاد الارض ورواسيها لما ثبت الدين ووصلتنا تعاليمه في ظل التحريف والتسويف الذي مورس ويمارس من قبل الطغمة الظالة والبعيدة كل البعد عن محمد النبي {ص} وال بيته الاطهار {ع} . وقد نهلت الانسانية من مدرسة العطاء والتضحية المحمدية العلوية كافة الافكار الرؤى واطروحات النجاة من المعاصي والعتق من اغلال الظلم والاستعباد، هذه المدرسة التي كان النبي الاكرم محمد {ص} اكبر معلم فيها وعليا {ع} معاونه ، وبنيه {ع} طلبتها واساتذتها في نفس الوقت حيث لولاهم ماتعلم الناس وتفقهوا وفتحوا اعينهم على الحياة بكل معانيها وقيمها. ليكون الحسين {ع} منار الامة وشراع الحق في مواجهة امواج التردد والردة على الدين ونبيه واهل بيته برفضه الذل والمهانة .   الرايات السود والدمعة الساكبة على الحسين {ع} وال بيته وصحبه ومواكب العزاء الحسيني والمجالس الحسينية العامرة بالنصح الارشاد وتعليم الاجيال المبادئ والقيم الاسلامية وتعاليم الدين الاسلامي الحنيف ، ناقوس بدء الموسم العاشورائي الحسيني ، هذا ماقاله صاحب موكب العزاء الحسيني {موكب خدام الحسين "ع" في قضاء المسيب} ، الموالي صباح هاشم بشان الطقوس الحسينية في شهر محرم الحرام الذي استباحت فيه اذناب العرب حرمات ودماء سبط النبي وال بيته واصحابه على ارض كربلاء 61 هـ . كذلك اشارت المواطنة ام امير التي تسكن منطقة الشعب في بغداد وقلبها يكاد يتفطر من شدة الحزن والغيظ على قاتلي العترة الشريفة التي قال عنها النبي العربي ووصفها باحد الثقلين ، وقالت ان الاقمار والكواكب المحمدية في عليين واعداء الله في الدرك الاسفل. اما المواطن ابو مريم من اهالي مدينة الصدر في بغداد فقد قال عن احياء ذكرى واقعة الطف في كربلاء ان فيها تثبيت للدين الاسلامي واستذكار لمعانات اهل البيت {ع} وتضحياتهم في سبيل اعلاء كلمة الحق وعدم مهادنتهم مغتصبي حقهم في الامامة والولاية على امور المسلمين وخلافة رسول الله {ص} في امته.  وتبقى القضية الحسينية منارا للانسان والامة ، والدروس المستنبطة منها والتي اراد {ع} تعليمها لنا في خلاصة التدين والعزة والصبر على الملمات والجلادة حين الباس وعدم الخنوع والخضوع للطغاة وانتصار الحق مهمها طال الزمان وتجبر الاعداء . فسلام عليك يا ابا عبد الله وسيد الشهداء يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا ولا جعله الله اخر العهد منا لاحياء ذكراكم .

اخبار ذات الصلة