• Monday 20 May 2024
  • 2024/05/20 20:17:05
 {بغداد:الفرات نيوز} تقرير:وفاء الفتلاوي.. في ظل احزان كربلاء المقدسة ومصيبة آل البيت الأطهار باستشهاد الامام الحسين بن علي {عليه السلام} واله الأطهار وصحبه المنتجبيين في واقعة الطف تشهد الامة الاسلامية وفي وقت قصير عاصفة من الحزن والاسى على فقد امامها الرابع الامام علي بن الحسين {عليه السلام}. ولد الامام علي بن الحسين السجاد {عليه السلام} بالمدينة المنورة في الخامس من شهر شعبان لعام 38هـ. فقد كان حاضراً في كربلاء المقدسة إذ شهد واقعة الطفّ بجزئياتها وتفاصيلها وجميع مشاهدها المروّعة وهو يناهز الثانية والعشرين من العمر، وكان شاهداً عليها ومؤرخاً لها الا انه كان مريضا طريح الفراش لا يقوى على حمل السلاح، وبقي حيا بحكمة من الله ونبيه المصطفى محمد {ص} ليستلم زمام الامامة بعد استشهاد والده الامام الحسين {عليه السلام}. وشهد له التاريخ بقوة علمه وفقهه وحكمته فقد كان مهدا للعلم والعلماء وكان الاعلم والافقه والأوثق في زمانه وكانت مدرسته تعج بكبار أهل العلم من حاضرة العلم الاولى في بلاد الاسلام لانتهال علمه وفقهه واحكامه وادابه في تفسير القران والسنة النبوية. واشتهر الامام زين العابدين {عليه السلام} بصحيفته السجادية المشهورة في كل بقاع الارض من مشرقها الى مغربها والتي تضمنت أدعيته تتميز بفصاحة ألفاظها وبلاغة معانيها، وعلوّ مضامينها، وما فيها من أنواع التذلل لله والثناء عليه، كما اشتهر ايضا برسالة الحقوق وهي من جلائل الرسائل في أنواع الحقوق المتضمنة حقوق الله سبحانه على الإنسان، وحقوق نفسه عليه، وحقوق أعضائه من اللسان والسمع والبصر والرجلين واليدين والبطن والفرج، ثم يذكر حقوق الأفعال، من الصلاة والصوم والحج والصدقة والهد التي تبلغ خمسين حقا، وآخرها حق الذمة. ولقب الامام علي بن الحسين {عليه السلام} بزين العابدين وسيد الساجدين وزين الصالحين ووارث علم النبين ووصي الوصين وخازن وصايا المرسلين وامام المتقين ومنار القانتين والخاشعين والمتجهد الزكي والسجاد وذو الثفنات امام الامة وابو الائمة وكنيته ابو الحسن والخاص ابو محمد ويقال ابو القاسم. وله من العلم والفضل ما لا ينكره احد فقد برز على الصعيد العلمي والديني اماما في الدين ومنارا في العلم ومرجعا ومثلا اعلى في الورع والعبادة والتقوى. ومن بعض اقاويل الامام السجاد {عليه السلام} "من كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا" و "من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس" و" لا يقل عمل مع تقوى وكيف يقل ما يتقبل" وقال ما عرض لي قط أمران: أحدهما للدنيا والآخر للآخرة، فآثرت الدنيا إلا رأيت ما أكره قبل أن أمسي".. وسؤل الامام {عليه السلام} من أعظم الناس خطرا فقال" من لم ير الدنيا خطرا لنفسه". واروع الكلمات واجملها حين هز بها عرش الجبابرة والظلم عرش يزيد بن معاوية في المسجد الاموي بدمشق بقوله "أيها الناس أنا ابن مكة و منى أنا ابن زمزم و الصفا أنا ابن من حمل الركن بأطراف الردا أنا ابن خير من ‏ائتزر وارتدى أنا ابن خير من انتعل واحتفى أنا ابن خير من طاف وسعى أنا ابن خير من حج و لبى أنا ابن من حمل على البراق في الهواء أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى أنا ابن من ‏بلغ به جبرئيل إلى سدرة المنتهى أنا ابن من دنا فتدلَى فَكان قاب‏ قوسين أَو أَدنى‏ أنا ابن من صلى بملائكة السماء أنا ابن من أوحى إليه‏ الجليل ما أوحى أنا ابن محمد المصطفى أنا ابن علي المرتضى أنا ابن ‏من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا لا إله إلا اللَّه أنا ابن من ضرب بين ‏يدي رسول اللَّه سيفين و طعن برمحين وهاجر الهجرتين وبايع‏ البيعتين وقاتل ببدر وحنين ولم يكفر باللَّه طرفة عين أنا ابن صالح ‏المؤمنين ووارث النبيين وقامع الملحدين ويعسوب المسلمين ونور المجاهدين وزين العابدين وتاج البكاءين وأصبر الصابرين وأفضل القائمين من آل ياسين رسول رب العالمين". وكمل بالقول" أنا ابن المؤيد بجبرئيل المنصور بميكائيل أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين وقاتل المارقين و الناكثين و القاسطين و المجاهد أعداءه الناصبين وأفخر من مشى من قريش أجمعين و أول من أجاب و استجاب للَّه ولرسوله من المؤمنين و أول السابقين و قاصم المعتدين و مبيدالمشركين و سهم من مرامي اللَّه على المنافقين و لسان حكمة العابدين وناصر دين اللَّه وولي أمر اللَّه وبستان حكمة اللَّه و عيبة علمه ‏سمح سخي بهي بهلول زكي أبطحي رضي مقدام همام صابر صوام‏ مهذب قوام قاطع الأصلاب و مفرق الأحزاب أربطهم عنانا و أثبتهم‏جنانا و أمضاهم عزيمة و أشدهم شكيمة أسد باسل يطحنهم في‏الحروب إذا ازدلفت الأسنة و قربت الأعنة طحن الرحى و يذروهم ‏فيها ذرو الريح الهشيم ليث الحجاز و كبش العراق مكي مدني خيفي‏عقبي بدري أحدي شجري مهاجري من العرب سيدها و من الوغى‏ليثها وارث المشعرين و أبو السبطين الحسن و الحسين ذاك جدي‏علي بن أبي طالب ثم قال أنا ابن فاطمة الزهراء أنا ابن سيدة النساء". وعاصر الامام علي بن الحسين {عليه السلام} من الخلفاء الامويين معاوية بن أبي سفيان ويزيد بن معاوية ومعاوية بن يزيد ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك. استشهد الامام السجاد {عليه السلام} في 25 من شهر محرم سنة 95 للهجرة وله من العمر 57 سنة مسموما على يد الخليفة الاموي الوليد بن عبد الملك ودفن في البقيع إلى جانب قبر عمّه الحسن بن علي {عليهما السلام}.انتهى2

اخبار ذات الصلة