{بغداد:الفرات نيوز} تقري..وفاء الفتلاوي: يحيي الملايين من اتباع ومحبي اهل البيت {عليهم السلام} في كل انحاء العالم الزيارة الاربعينية للامام الحسين {عليه السلام} متحدين الارهاب وضرباته التي فتكت بالزائرين العراقيين والعرب والاجانب.
وعلى الرغم من النار المشتعلة في احشاء السلفيين وتعجبهم من الملايين الزاحفة صوب كربلاء الفداء دونما اهتمام للتفجيرات التي حاولت بها ايقاف هذه المسيرة ومشقة الطريق الى كربلاء فقد نجحت هذه الملايين من احياء اربعينية الامام الحسين {عليه السلام} بكلمة واحدة {لبيك..ياحسين}.
وقد أظهرت احصائية خاصة بوزارتي النقل والسياحة العراقيتين وصول ما يقرب من {3} ملايين زائر اجنبي الى العراق للمشاركة في مراسم الزيارة الاربعينية في كربلاء المقدسة خلال الايام العشرة الماضية.
فيما بينت الاحصائية التي اعتمدت بيانات المطارات والمنافذ الحدودية العراقية بحسب المصادر دخول {2,427,903} زائر اجنبي ومن مختلف دول العالم خلال الفترة الممتدة من 10-17 صفر/1435، واشار احصاء الزائرين العراقيين لمدينة كربلاء المقدسة ولنفس الفترة اكثر من {10} ملايين زائر حتى منتصف ليلة 17/صفر 21/كانون الاول/2013.
وتشير معلومات بحسب مصادر مطلعة في اعلام العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين ووزارة النقل والسياحة ان عدد الزائرين الى كربلاء بلغ خلال العشرة ايام الماضية اكثر من {18} مليون زائر من العراق وبقية الدول العربية والاجنبية.
وشهدت محافظة كربلاء الفداء وصول ما يقارب {78} موكبا عربيا واجنبيا من الشباب والرجال الدين والمسنين والنساء وحتى الاطفال يحملون رايات خفاقة كقلوبهم التي حملت اسم الامام الحسين {عليه السلام} مبايعين ابا الاحرار بيعة لا رد فيها بالبقاء على النهج الحسيني الاصيل.
وقال رئيس قسم الشعائر والمواكب والهيئات الحسينية في العراق والعالم الإسلامي التابع للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية رياض نعمة السلمان في تصريح لوكالة {الفرات نيوز} أنه "على الرغم من التحديات وتنامي التيار السلفي المعادي لخط أهل البيت {عليهم السلام} إلّا أن أحباب الإمام الحسين {عليه السلام} جاؤوا لكربلاء الإيثار والفداء ليشاركوا العراقيين بتقديمهم للعزاء والمواساة وتجديد العهد للإمام الحسين {عليه السلام} من جهة، وتقديم الخدمات لزائريه {سلام الله عليه} من جهة أخرى، ولتعلن أنها ماضية على خطه ونهجه{عليه السلام}".
وأضاف أن "هذه المواكب توزعت بين مواكب لـ{اللطم والزنجيل} تقوم بنشاطات إقامة العزاء، وأخرى مواكب خدمية تقوم بمهام خدمة الزائرين المتوجهين لزيارة الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس{عليه السلام} من خلال تقديم الأطعمة والأشربة، وغيرها من الأمور الخدمية".
وبين أن" تلك المواكب قدِمت من دول عربية وأجنبية {الكويت – سوريا – عُمان – السعودية – لبنان – البحرين – إيران – أمريكا – بريطانيا – باكستان – السويد – ألمانيا - دنمارك – روسيا – الهند – أفغانستان-أذربيجان-تركيا}".
كما شهدت محافظة كربلاء الشهادة اروع المناظر التي ادت القلوب وادمعت العيون لعله منظري اطفال {طوز خورماتو} من الذين كانوا يحملون صورا لابائهم من شهداء الارهاب على امتداد مواكب العزاء التي اقاموها بالقرب من ضريحي الامام الحسين والعباس {عليهما السلام}.
حيث اصطف العشرات من صغار السن من قضاء طوز خورماتو وهم يحملون صورا لابائهم كتب عليها {الشهيد} على طول المواكب الحسينية لهم في كربلاء المقدسة وهو ما أبكى الزائرين.
وذكر مراسل وكالة {الفرات نيوز} الذي تابع المشهد يوم الأحد أن المواكب الحسينية التابعة لاهالي قضاء طوز خورماتو في كربلاء المقدسة اقامت معرضا فنيا للصور الفوتوغرافية تبين فيه وحشية الارهاب التي اطاحت بالقضاء واهله.
اما المنظر الثاني الذي افرح قلوب محبي واتباع اهل البيت {عليهم السلام} وتعالت الصرخات حبا بالامام الحسين {عليه السلام} هو هبوط المظلي العراقي شاكر محسن الساعدي في منطقة مابين الحرمين الشريفين في كربلاء المقدسة حاملاُ راية كتب عليها بالخط الأحمر {ياحسين}.
وذكر مراسل وكالة {الفرات نيوز} الذي شهد هذا الحدث الكبير انه في اروع منظر شهدته اعين الزائرين وبالتعاون مع طيران الجيش العراقي تمكن المظلي شاكر الساعدي من الهبوط في منطقة مابين الحرمين الشرفيين وسط ملايين الزائرين.
حيث حمل المظلي شاكر محسن الساعدي راية طولها 12 مترا كتب عليها بالخط الأحمر {يا حسين} وهي تخفق عاليا في السماء كانها تخبر العالم اجمع ان الحسين باق ابدا.
وفي خضم مشاركة الملايين من ابناء المحافظات العراقية في الزيارة الاربعينية بدت المحافظات الجنوبية والوسطى شبه خالية من المارة الا بعض الاسواق الغذائية الصغيرة والقوات الامنية التي انتشرت بشكل كثيف لحماية الدور فيها.
حيث ذكر مراسلو وكالة {الفرات نيوز} في المحافظات الجنوبية والوسطى ان شوارع واسواق والمحال التجارية والمصانع والمعامل في محافظات {البصرة وذي قار وبغداد والمثنى وواسط والديوانية وميسان وبابل } بدت شبه خالية الا من بعض محال بيع المواد الغذائية مع بقاء المؤسسات الخدمية الصحية والبلدية والاجهزة الامنية لتقديم المساعده في حالة حدوث طارئ ما.
وفرضت القوات الامنية في المحافظات الجنوبية والوسطى اجراءات امنية مشددة لغرض حماية المحال التجارية والمنازل من عمليات السرقة من بعض ضعاف النفوس.
وقام اغلب سكان المحافظات الجنوبية والوسطى بنصب المواكب الحسينية في طريق {نجف الاشرف- كربلاء المقدسةْ} لخدمة زوار ابا عبد الله الامام الحسين {عليه السلام}.
وتبقى قصة عشق الملايين من كل انحاء العالم للمعشوق الامام الحسين {عليه السلام} واهل البيت جميعا {عليهم السلام} لاتنتهي اذ تتوارثها اجيالا بعد اجيال فهي رحمة كتبلها الله لمن كتبت لهم الشهاد في رحاب الجنان.انتهى2