{بغداد : الفرات نيوز} تقرير .. كريم الفهد . لم تعد الانتصارات التي تحققها القوات الامنية العراقية في معركتها ضد الارهاب خافية على احد في ظل تناقل وسائل الاعلام اخبار وصور تلك الانتصارات والضربات التي توجهها اجهزتنا الامنية مسنودة بالعشائر الاصيلة في محافظة الانبار للتنظيمات الارهابية والمجاميع المسلحة التي عاثت بأرض العراق فسادا وقتلت ابناءه واستباحت كافة الحرمات في مسعى لجر البلاد الى اتون حرب اهلية بين المكونات الوطنية التي انتبهت بدورها الى خطورة المخططات المعادية ووقفت لها موقف الاسد الرابض من خلال تكاتف وتلاحم القوى الوطنية ومن ورائها الشعب بتفويض اممي عالمي .
وبات العراق يخوض هذه المعركة نيابة عن العالم اجمع إذ ان الارهاب لا يستثني احدا ويضرب في كل مكان وزمان باجندات تحركها اياد خفية وهذه لم تعد هي الاخرى خافية على احد، بل ان الامور وضحت وبان للعالم من هي الدول والانظمة التي تدعم الشراذم والمرتزقة ليجنبوها التغيير المقبل لا محالة المتمثل بصحوة الشعوب ونضالها ضد الدكتاتوريات العالمية ومطالبتها بحقوقها وحرياتها .
والجميع يعرف ان الحرية والديمقراطية لا تروق للكثير من الحكام سواء في العالم العربي او الاقليمي والى ابعد من ذلك، فراحوا يخططون ويعملون لردع الاصوات التي انطلقت وقمع الحريات التي حصلت بتضحيات تلك الشعوب، ويخططون لكبح جماح شعوبهم التي تحاول الحصول على حقوقها مثلما حصل في دول كالعراق ومصر وتونس وليبيا واليمن وتغيرت انظمة الحكم من دكتاتورية قمعية الى ديمقراطية .
وانطلقت مع نهاية العام الماضي يد العراق لتعاقب المستهترين بارواح الناس وممتلكاتهم وناهبي ثروات البلاد، وتضرب بشدة اوكار الارهاب وملاذاته في صحراء الانبار التي كانت تمثل منطلقات لهذه التنظيمات الارهابية والمجاميع المسلحة لتنفيذ مآرب وخطط اعداء الامة والانسانية، فسطر جيشنا الباسل اروع ملاحم البطولة والنصر ملتزما باخلاقيات الحرب في الحفاظ على ارواح المدنيين بعدم دخوله حتى الان الى مدينة الفلوجة مكتفيا بمحاصرة جرذان القاعدة وما يسمى بـ {داعش} الذين اتخذوا من احياء وازقة وبعض منازل هذه المدينة المظلومة دروعا واوكارا يحتميون فيها تاركين الساحة لجنود بواسل عاهدوا الله سبحانه وتعالى والشعب على عدم التراجع لحين تخليص الانبار والبلاد عموما من هؤلاء المرتزقة القتلة.
ولا ضير عند تناول هذا الموضوع ان نعرج على تداعيات التحرك الوطني لضرب القاعدة ومن لف لفيفها، تلك التي كانت على صعيد السياسة واولها تقديم اعضاء قائمة متحدون وجزء من ائتلاف العراقية استقالتهم من مجلس النواب على خلفية تلك الاحداث الجارية هناك، عادين امر ازالة ساحات الاعتصام بالقوة انتهاكا لحرية الرأي والتعبير والاحتجاج، الامر الذي وصفه البعض على انه وقوف بجانب قوى ظلامية كانت تهتك الاعراض وتستبيح الدماء وتتخذ من تلك الساحات ملاذات واوكار تخطط فيها وتنطلق منها لضرب العراقيين في كل مكان، وتعطيل لعجلة الحياة من خلال عدم التواجد في الساحة البرلمانية والمشاركة بتمرير القوانين التي تتصل اتصالا مباشرا بحياة الناس ، لا سيما قانون الموازنة المالية الاتحادية العامة وغيرها مما يهم الشعب والدولة ، لتتعالى على اثر ما تقدم الاصوات الوطنية المطالبة بتغيير موقف هؤلاء الساسة وثنيهم عن قرارهم ، وكان اخرها مطالبة رئيس كتلة المواطن النيابية باقر جبر الزبيدي اعضاء قائمة متحدون وغيرهم بالعودة الى احضان الوطن من خلال التواجد تحت قبة مجلس النواب ومشاركة الاخرين التصويت على ما يهم الشعب ، ومنه الى تحقيق مطالب قواعدهم الشعبية وجماهيرهم التي انتخبتهم واوصلتهم الى دكة صنع القرار ، وبالتالي حل الكثير من المشكلات وانهاء الازمة المستجدة في محافظة الانبار .
رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم وفي خضم احتدام الصراع وتصاعد وتيرة الشد على مستوى السياسة ، وكعادته ، صال صولته المشهودة وطرح خلال الملتقى الثقافي الاسبوعي مبادرة للملمة شتات الوطن وتهدئة انفاسه ولم تكن للانبار وحدها بل شكلت طلسم يمكن به حل كافة الامور بدءا من ازمة التحرك العسكري وتداعياته.
واطلق السيد عمار الحكيم على هذه المبادرة {انبارنا الصامدة} اعتزازا بهذه المحافظة الكريمة واهلها الاصلاء ودرءا لخطر جر القوات الامنية لحرب شوارع في مدنها وتدميرها.
وكانت هذه المبادرة من عشر نقاط لتطويق الازمة في الانبار، وتركزت على ايجاد حل للاوضاع التي تشهدها المحافظة بمواصلة الجهود لدحر الارهاب ، وتشكيل مجلس اعيان الانبار ، وانشاء قوات الدفاع الذاتي من عشائر المحافظة ، مع التأكيد على اهمية دعم القوات الامنية في حربها ضد العصابات الارهابية ، والاسراع باعادة اعمار وبناء المحافظة في اطار مشروع خاص بقيمة اربعة مليارات دولار تصرف على مدى اربع سنوات .
هنا انطلق صوت الوطن والوطنية وتعالت نداءات الشرفاء ممن يعولون كثيرا على انسانية ووطنية ومواقف السيد عمار الحكيم ، لترسم لوحة الدعم والمساندة لهذه المبادرة الكريمة والتاكيد على اهمية تطبيقها على ارض الواقع لتجنيب البلاد مزيدا من الخسائر سواء على صعيد البشر او الممتلكات ، ويشهد القاصي والداني على حرص رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم على عدم اراقة قطرة دم عراقية واحدة ، ومحاولاته التي تتكرس في حفظ اللحمة الوطنية ووحدة العراق ارضا وشعبا . انتهى