{بغداد:الفرات نيوز} اجرى اللقاء: مرتضى سعيد الخزعلي .. يؤكد السفير البحريني لدى العراق صلاح المالكي على أن العراق والبحرين مقبلان على فتح آفاق جديدة من العلاقات سواء السياسية منها أو الاقتصادية، ويشدد في الوقت نفسه على ضرورة محاربة الإرهاب بشتى الطرق لأنه أصبح قضية دولية.
وقال المالكي في حوار اجرته معه وكالة {الفرات نيوز} "يؤسفنا أن الإرهاب أصبح قضية دولية وموقف مملكة البحرين هو نبذ الإرهاب وعدم استهداف المدنيين وما تقوم به الحكومة من اجل بسط الأمن هي جهود متميزة ندعمها في اتخاذ ما من شأنه حماية المدنيين الآمنين حيث انها اليوم تحارب القاعدة في غرب العراق نيابة عن العالم".
وتشن القوات الأمنية بصنوفها العسكرية برا وجوا حملة كبيرة للقضاء على أوكار الإرهاب غرب العراق، إذ تمكنت القوات العسكرية من توجيه ضربات موجعة لفلول الإرهاب وإلحاق خسائر بشرية ومادية بين صفوفهم.
واضاف ان "العراق عانى من الإرهاب وكان هو الضحية"، مبينا ان "الحكومة العراقية تواجه هذا الشيء بمفردها ودائما نقول إن السبيل للقضاء على العنف هو بيد المواطن العراقي وكل مواطن يعتبر شرطي لبلده ولا تنمية ولا ازدهار بدون الامن لأنه ركيزة اساسية لتطوير البلاد ونتمنى من الجميع ان يتعاونوا من اجل العراق الحبيب وهذا لايصبح الا من خلال تعزيز الثقة بين الجميع".
وعن حجم الاستثمار البحريني في العراق وكيف يمكن توسعته أوضح السفير البحريني "لايوجد في العراق استثمار بحريني بشكل قوي بسبب عزوف بعض التجار وخوفهم من الوضع الأمني الموجود", مضيفا ان "اغلب المستثمرين البحرينيين يستثمرون داخل بلدهم الا القليل موجودين الان في اقليم كردستان الذين قاموا بفتح المطاعم ومحلات تجارية وغيرها من الأمور "، مبينا أن "هناك فكرة تفعيل زيارة لسيدات الإعمال يشبه غرفة تجارة {رجال الإعمال} وجاري الترتيب لها وسبق ان زاروا اربيل وحضروا المعارض وسيأتون إلى بغداد في القريب العاجل".
وبشأن مساع لتأسيس مجلس إعمال بحريني عراقي بمبادرة من غرفة تجارة وصناعة البحرين والغرف الصناعية في بغداد بين المالكي أن "المبادرة وصلت إلى مرحلة متطورة جدا وبقي فقط التوقيع ومن ثم تحديد المكان حيث حدد في العاصمة بغداد لكن بقي تحديد الزمان وقبل شهر كنت في البحرين وتحدثت معهم وقالوا ستفعل في القريب العاجل".
وبخصوص مايدور في المنطقة من اضطرابات وكيف يمكن معالجتها بين البحرين والعراق وتفعيل التعاون بينهما قال السفير البحريني إن "هناك تعاونا بين البلدين ولاحظنا ان اللغة السياسية الان في مجمل القضايا هي واحدة وهناك رؤى متطابقة واهمها تعزيز الأمن وزيادة التشاور والزيارات الثنائية بين البلدين ووجود رؤيا واضحة في جميع القضايا لكن هناك قضايا متفق عليها مثل القضية الفلسطينية والعراق مازال من كبار المدافعين عن هذه القضية", مبينا ان "هناك اتفاقا تام بعدم التدخل في شؤون الدول ويوجد احترام لهذا المبدأ سواء للبحرين او العراق وهناك اتفاق بان العراق له السيادة الخاصة وهويته العربية الأصيلة".
وعن تعاطي المملكة البحرينية فيما يدور على الصعيد السياسي وهل يوجد فتح باب للحوار مع قوى المعارضة البحرينية أكد المالكي أن "هناك حوارا وقبل مدة أصبح هناك اختلاف في الرؤى وهذا متوقع داخل البيت البحريني والكل يسعى إلى أن يصل الحوار إلى هدفه المنشود ويعم الاطمئنان والثقة بين الجميع ويكون هناك اتفاف للتنمية والمستقبل ويفترض بنا ان لاننظر إلى الخلف وإنما ننظر للمستقبل كي نصل إلى الغاية المنشودة".
وأوضح السفير البحريني انه "يجب ان يكون هناك اختلاف في الرؤى إذ لو لم يكن هناك الإختلاف لم نصل إلى الهدف في تحسين كل الأوضاع في المملكة وهذا لن يأتي من خلال غلق الأبواب والضغط من هنا وهناك ولا بالتدخل الخارجي من أي دولة وإنما يأتي بالتحاور وان يكون مصلحته الوطن فوق مصلحة الجميع وينظر إلى الوطن كبيت له".
وقال المالكي إن "البحرين تعيش الان في حالة مفترق الطرق والحوار مدعوم من جلاله الملك وحكمة الملك وتعاطيه الشخصي مع الأزمة كان له الأثر الكبير في إشاعة التوازن واستقرار البحرين وردات الفعل الكثيرة وهو يعمل لمصلحة البحرين وعفى عن الكثير من الحالات المعينة وأي شيء شخصي عفى عنه الملك ووفر الكثير من الأمور التي تخدم المواطن البحريني حيث نعيش بالبحرين في عرس ديمقراطي أكثر من باقي الدول المجاورة بالتالي هناك مفاوضات مع المعارضة البحرينية لإعطائهم مايريدون وفق الدستور ".
وعن رؤيا السفير البحريني لمستقبل العراق أجاب بالقول " أرى العراق الديمقراطي يعيد بناء نفسه والعراق اليوم ليس كعراق التسعينات وهو بلد محب للسلام ومتفاعل مع المجتمع الدولي وهو يحارب الإرهاب في أرضة ويسعى إلى تحسين العلاقات بكل حرص ويسعى إلى عمل الأشياء الكثيرة من اجل المواطن واليوم هو يمارس ثقافة الانتخابات وهذه الأشياء لاتاتي بالعجالة وانما تأتي من خلال التثقيف لأنه مر بفترة جمود ثقافي ونرى للعراق المستقبل الزاهر ويبقى الهم الوحيد هو الأمن ومالم ننبذ الطائفية ومحاربة الإرهاب سنبقى في هذه الدائرة الضيقة لكن بالجهود التي تبذل سيبقى العراق منارة الأمن في المنطقة ".
واشار الى انه" نتمنى أن نرى الطفل العراقي بعد عشرين سنة يكون له المستقبل والوظيفة الجيدة ولايفكر بالهجرة ولايخرج الى بلد اخر واذا أصبحت مصلحة العراق فوق كل المصالح ستتحقق هذه الأمور".
وحول الجالية العراقية في البحرين وتقديم التسهيلات اللازمة لهم قال المالكي ان "هناك الكثير من ذوي الخبرات ولهم تسهيلات في الوظائف واجتمع بهم بين فترة وفترة من خلال ببعض المناسبات وهم يتعيشون في بيئة ليست غريبة عن بيئتهم و يساهمون في بناء الدولة لان منهم الأطباء والمهندسين والمدرسين والمحاميين وهناك تسهيلات لهم ويمكن لأي شخص أن يدعوا اقاربة لمدة شهر او شهرين ".
وبخصوص زيارة البحرينيين الى العراق لاداء زيارة العتبات المقدسة وهل وضعت المملكة البحرينية التسهيلات اللازمة لانسيابية تلك الزيارات وكيف ينظر إلى الإجراءات العراقية في استقبالهم قال المالكي ان "اول شيء يحسب لحكومة مملكة البحرين في سبيل خدمة الزوار هوة فتح السفارة ومن ضمن أولويات السفارة هي تقوية العلاقات مع العراق وحماية المصالح البحرينية في العراق وثاني خطوة عملناها فتح الطيران الى العراق وكانت البحرين أول دولة تفتح خطها الجوي خليجيا من سنة 1990 واول دولة عربية تفتح قنصلية في النجف الاشرف وهذا دليل على اهمية المراقد المقدسة لدينا ولدى المواطنين وهذا جاء مع بالتعاون مع الحكومة العراقية حيث تم استثناء المواطنين البحرينيين من الفيزا وتم منحهم تأشيرات دخول فقط بوقت الزيارات الدينية".
وبين أن "السفارة العراقية أصدرت اكثر من الف تأشيرة للبحريين والسعوديين خلال عام 2013 وهذا يدل على الاهتمام والسفارة تشحذ الهمم في وقت الزيارات لخدمة الزوار حيث نساعد الزوار الذين تقلع عنهم الطائرة والوفيات التي تدفن في كربلاء المقدسة وهذا التعاون التي تقوم بها وزارة الخارجية العراقية يشجع من بقائنا هنا وحتى في بعض الأمور نلجأ إلى السيد عمار الحكيم فنرى منه كل روح التعاون سواء فيما يخص السفارة او الزوار البحرينيين".
وبخصوص رفع مستوى الزيارات بين البلدين بين السفير البحريني لدى العراق أن "هناك اتصال قوي ومباشر بين العراق والبحرين والشيخ خالد بن احمد بن محمد وزير خارجية البحرين دعا وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مطلع ديسمبر الماضي واجتمع الطرفان واتفقا على رفع آفاق التعاون بين البلدين وتوقيع مذكرة تعاون بين البلدين والاستماع إلى كافة الأمور وكانت زيارة ناجحة إلى أعلى مستوى ونتطلع إلى زيارة وزير الخارجية البحريني إلى بغداد في زيارة رسمية وسيتم الاتفاق عليها بالمستقبل القريب".
وبشأن إمكانية تفعيل الاتفاقيات والمبادرات بين البلدين اوضح المالكي ان "مذكرة التفاهم نصت على تفعيل الاجتماعات الدورية بين البلدين وكيف نفعل اللجنة المشتركة حيث هناك شبه اتفاق على أن يرأس اللجنة وزيري خارجية البلدين وهذه اللجنة ستكون فاتحة خير تنعكس على كافة المؤسسات بين البلدين سواء على القضية المالية او التجارية او البرلمانية آو الاقتصادية وعندما تفعل هذه اللجنة سيكون هناك تنسيق دائم ودفع بالعلاقات إلى الأمام حيث ان علاقاتنا قوية بين البلدين منذ مئات السنين وهذه تعتبر ركيزة أساسية بين البلدين".
وبشأن دعم المملكة البحرينية لإقامة خليجي {23} في العراق أجاب المالكي بالقول "نتمنى ان نجد الكرة الخليجية تلعب في العراق وهذا حلم من أحلامنا ونحن بشوق لرؤية هذا اليوم لكن بعض الظروف ومنها الأمنية حالت دون ذلك ", مشيرا إلى أن "البحرين تدعم هذا الشيء والفريق البحريني ليس لديه مشكلة يلعب في أي مكان والعراق يستحق بان يستضيف هذه البطولة ".
وفي نهاية الحوار قال السفير البحريني لدى العراق صلاح المالكي "نتمنى للعراق دوام الازدهار والرفاه ونتمنى لمؤسسة الفرات الإعلامية { قناة ووكالة وإذاعة } مزيداً من النجاح والتوفيق وان تسهم في إشاعة كل مأمن شأنه بان تعكس الصورة الحضارية للمجتمع العراقي والإسلام وتوحد الوئام بين كافة القضايا" . انتهى