{بغداد : الفرات نيوز} تقرير مراد سالم درويش .... شريحة عانت ومازالت تعاني من الظلم والفقر والحرمان منذ عقود مضت، اختلفت اجناسها واعمارها لكنها توحدت بغايتها ألا وهي حياة كريمة ومصدر تعتاش منه لتبقى على قيد الحياة. الايتام ، هذه الشريحة المتزايدة تدفع ثمن الحروب الطائفية والاهلية اضافة الى استبداد النظام السابق الذي خلف أكثر من مليون ومائة ألف يتيم طيلة فترة حكمه حسب أحصائيات الامم المتحدة جراء حروبه العبثية وسجونه ومعتقلاته التي غيبت اباءهم وتركتهم يصارعون معترك الحياة. مسؤولون وناشطون في حقوق الانسان من الذين تحدثت إليهم وكالة {الفرات نيوز} اجمعوا على ضرورة أن تولي الحكومة اهتماما خاصا بهذه الشريحة المظلومة، حيث قال النائب عن كتلة المواطن محمد اللكاش، إنه "ضمن اولويات الكتلة اصدار قوانين خاصة بالايتام هذه الشريحة المعدومة في مجتمعنا"، مشيرا الى "وجود قانون خاص بهذه الشريحة بصدد الانتهاء منه وتخصيص مبالغ مالية له لدعم الايتام والارامل". وقالت ايضا عضو لجنة حقوق الانسان اشواق الجاف، إن "شريحة الايتام تعاني من ظلم كبير ، ولذلك اولت لجنتا حقوق الانسان، والمرأة، النيابيتان اهتماما خاصة بهذه الشريحة، وهما بصدد تشريع قانونين في مجلس النواب الاول يسمح بخروج اليتيم بعد بلوغه 18 سنة من دار الايتام، والثاني تخصيص راتب شهري لهذه الشريحة". وقالت عن اليتيم ايضا عضو لجنة المرأة والطفولة هدى سجاد، "قدمنا يوم أمس بمناسبة يوم الطفل العالمي مبادرة الى وزير النفط عبد الكريم لعيبي بأن يقدم جزءا من أرباح الشركات كمساعدات ومنح إلى الأيتام على اعتبار أن 5% من أرباح الشركات مخصص للخدمات الاجتماعية". وأضافت إن "الوزير لعيبي رحب بالمبادرة، حيث قدم الى 1124 يتيما مساعدات ومنح مالية". يذكر أن مئات الايتام احتشدوا يوم امس في ساحة الفردوس بمناسبة مرور عام على تجمع 4000 يتيما عراقيا في بغداد للمطالبة بحقوقهم ووجه الايتام رسالة الى الرئاسات الثلاث، ومؤسسات الامم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الانسانية الدولية، مطالبين فيها باقرار قانون رعاية الايتام في العراق الذين تتزايد اعدادهم يوميا حتى بلغوا الملايين ليكونوا جيل المستقبل ويحيون حياة كريمة يستحقونها. فيما قال مستشار وزير حقوق الانسان كامل أمين، إن "العراق بعد دخوله الحروب السابقة زاد فيه عدد الايتام لتبلغ الملايين"، وأشار الى أن "هناك قوانين جيدة أنصفت الايتام منذ سنة 2009 كالقانون رقم 20 الخاص بتوفير مخصصات تقاعدية لذوي الضحايا وكذلك منح لمساعدتهم". وتابع أمين إن "البنية الاجتماعية والعشائرية لاتحبذ ارسال أولادها الى دور الايتام مما يضطر الاعمام والاخوال في بعض الاحيان إلى تقديم خدمات رديئة ليست كخدمات دور الدولة المعنية بالايتام ومساعدتهم".ونوه الى أن "ذوي الايتام من اخوال او اعمام يعتبرون ارسال الايتام الى دور الايتام المختصة بهم وصمة لهم وهذا يحتاج الى تثقيف متكفلين الايتام وتوعيتهم لأن الدولة على استعداد أن تقدم للايتام كافة الخدمات والمستلزمات الجيدة والمقبولة فيما يخص مجال التعليم او الصحة والامور الترفيهية". من جانبه قال رئيس كتلة العراقية سلمان الجميلي، إن "شريحة الايتام اولى بالتخصيصات المالية من موازنة العام الحالي من مجالس الاسناد والمؤتمرات الاعلامية للمصالحة الوطنية التي لم نجنِ منها شيء". وكان السيد عمار الحكيم، قد شدد خلال الملتقى الثقافي على ضرورة أن تكون الموازنة للشعب من الايتام والفقراء وليس للمسؤولين والامتيازات. وقامت دائرة المشاريع الخيرية في مؤسسة شهيد المحراب بكفالة اكثر من 85 الف يتيم وتزويج الف و112 يتيمة بعنوان زواج اليتيمة، بالاضافة تنظيم سفرات ترفيهية واجتماعية لخمسة الاف يتيم واقامة دورات كومبيوتر لـ320 يتيما وتوزيع اكثر من 250 الف قطعة ملابس على الايتام والارامل. وعثرت قوات مشتركة أمريكية عراقية على 24 طفلا تظهر عليهم آثار المجاعة والمرض والإهمال في إحدى مؤسسات رعاية الأيتام ببغداد بعد مداهمته عام 2007 ، واعتقلت ثلاثة من منتسبيها فيما لاذ اثنان اخران بالفرار، وكانوا غير قادرين على الوقوف والحركة بسبب حالة الهزال التي سببتها المجاعة، وبعضهم كان مربوطا في السرير لمدة تجاوزت الشهر .انتهى2م