{بغداد:الفرات نيوز} تقرير.. رانيا المكصوصي .. عدة سنوات مضت على طرح السيد عبد العزيز الحكيم عزيز العراق {قدس} مبادرته بجعل الأول من صفر يوما إسلاميا لمناهضة العنف ضد المرأة التي عانت من جميع الأشكال التي تجسد الظلم والعنف بحقها، حتى في المجتمعات التي تأخذ من الإسلام عنوان لها، إذ بُخس حقها ولم تحصل منه ولو على الجزء البسيط الذي يكفل لها ما خصها به الدين الحنيف من حقوق كونية .
وبكل سنة تمر تُجدد الدعوة والمطالبة بضرورة تطبيق المبادرة على واقع المرأة والنهوض به، فلم تكن مجرد شعارات أُطلقت ومضى عليها الزمان بل إنها أصبحت كدستور تجسد بذهن المجتمع الذي يحاول قدر الإمكان تطبيق بنوده وعدم التجاوز عليها .
ومن هنا توالت المطالبات وتطور فهم الشرائح كافة لمكانة المرأة وأهمية حفظ كيانها ومناهضة العنف ضدها.
ومن هذا المنطلق عدت عضوة مجلس محافظة السماوة زهرة الصياغي، جعل الأول من شهر صفر يوما إسلاميا لمناهضة العنف ضد المرأة خطوة لفك القيود التي زرعت بأيدي المرأة العراقية .
وقالت الصياغي إن " جعل الأول من صفر يوماً إسلاميا لمناهضة العنف ضد المرأة هي خطوة كبيرة لفك القيود التي زرعت في يدي المرأة العراقية بعد سنوات طويلة من المطالبات بان تعطى حقها ويكون لها دور مؤثر في تحديد مسارات العملية الديمقراطية في العراق بعد إن وضعت بصمتها الواضحة في الوقوف بوجه أطغى نظام حكم البلد".
وأضافت إن " تحرير المرأة وفتح الطريق أمامها وإعطائها المساحة الكافية لممارسة دورها في المجتمع ستكون له الآثار الايجابية على الهيكل العام المجتمعي للدولة العراقية الحديثة ".
وأكدت الصياغي على " أهمية أن تكون للمرأة إطلالتها الواقعية في المجتمع من خلال تحركها الكبير والفاعل على كافة المستويات الاجتماعية والسياسية والثقافية وحتى العسكرية باعتبار إنها كانت ولا تزال ذلك الرقم الذي تحتاجه جميع المعادلات التي يفرضها الإطار العام للتكوين العراقي الحديث ".
فيما طالبت النائبة عن كتلة المواطن النيابية عبير الحسيني، بإقرار قانون يجرم العنف ضد المرأة بكل الجوانب.
وقالت الحسيني إن " يوم الأول من صفر الذي اختاره عزيز العراق {قدس} لمناهضة العنف ضد المرأة نتيجة لسبي السيدة زينب {عليها السلام} هو يوم إنساني ومطلب حضاري ودستور إنساني "، مطالبة بـ " إقرار قانون يجرم العنف ضد المرأة بكل الجوانب لان المرأة هي كل المجتمع وليس نصفه فيه نصف وتلد النصف الأخر ".
وأوضحت الحسيني إن " لجنة المرأة والطفل والأسرة النيابية قابلت وزيرة المرأة وتم الاتفاق على إقرار قوانين خاصة تهم المرأة خصوصا النازحة التي أصبحت تسبى وتهجر قسرا "، مشيرة إلى " الاتفاق على مناقشة المنظمات الدولية لإقرار قوانين بالتشارك مع لجنة المرأة النيابية لإقرارها في القريب العاجل ".
من جانبها أكدت النائبة عن كتلة المواطن النيابية، بان دوش، إن " هناك ظلم على المرأة، ومنه وصفها بأنها نصف المجتمع فهي تعرض لظلم يضاهي ما تعرضت له البشرية جمعاء، فالمرأة بوصفها زوجة كانت شريكة الرجل في همومه ودرعه في البلايا وكان عليها تحمل أعباء المسؤولية في الكثير من الأحيان بمفردها، خاصة عندما كان ظلم الطغاة يقع على الرجل الذي يتعرض للاضطهاد والاعتقالات والمحن تؤدي بحياة زجها ".
وأضافت إن " في ظل الدولة الجديدة يجب أن ننصف المرأة من الظلم وبالقرار الذي أصدره عزيز العراق {قدس} ومشاركة المرأة في العملية السياسية مشاركتها في مجلس النواب ودوائر الدولة تعتبر خطوة مهمة على صعيد العمل "، لافتة إلى إن " خطوة مناصرة المرأة في الأول من صفر ممتازة على الصعيد العراقي والعالمي إذ إنها ترفع من شأن المرأة في الإسلام وتبين للعالم مكانة المرأة فيه ".
وطالبت النائبة عن محافظة النجف الاشرف بـ " توسيع مشاركة المرأة في رئاسة اللجان والوزارات "، مشيرة إلى انه " من المفترض أن تعطى المرأة حصة اكبر في الوزارات ".
وتابعت إن " المرأة بطبيعتها قيادية والدليل على ذلك قيادتها للبيت فهي ليست نصف المجتمع فهي التي تلد الرجل وتقف إلى جانب ولدها وزوجها فأذن لا نقول وراء كل عظيم امرأة بل إلى جانب كل عظيم امرأة ونأمل من المستقبل أن تكون المرأة تأخذ حيز اكبر بالمجتمع من الناحية السياسية والاجتماعية والإدارية ".
هذا وأشارت النائبة عن المواطن حمدية الحسيني إن " مشروع مناهضة العنف ضد المرأة الذي تبناه عزيز العراق {قدس} كان القصد منه تسليط الضوء على مظلومية سبي نساء أل البيت {عليهم السلام} وربطه بمظلومية المرأة في المجتمع العراقي وكافة المجتمعات ".
وأضافت " إننا في هذه الذكرى نعيش بأجواء ربما نفس الأجواء التي عاشتها السيدة زينب {عليها السلام} فالمرأة في العراق تعيش مرحلة السبي وهذا ما حصل بعد دخول عصابات داعش إلى العراق وتم سبي عدد من النساء من كافة مكونات وشرائح المجتمع ".
وأوضحت الحسيني " عندما نستذكر سبي السيدة زينب {عليها السلام} لابد من ان نقف على واقع حال المرأة العراقية وحالة السبي التي تتعرض لها والانتهاكات الإنسانية الأخرى فهناك تهجير وعدم استقرار اقتصادي وهي تعاني ما تعاني حتى في الجانب الصحي والنفسي ".
وأكدت على " ضرورة إن تكون هناك وقفة نسوية وانسجام في مجلس النواب وتأييد لقضايا المرأة وطرحها ".
وأطلق عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم {قدس} خلال افتتاح المؤتمر الوطني الأول لمنظمات المجتمع المدني الذي عقد في النجف الاشرف تحت شعار {منظمات المجتمعِ المدني يداً بيد لبناءِ العراق الجديد وتوحدهِ وتماسكِه} في عام 2008 مبادرة لجعل الأول من صفر يوما إسلاميا لمناهضة العنف ضد المرأة .
وجاء في نص المبادرة :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين.
أكدت الرسالات السماوية التي جاء بها الأنبياء عبر العصور على التوحيد الإلهي ، وعلى حرمة الإنسان وصيانة كرامته ، وصولاً إلى تحقيق العدالة في المجتمعات الإنسانية .
وكان الإسلام عبر القرآن الكريم يشير إلى هذه الحقيقية الكبيرة في مثل قوله تعالى : ((من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً )) أو قوله تعالى : (ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه )) .
كما جسدت السيرة النبوية الشريفة هذه الحقائق والدعوة القرآنية من خلال التوصيات الكثيرة التي صدرت عن رسول الله باحترام كرامة الإنسان والنهي الشديد عن امتهان هذه الكرامة أو إلحاق الأذى بها .
ولم يختص هذا النهي بمنع العدوان على الرجل دون المرأة ، بل هو شامل للإنسان والنهي الشديد عن امتهان باعتباره خليفة الله في الأرض ، وباعتباره هدف الرسالات والنبوات الإلهية التي جاءت لخطابه وتنظيم حياته .
ولكننا مع الأسف الشديد نجد وعبر التاريخ ولدى كل الشعوب في الشرق والغرب ، التي تدين منها بالدين الإلهي أو التي لا تدين بأي دين، نجدها تمارس الظلم والاضطهاد والعنف بمختلف أنواعه ضد المرأة باعتبارها النصف الأضعف جسدياً في المجتمع .
إن ممارسة العنف ضد المرأة أو سلب حقوقها الطبيعية التي أعطاها الله لها هو نوع من أنواع الظلم البشع ضد هذا الكائن البشري الذي لا يمكن استمرار الحياة بدونه، ولا يمكن تنظيم الحياة الاجتماعية بمعزل عنه .
وقد ورد في السنة النبوية الشريفة الكثير من التوصيات باحترام المرأة وأعطاها حقوقها التي أعطاها الله لها، ولا نريد أن نستعرض كل هذه التوصيات، فهي موجودة في كتب الحديث لدى طوائف المسلمين، إننا بهذه المناسبة وفي هذا الاجتماع لمنظمات المجتمع المدني المبارك الذي يشارك فيه نخبة من النساء العراقيات نطلق مبادرة تخصيص يوم باسم {اليوم الإسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة}، ليكون ذلك في اليوم الأول من شهر صفر من كل عام، فهو اليوم الذي شهد وصول حرم رسول الله {ص} وعيالات الإمام الشهيد الحسين بن علي {عليهما السلام} سبايا إلى الشام وهو يوم شهد اكبر مظاهر العنف الجماعي ضد المرأة والأطفال .
إنني أدعو بهذه المناسبة كل المؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية في العراق والعالم الإسلامي إلى الاهتمام الجدي بهذا الموضوع، وتحمل مسؤولياتها في رفع الظلم والحيف الذي يلحق بالمرأة، والتثقيف والعمل على إيقاف كل أشكال العنف الذي يمارس ضد المرأة .
وأخيرا أتمنى للمرأة العراقية خصوصاً وللمرأة في كل مكان الحياة الكريمة لتكون موفورة الكرامة وكاملة الحقوق .
وكان لرئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم وقفة إصرار على تفعيل مبادرة عزيز العراق {قدس}، الخاصة بمناهضة العنف ضد المرأة عبر تعضيده مبادرة عزيز العراق {قدس} بمبادرة من عدة محاور أكد في محورها الأول على ضرورة تأسيس مجلس وطني أعلى للمرأة، والثاني مطالبة البرلمان بإصدار قانون حماية المرأة من ظواهر العنف والثالث التصديق من دون تحفظ على المواثيق الخاصة بحقوق الإنسان، والرابع التأكد من عدم تسبب السياسات الاجتماعية والاقتصادية بعنف ضد المرأة، والخامس العمل على إقامة نظام معلوماتي شامل للمرأة بالتعاون مع المنظمات الدولية، والسادس تخصيص أموال من الموازنة لمعالجة وتطوير واقع المرأة، والسابع الدعوة إلى عقد مؤتمر لمنظمة التعاون الإسلامي في بغداد وإصدار وثيقة لمناهضة العنف ضد المرأة.
ومن هنا جاءت موافقة مجلس الوزراء في الخامس من آذار 2013، على {الإستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة في العراق 2013-2017}، والتي من المقرر أن تعمل على معالجة ظاهرة العنف ضد النساء، وهي تقوم على مساند متصلة مع بعضها منها ضمان التعاون بين مختلف المؤسسات والوزارات، وضمان إصدار تشريعات ملائمة وقوانين كافية لحماية المرأة، إضافة إلى توفير الرعاية اللازمة للنساء المعنفات .
وكما اصدر مجلس الوزراء في الـ{13} أب 2013، قرارا يقضي باعتبار الأول من صفر يوما إسلاميا لمناهضة العنف ضد المرأة .
ولا تزال المرأة تعاني الظلم والاضطهاد وكلما مر الزمان وفُتحت أفاق جديدة لمنحها حقوقها ضاقت الظروف وفرض عليها ظلم اشد مّما مضى، خصوصا وهي تواكب اليوم أحكام الجاهلية من سبي، ورق، وبيع، وانتهاك للحرمات، لتعيش على يد عصابات داعش الإرهابية عصور غابرة في القرن الـ{21}، ترسل خلالها مناشدات إنسانية للالتفات إلى واقعها وتحريرها من أقسى أنواع العنف والظلم بحقها. انتهى