{بغداد:الفرات نيوز} تقرير..وفاء الفتلاوي..
في اعنف صورة تجسد بها العنف ضد المرأة خلال القرن الـ21 هو عودة سبي النساء وبيعهن في سوق النخاسة عبر احكام اوجدتها عصابات ارهابية عرفت بـ داعش لتنال جرائم تلك العصابات وبحسب احصائيات غير رسمية أكثر من اربعة الاف امرأة من الاقليات في البلد بعد ان احكمت داعش السيطرة على مدينة الموصل في شهر حزيران الماضي.
وفي هذا السياق أكدت عضو لجنة مفوضية حقوق الانسان سلامة الخفاجي ان عصابات داعش الإرهابية سبت المئات من النساء العراقيات ومن مختلف المكونات والقوميات والمذاهب وقامت ببيعهن في سوق الرق، معبرة عن اسفها للاعراف الاجتماعية التي تتوعد تلك النسوة بـ{القتل} في حال عودتهم الى ديارهن.
وقالت الخفاجي ان" ما تتعرض له المرأة من عنف جسدي مرة يقع ضمن إطار العائلة وذلك من خلال ضرب الزوجة او الأخت او حتى الام وهذه عادة يكون معتم عليها ولا يمكن ان تتكلم بها المرأة امام احد او تقدم شكوى بهذا الشكل فقليلا ما تأتي الينا شكاوى او رفع دعاوى الى المحاكم بخصوص هذا الموضوع".
وانتقدت عدم تفعيل مركز حماية الاسرة ضمن وزارة الداخلية قائلة" كان من المفروض ان يكون احد الوسائل للقضاء على هذا العنف الذي يمارس ضد المرأة ولكن الدائرة لم تفِ حق المراة بالشكل الذي كنا متوقعين له".
وعدت الخفاجي تعرض المرأة من انتهاكات جسدية من قبل عصابات داعش الإرهابية من اختطاف او ضرب وقطع الرؤوس او الاغتصاب او السبي بانه " من الممارسات المهينة للمرأة".
وحول احصائيات اعداد النساء المختطفات أوضحت قائلة" لا توجد هنالك احصائيات رسمية عن اعداد النساء المختطفات من قبل عصابات داعش، لكننا نتكلم عن اعداد المفقودات واحد منظمات المجتمع المدني قامت بتسجيل عدد النساء المختطفات في دهوك ، واشارت الى ان هناك 700 عائلة سجلت بان لديها مختطفات.
وأشارت الى ان" الأغلبية لم تسجل أسماء نسائهم المفقودات لانهم يعتبرون ذلك موضوعا اجتماعيا يجب عدم التطرق له، وهنا تكمن إشكالية {الأعراف الاجتماعية} التي تمنع من التحدث في موضوعات الانتهاكات الجنسية الى المراة، لان الجميع يعلم ان موضوع الاختطاف الذي اشاعته عصابات داعش الإرهابية، وانها ستكون {أمة} وتستباح وستكون سبية، لذا اصبح هناك إشكالية كبيرة جدا لمعرفة نسبة النساء المختطفات".
واستطردت قائلة" ان هنالك إشكالية كبيرة في هذا الموضوع وهي ان المرأة أولا مختطفة وتم الاعتداء عليها واخذت عنوة، ومن هنا ندعو الى وجود مراكز تستقبل تلك النسوة للإسناد النفسي بعد التعرض الى صدمة ولإيواء النسوة في حالة رجوعهن لكي لا يكون هناك تعرض من قبل عوائلهن لقتلهن بدافع ما يسمى {الشرف}".
يذكر ان عصابات داعش الإرهابية أقدمت بعد فرض سيطرتها على مدينة الموصل على اختطاف النساء من طوائف عدة وعرضهن للبيع في أسواق نينوى {كسبايا} وان الجميلات بينهن سيتم تزويجهن الى امراء داعش، وهذا ما أكده عضو مجلس المفوضية حقوق الانسان في أربيل هيمن الباجلان حينما اكد قائلا ان" عدد النساء المختطفات في بعض المناطق وصل الى اكثر من {500} ومايزال مصيرهن مجهولا وانهن تبلغن ان الجميلات بينهن سيتم تزويجهن الى امراء داعش الإرهابي".
وفي اطار ممارسات داعش ضد النساء اعلن الهلال الأحمر العراقي على لسان متحدثه محمد الخزاعي ان" داعش عرض نساء الطوائف للبيع في أسواق نينوى {كسبايا} وانهم احتجزوا عشرات العائلات في مطار تلعفر من التركمان والازيدية والمسيحيات كسبايا وعرضوهن في احد الأسواق لبيعهن".
وفي هذا الاطار كشفت النائبة عن المكون الازيدي فيان دخيل عن سبي مايقارب الـ{4000} الاف ازيدية من قبل عصابات داعش الإرهابية.
واكدت النائبة دخيل ان" داعش تحتجز {4000} آلاف ايزيدية في الموصل لحد الان"، مبينة ان " عصابات داعش ارتكبت ابشع الجرائم بحق المواطنين الابرياء في المناطق التي سيطرت عليها " .
من جانبها دعت وزارة شوؤن المرأة العراقية في بيان لها إلى" تدخل محلي ودولي لإنقاذ نساء سنجار، في شمال غرب العراق، واللواتي وقعن بيد داعش المتطرف، من السبي والاسترقاق". وقالت ان" داعش يحتجز نساء وفتيات في منزل واسع داخل سنجار، كما تم ترحيل عدد من النساء مع عوائلهن إلى مطار تلعفر بعد قتل الرجال ولا يزال مصير تلك النسوة مجهولاً".
وناشدت الوزارة "جميع الجهات المعنية في الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان والمجتمع الدولي للتدخل السريع لوضع حد للمجازر التي ترتكبها داعش بحق المدنيين العزل من هذه المكونات وإنقاذ نسائها من السبي والاسترقاق".
وبحسب شهود عيان فقد وصل عدد النساء المختطفات في مدينة الموصل الى اكثر من 500 امرأة مصيرهن مجهول.
فيما اكد نائب مسيحي ان هناك اكثر من {1000} امرأة ازيدية سبيت من قبل داعش و{1000} طفل خطف واليوم هم يباعون في أسواق الرق ، وعد النائب عن المكون المسيحي يونادم كنا بيع النساء في سوق النخاسة من اخطر أنواع العنف ضد المرأة.
وقال كنا ان" جرائم عصابات داعش الإرهابية بحق المراة العراقية جرائم بحق الإنسانية خرجت عن كل القيم والشريعة والأخلاق والأعراف والقوانين الوضعية فهي لا توصف ولعل من اخطر أنواع العنف ضد المراة ان تباع في سوق النخاسة"، مضيفا" اليوم علينا استغلال الحكم الصادر على الدواعش من قبل مجلس الامن الدولي في الفصل السابع وتوجه العراق الى المحكمة الدولية لبيان هذه الجرائم التي يندى لها الجبين سواء كانت جرائم القتل الجماعي اوسبي النساء".
اما المكون الشبكي فقد اكد ان عصابات داعش الإرهابي انتهك حقوق المرأة {الشبكية والازيدية والمسيحية} وسلب حقوقها وباعها في سوق النخاسة، كاشفا عن سبي {159} شخصا فيهم من النساء الشبكيات، مبديا استغرابه من ان" تباع المرأة وتظلم في القرن الـ{21} بالعراق.
وقال النائب عن المكون الشبكي سالم محمد ان" المرأة في كل دول العالم تستحق كل الاحترام والتقدير ولكن للأسف في العراق فان حق المرأة مهضوم الى هذه الساعة"، مبينا ان" المجتمع العراقي الى الان بالنسبة للمرأة {حبر على ورق}، فهي لم تأخذ موقعها في الحكومة العراقية او المجتمع العراقي مع العلم هي كل المجتمع خاصة في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها البلاد من انتهاكات بحق المرأة من قبل عصابات داعش الإرهابية التي انتهكت حقوق المرأة الشبكية والازيدية والمسيحية وسلب حقوقها وبيعها في سوق النخاسة ونحن في القرن الواد وعشرين والمراة تظلم في العراق".
وأشار الى انه" علينا كمجتمع عراقي وبرلماني ان نكون واقعيين للوقوف امام انتهاكات داعش ، وعلينا القيام بدراسة مستفيضة لاعطاء حق المرأة وادخالها في جميع مجالات الحياة"، مؤكدا ان" هناك {159} شخصا فيهم من النساء من الشبك وهم في سجون داعش الى الان"، مطالبا " المجتمع الدولي والحكومة العراقية والجهات المعنية اليوم ان يكونوا امام مسؤولية عظيمة لخلاص النساء العراقيات من قبضة داعش".
وماتزال الاحصائيات غير دقيقة بعدد النساء العراقيات اللواتي اختطفن وسبين وقتلن من قبل داعش الإرهابي وهذا ما أكده عضو التحالف الكردستاني شريف سليمان قائلا" ليست هناك إحصائية دقيقة لاختطاف النساء الازيديات وانما هي مقاربة لما هو حقيقي فلا يزال هناك ما لايقل عن {4000} الاف مختطفة لدى القوى الهمجية البربرية المتمثلة بداعش الإرهابي".
واشار الى ان المعلوم لدينا ان" هناك {10} الاف ازيدي مصيرهم مجهول الى الان، والنساء هن مصدر المنا بانهن تعرضن الى هذه الإساءة لنا من خلال خطفهن وبيعهن في سوق النخاسة وهذا الذي يؤلمنا وهو التجاوز على العراقيات وبيعهن في سوق الرق بداخل العراق وخارجه".
وفي السياق ذاته كشفت لجنة المرأة والاسرة والطفل النيابية عن تحرير {200} امرأة ازيدية سبية .
فقد اكدت عضو لجنة المرأة والسرة والطفل البرلمانية منوه المالكي ان" عدد النساء الأزيديات السبيات لدى عصابات داعش الارهابية بلغن {3000} الاف امرأة"، كاشفة عن ان" لجنة المرأة في إقليم كردستان اكدت شراء {200} منهن دون معرفة طريقة الشراء"، مؤكدة ان" حالتهن النفسية صعبة جدا فالبعض منهن يخفن العودة الى عوائلهن لكي لا يتعرضن الى القتل بسبب الأعراف الاجتماعية".
وأضافت" وقد طالبت لجنة المرأة في الإقليم دعما لتلك النسوة السبيات التي تم شرائهن، وبدورنا أبدينا هذا الدعم وحاليا نسعى الى توفير أطباء نفسيين لان حالتهن يرثى لها".
وما زالت العديد من النسوة ينتظرن ان يزول عنهن ثوب الذلة والمهانة الذي البسها لها عصابات داعش الإرهابية والأعراف الاجتماعية التي زادت هما فوق هموم السبيات اللواتي ينتظرن الخلاص من قبضة الارهاب.انتهى و