{بغداد : الفرات نيوز} تقرير .. زينب أحمد .. لوحات فنية نقشتها على الخشب انامل مبدعة بصورة تبهر كل من نظر اليها وتأسر عقله بسبب الشعور الذي ينتابه عند تحسسه لتلك اللوحات التي تنبض بالحياة ، هذه اللوحات ضمها مكان صغير في ايوان مرقد الامامين موسى بن جعفر الكاظم ومحمد الجواد عليهما السلام بمدينة الكاظمية المقدسة غير انه كبير بما يكتنزه من جمال تم نقشه على الخشب ليجسد لوحات قد لا تصفها جميع عبارات المديح والاعجاب. لوحات تجلى فيها الفن باروع صورة قد يتخيلها الزائر تنوعت بين لوحات استحضرت عبق التراث البغدادي الاصيل واخرى عن حياة الانسان في هذه الدنيا والمسيرة التي سيقطعها خلال ايام عمره. وجمال اللوحات أستدعانا لأن تكون لنا وقفة مع مدير متحف الامامين الفنان ابراهيم النقاش حيث قال لوكالة { الفرات نيوز} إن" الخشب المستعمل في صناعة هذه اللوحات أنواع عديدة منها البلوط والصفصاف وغيره من الخشب المستورد والمحلي كما أن كل لوحة يتطلب في صنعها خشب من نوع خاص". وأضاف إن "الفترة الزمنية المستغرقة في صنع وعمل بعض اللوحات قد تكون اسبوعا والبعض الاخر أشهر ومنها سنة كما أن هناك لوحات ذات حجم صغير ولكنها تتطلب فترة طويلة لأنجازها". وأوضح النقاش أن " أفكار اللوحات مستوحاة من البيئة الشعبية البغدادية القديمة التي عشت بها وأستوحيت أفكاري من البيئة التي كانت تحمل انطباع المحبة والتسامح وكنت اود توثيق هذه البيئة من خلال لوحات أنقشها على الخشب لتكون خالدة في الزمان والاجيال تتحدث عن طيبة أهل البيئة التي عشت بها". وولد الفنان ابراهيم النقاش في بغداد عام 1952 في منطقة شعبية أمتازت بطابع البناء البغدادي الجميل والقديم حيث الشناشيل المطعمة بالزجاج الملون البديع كما كان للعلاقات الاجتماعية والعادات والتقاليد الاصلية والحرف الشعبية أثر في تكوين انطباع خاص لكل المشاهدات لمعايشته هذا الجو الاسري الحميم والصدق الجميل والذي كان له اثر كبير في استلهامه النحت على الخشب الصلد. وتابع النقاش أن " هناك أعمال تمثل معاناة الانسان العراقي واخرى تمثل الافراح والأحزان وايضا تعابير انسانية عديدة في كثير من حياتنا تم تجسيدها برمزية عالية كما أن اعمالي تدل على حبي لبلدي وتدل على السلام والمحبة" , مشيرا الى أن "عنصر الحب هو الطاغي على أغلب اعمالي الفنية لأن الحب هو أساس الطيبة والامن والتعاون كما أن هناك مقولة جميلة أعتز بها هي للعلامة حسين علي محفوظ التي تقول { الحب أجمل مانعطي وأجمل مانأخذ} ودائما ماأردد مقولة لي { الحب أساس البناء الصحيح}". وأشار النقاش الى أن " هناك الكثير من الوفود من الدول العربية والاسلامية وحتى الدول الاجنبية تقوم بزيارة المتحف والتي تسر برؤيتها للأعمال وتطلع من خلال بعض اللوحات على الواقع البيئي البغدادي القديم , حيث إن عدد الوفود يتراوح من 2_3 وفود يوميا بصورة مستمرة". وتابع النقاش أن " هناك أعمال معروضة للبيع وبعضها مقتنى للأمامين" , وانا لا اتقاضى أجر عما أقوم به من اعمال بل أجري من الله وأئمة اهل البيت عليهم السلام". ولفت الى أن " هناك نية لتوسيع المتحف وذلك يتم من خلال جهود أمين العتبة الكاظمية فاضل الانباري ومدير الخدمية في العتبة الكاظمية عموري السلام لفتح قاعة كبيرة تستوعب أعمال كبيرة وتستقبل وفود المتحف". وطالب النقاش بأن " يكون هناك قيمة معنوية ومادية لهذه اللوحات والاعمال ولجنة تقوم بالمحافظة على هذه الاعمال وديمومتها لزمن بعيد وللأجيال القادمة". وشرح لنا النقاش عن عمل بعض اللوحات التي جسدت البيوتات القديمة التي كانت تسمى بالشناشيل المحيطة انذاك بالامامين الجوادين عليهما السلام مبينا أن تلك اللوحات فيها دلاله كبيرة على بساطة الحياة وصفوها انذاك. وحدثنا عن لوحة أخرى جسدت بعض أحياء المدينة المقدسة كحي الأنبارين. أما اللوحة الاخرى التي حدثنا عنها النقاش فهي تمثل صورة للحياة وجسدها بصورة طفل يركض مهرول لصعودها ليعود الى نقطة الصفر وبصورة أبطئ لرجل عجوز يتكأ على عصا. وكذلك صورة لمنطقة الكريعات المطلة على نهر دجلة ولوحة فنية أخرى ينطقها النقاش بصورة جميلة لأحد شوارع مدينة الكاظمية المقدسة وهو شارع المفيد حيث جسد هذا الشارع بكل معالمه الموجودة وطبيعة حياة سكان هذا الشارع في ممارسة أعمالهم اليومية. بعد نهاية حديثنا مع الفنان ابراهيم النقاش أستطلعنا أراء بعض زوار المعرض عن أنطباعاتهم عن اللوحات الفنية التي يضمها المعرض إذ قالت رهف علي البالغة من العمر 23 سنة خريجة كلية الاداب قسم اللغة العربية إن" هذا المعرض يولد لدى الانسان منذ الوهلة الاولى لرؤيته شعورا غريبا وكأنه في عالم من نسج الخيال لجمال اللوحات التي نقشت على الخشب وبالوان زاهية تسر الناظرين". وأضافت إن "رؤية تلك اللوحات التي جسدت مدينة الكاظمية المقدسة قبل عشرات العقود تعطي انطباعا كبيرا عن الحياة التي عاشها اهالي المدينة انذاك وكأنها آلة سحرية تعود بك عشرات السنين الى الماضي ". وزادت بالقول إن" هذا المعرض اقل ما يوصف به هو تحفة فنية وابداع متميز قل نظيره لما يحتويه من لوحات فنية خلابة سطر خلالها من نقشها بنات افكاره ". اما المواطن محمد سالم البالغ من العمر 45 سنة موظف حكومي فيقول إن" هذه الزيارة الاولى لي للمعرض فقد تفاجأت عندما اراني احد المقربين لي صورا عن هذا المعرض وادهشني كثيرا عندما قال لي إنه في احدى غرف ايوان المرقد المطهر للامامين الجوادين ". واضاف لقد آليت على نفسي الحضور الى هذا المعرض في اول فرصة تسنح لي وها انا اليوم اتجول في هذا المعرض لمشاهدة تلك اللوحات الساحرة "، مشيرا الى أن " مشاهدة المعرض بالعين المجردة تفوق جمالية بصورة اكبر عن الصور الفوتغرافية التي ابهرتني عند رؤيتي اياها ". ولفت الى أن" هذا المعرض يشعرك بأن البلاد مركز للفن والابداع ومصدر للاشعاع الثقافي بعكس ما تحاوله بعض الجهات من رسم صورة قاتمة عن المشهد الداخلي للبلاد ".وطالب علي عيدان {طالب جامعي} بتوسعة المتحف ليكون دال على اسمه " مشيرا الى " ان المتحف بحاجة الى مقتنيات اثرية خاصة من الحقبة التي عاشها الامام موسى بن جعفر الكاظم والامام محمد الجواد عليهما السلام بالاضافة الى مقتنيات ابرز الشخصيات المدفونة بهذا المرقد المقد من علماء اجلاء وشخصيات كان لها شأن عظيم ".واضاف ان" مرقد الامامين الكاظمين عليهما السلام يفد اليهما الملايين طوال العام وهو مركز سياحي ديني كبير في العاصمة بغداد ولعله من اكثر الاماكن في العاصمة يرتاده الزوار والسائحون لاهميته الدينية والتأريخية لذا يجب ان يكون هناك متحف بهذه البقعة المباركة ".من جانبها رأت المواطنة سارة علي ضرورة اهتمام العتبة الكاظمية بشكل اكبر بهذا المتحف وليكون على غرار متحف العتبة الحسينية والعتبة العباسية . مؤكدة ان " ما موجود من لوحات فيه يعد في غاية الروعة والجمال لكن هذا لايكفي لابد من وضع الابواب القديمة للعتبة الكاظمية والهدايا التي استقبلته العتبة في السنوات الماضية ". وتعد السياحة الدينية في العراق من ابرز السياحات وهناك مطالبات شعبية وسياسية لاستغلالها لتكون الرافد الاقتصادي المهم بعد النفط في العراق .انتهى م