{بغداد:الفرات نيوز} قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم انه علينا ان نكسر قيود الانغلاق بالفكر والسلوك حتى ننفتح على آفاق المدرسة الحسينية ونطلق ارواحنا في سمو يجاري سمو الحسين، ومن يريد ان يفهم بوضوح وعمق دور الحسين {ع} عليه ان يفهم بوضوح وعمق المشروع الالهي على الارض والذي مثلت التضحية الحسينية مقومات استمراره وبقائه. وقال السيد عمار الحكيم في كلمة القاها بذكرى التاسع من شهر محرم الحرام في نادي الصناعة الرياضي بالعاصمة بغداد" السلام عليكم ايها الحسينيون الاوفياء , ايها الموالون الشرفاء , يا انصار ابي عبد الله , يا من اجتمعتم اليوم في التاسع من محرم كما هو في كل عام في العاصمة بغداد والمحافظات العراقية , ومعكم اخوانكم خارج العراق ايضاً , لنجدد العهد مع الحسين {عليه السلام} في سُنة كريمة سنَها عزيز العراق الخالد {رضوان الله تعالى عليه}، السلام عليكم يا ابناء شهيد المحراب, يا ابناء الاسلام, يا ابناء الحسين, يا ابناء العراق العزيز ورحمة الله وبركاته". وتابع بالقول " السلام على المرجعية الدينية والعلماء والخطباء وخدمة الحسين من الشعراء والرواديد والمواكب والهيئات الحسينية، وتحية إجلال وإكبار لأبناء شعبنا في كل مواقعهم وبكل إنتمائاتهم و توجهاتهم وقومياتهم ومذاهبهم واديانهم ومناطقهم، وتحية للعراقيين الشرفاء الحسينيين في خارج العراق وهم يتمنون ان يشاركون إخوانهم وإخواتهم هذه الشعائر الحسينية الخالدة على ارض الوطن". وأشار السيد عمار الحكيم " أيها الحسينيون الشرفاء والموالون الاوفياء يا أبناء شهيد المحراب و عزيز العراق نقف اليوم ونجتمع في اكثر من محافظة وفي آن واحد و رغم ظروف المطر وبرودة الجو، من هنا في بغداد الحبيبة، في بصرة الخير، في ميسان الجهاد، في ذي قار الثقافة، في ديوانية العطاء، في مثنى الثورة، في واسط الشموخ، في بابل الحضارة، في ديالى العز، في صلاح الدين الاصالة، في كركوك الاخاء ، في الموصل الحدباء، في اربيل القلعة، في السليمانية العامرة وبقية مدننا ومحافظاتنا العزيزة، نقف ونجدد البيعة والولاء والمضي على درب ابي الشهداء مسمعين العالم كله بأننا {نحن حسينيون} ومرددين ذلك بهتاف وصوت حسيني لبيك يا حسين ... لبيك يا حسين". واردف بالقول انه" وفي هذا الجمع المهيب وهذا اليوم العظيم نقف وقفة عز وتضحية وكرامة ,وقفة بطولة وإباء وشجاعة, وقفة صدق ووفاء وحقيقة لا تغيرها السنون ولا تمحوها الايام، نقف على ابواب الحسين كي نستمد منه العزم والقوة والارادة، ونستفهم منه ملامح مشروعه في التغيير ومحاربة الانحراف والفساد، اليوم ترفع الرايات عالية كي تعلن عن بدأ مرحلة مصيرية من مراحل الاسلام المحمدي الاصيل،أن حسيننا قمة القمم في الخلود والسمو والرفعة، هذا القائد الفذ الذي انفصل عن الزمان و المكان فكان بحق رمزاً للحياة الحرة الكريمة، وللانسان بكل معاني الانسانية، حسيننا العظيم بآلامه والكبير بأنسانيته ، والبطل بشجاعته , والخالد بتصديه". وبين السيد عمار الحكيم ان" حسيننا يمثل المشعل الذي ينير مسيرة الانسانية والروح التي تمنح للحياة معناها ، هذه الروح العظيمة التي مثلت نفحةً ايمانية الهية خالصة صقلتها عقيدة السماء، فاذا كان للخلود معنى، فأن حسيننا هو ذلك المعنى، اذ بدماء الحسين سقيت رسالة السماء كي تبقى حية ومؤثرة ، ومن روحية الحسين ترسخت المبادئ والعقيدة ، وبراية الحسين نهتدي لخطى الاسلام المحمدي الاصيل، وبمنهج الحسين أشرق النور في دروب البشرية"، مضيفا" اليوم يقف التاريخ إجلالاً أمام قمة الشموخ ، واليوم تستلهم الدنيا قمة التضحية ، واليوم تنحني الانسانية بخشوع أمام قمة البطولة ..... فالشموخ يعني الحسين ، والتضحية تعني الحسين ، والبطولة تعني الحسين ... وكل الفضائل الاخلاقية تجسدت في الحسين فمن ينال قمتنا ونحن نسير على نهج قمة القمم ؟! ومن ينال شموخنا ونحن نهتدي بقمة الشموخ ؟! ، ومن يجاري شجاعتنا ونحن أبناء مدرسة البطولة والصبر ؟!". واوضح ان" الفكر يتشتت والحروف تتلكأ اذا ما ذكر الحسين، فاي فكر يصمد امام هذا الفكر العملاق الذي عبر عنه الحسين في ملحمة عاشوراء، واي حروف تلك التي يمكن لها ان تصف وتعبر عن هذا التألق والاشراق الحسيني، وعلينا ان نكسر قيود الانغلاق بالفكر والسلوك حتى ننفتح على آفاق المدرسة الحسينية ونطلق ارواحنا في سمو يجاري سمو الحسين، ومن يريد ان يفهم بوضوح وعمق دور الحسين {ع} عليه ان يفهم بوضوح وعمق المشروع الالهي على الارض والذي مثلت التضحية الحسينية مقومات استمراره وبقائه، فيا من تريدون فهم الحسين ، عليكم ان تفهموا المشروع الآلهي اولا كي تفهموا حسيننا ويا من تريدون عطاء الحسين، عليكم ان تحرروا ارواحكم من الانانية والفردية كي تفهموا عطاء الحسين، ولنكسر اقفال الانغلاق عن عقولنا كي ننطلق في رحاب الحسين ، ولننظف حياتنا من الزيف والتزوير كي نتعاطى منهج الحسين ، عندها ستتجلى لنا رؤية الحسين ويفيض العطاء وتفتح لنا ابواب الحسين مشرعة رحبة". وقال السيد عمار الحكيم " يا من تجادلون في فهم ثورية الحسين، عليكم ان لا تقيسوا الحسين بالثوار ، لان الحسين ثورة اختزلت كل الثورات على مر العصور، وحملت بداخلها آهات كل الثائرين،ويا من تبحثون عن مبدأ القوة، وعليكم ان تعلموا وتتعلموا، وان الحسين قاتل بقوة الحق والمنطق،بينما اعدائه قاتلوا بقوة السلاح، ولهذا انهارت قوتهم وان كسبوا جولة , وانتصر المنطق والحق وان خسر فرصة فكان انتصار الحسين ابديا ، ويا من تتحصنون خلف حدود الجغرافيا، عليكم ان تتعلموا ان الحسين هو الذي منح كربلاء هذه العظمة !!، وهو الذي جعل من يوم عاشوراء عنوانا ساطعا لحضارة الاسلام النقية، فعليكم ان تعلموا ان حسيننا ليس دموعاً فحسب وانما هو مشروع وان حسيننا ليس مجرد قائد فحسب وانما هو منهج وان حسيننا ليس حروفاً وبعض كلمات انما هو عنوان"، مضيفا " لقد علمنا الحسين ان لا ننكسر مهما نالت منا الجراح وعلمنا ان لا نُنكّس راياتنا حتى و ان تمزقت،فلقد مزقوا راية الحسين ولكنهم لم ينكّسوها، ولقد مزقوا اشلائه ولكنه لم يركع ولم يخضع، وقتلوا اولاده واخوته واصحابه و لكنه لم يَهِن، ولم ييأس فاي عز ومجد و كبرياء، بعد هذا، هيهات من الذلة". ولفت الى انهم" يقولون الى متى تبكون حسينكم !! ونقول انما بكائنا هو الزيت الذي يزيدنا نقاءً وتوهجاً وحماساً واندفاعاً وايماناً بمبادئ الحسين ومشروعه وقضيته، نبكي على كرامتنا الضائعة على ايدي الطغاة لنستعيدها بعزة الحسين وكرامته،ونبكي على الذي رفع رؤوسنا بعد ان ارادوها تطأطأ لسلاطين دنيا يزيد، ونبكي على من منحنا القدرة على الصمود وازاح عن طريقنا الذل والهوان"، مؤكدا ان" بكائنا منهج وليس انكسار اً وهزيمة وضعفاً ، وان دموعنا دروس نتعلمها كل ما مر ذكر الحسين، فنحن لا نبكي لمجرد البكاء وانما نبكي لنعمر الدنيا بعطاء الحسين، لقد علمنا الحسين وأهل بيته واصحابه ان لا ننحني الا لله ، فهذا العباس البطل الشامخ ، كان رأسه لاينحني الا لله ، ولقد ضربوا هذا الرأس لعله ينحني لهم، فسقط على الارض ولم ينحني ... لقد هشموا رأسه الشريف بالحديد .. ولكنه لم ينحني الا لله، لقد تحول العباس الفارس الى شوكة في عيونهم ، ولهذا فانهم زرعوا الشوك والسهام في عيونه، واي حديث يكتمل بالحديث عن العباس ، لان الحديث عن الفضائل لا يكتمل والعباس هو ابو الفضل كله، هكذا علمنا الحسين واصحابه وتلك زينب العقيلة تحولت الى صوت الحسين وجسدت صورته ،فكانت امتداده و ديمومته وشخص الحسين وشخصيته وقد قتلوا حسيننا لكي يسكتوا الحق، فثار بركان العقيلة زينب ينطق بالحق ومثلما لبس الحسين رداء ابيه في مواجهة الطغيان ، لبست زينب عباءة أمها في مواجهة الانحراف ووقفت الى جانب اخيها وامامها وقائدها، فكانت عدالة الله التي ابت الا ان تكون بجانب رجل عظيم كالحسين أمرأة عظيمة كزينب،ومثلما مريم بنت عمران تحملت آلام السيد المسيح ، فأن زينب بنت علي تحملت آلام الحسين ، ومن السيد المسيح الى الحسين يستمر المشروع الالهي ويستمر الصراع بين الحق والباطل وبين منهج يأخذ ومنهج يعطي". واردف بالقول " ايها الحسينيون الكرماء تعلموا العطاء من الحسين ومن أهل بيته واصحابه لانه السبيل الوحيد للانتصار وبه تقطف ثمار الحرية والمجد فقيسوا ولائكم للحسين على قدر عطائكم"، مبينا ان" التاريخ الاسلامي سيبقى ناقصاً عاجزا ما دام يعجز عن استيعاب عظمة الحسين ومشروعه ، وسيبقى المسلمون يعانون من التهميش والتجاوز ،ماداموا يمرون على ذكرى الحسين مرور العابر وليس مرور المعتبر !!! فان مستقبل العالم الاسلامي كدول وشعوب يرتبط بمدى فهمهم لعظمة الامام الحسين واشراقة نهجه، ان التزييف هو الذي أخر الاسلام والشعوب الاسلامية ، والحسين هو من تصدى لهذا التزييف منذ البداية ،وان الانحراف هو الذي يهين الشعوب الاسلامية ويقف عائقاً امام تطورها، والحسين هو الذي ضحى بحياته من أجل ان يفضح الانحراف وينبه الامة لخطورته،فأذا اراد العالم الاسلامي ان ينطلق الى رحاب العالمية فعليه ان يزيل التناقضات من تاريخه ويعرف قيمة ابطاله الحقيقيين،ومتى ما وقف المسلمون في العالم وقفة احترام لتضحيات الحسين عندها سيقف العالم اجمع ليحترم الاسلام والمسلمين !". واكد السيد عمار الحكيم على انه" لا يمكن لنا ان نفصل احداث عاشوراء عن حاضرنا ومستقبلنا، لان حسيننا قد تجاوز الزمان والمكان وذاب مع المعنى،والمعنى هو ان نبقى احراراً مادامت لنا حياة في هذه الدنيا، والمعنى ان نتصدى للتزييف كي لا يتحول الى واقع يزيف عقائدنا، والمعنى ان نضحي بأنفسنا لو اقتضى الامر كي نحارب ونوقف ونكشف الانحراف، بهذا المعنى تحرك حسيننا، وبهذا المعنى كنا حسينيين، وسنبقى حسينيين، وسنموت ونحن حسينيون"، مشيرا ان" ملحمة عاشواء هي صراع بين منهجين، بين منهج يزيد، ومنهج الحسين، فأتباع يزيد يسئلوه كم تدفع لنا كي نقاتل، واتباع الحسين يسئلوه كم مرة تريدنا ان نقتل بين يديك لنعود بعدها كي نقتل مرة أخرى !!، انه صراع بين منهج يأخذ ومنهج يعطي والحياة تعمر بالعطاء وليس بالاخذ ، فالحسين واتباعه كانوا مشروع عطاء و حياة و ليس مشروع موت ولكن التضحية هي العنوان الحتمي لعطائهم، فقدموا ارواحهم فداء، واتباع يزيد كان منهجهم الأخذ، فاخذوا ولم يبقى لهم ذكر، لان الدنيا أخذت منهم كل شيئ، سلطانهم، وشرفهم ،وذكرهم، واتباع الحسين اعطوا فأعطتهم الدنيا كل شيئ، اعطتهم الشهادة واعطتهم العظمة واعطتهم الشرف واعطتهم الخلود، هذا هو الفرق بين دنيا يزيدهم ودنيا حسيننا". واوضح ان" العدد ليس هو الذي يحدد المنتصر انما نوعية العطاء هي التي تحقق الانتصار، فكانوا فئة قليلة بعطاء عظيم، واعدائهم كانوا فئة كثيرة يسلبون الكثير.. فانتصر العطاء واصبح مخلدا، وانكسر الاخذ واصبح هبائا منثورا، انتصر منهج الفئة القليلة المعطاء على منهج الفئة الكثيرة التي تملك السلطان والجاه، فالحياة تنتصر للذين يعطون أكثر، وتنتقم من الذين يأخذون منها أكثر !! دنيا الحسين تخبرنا ان الاعمار ليس بسنينها وانما بعطائها، ولهذا فأن عمر عبد الله الرضيع اصبح اطول من عمر الطغات الذين سفكوا دمه، فبقي عبدالله الرضيع مخلداً، وذهب الطغات الى مزبلة التأريخ"، داعيا الى" البقاء على طريق الحسين كي ندخل دنيا الحسين من اوسع ابوابها ... فعلى طريق الحسين تكون الهزيمة انتصار ... وبدون هذا الطريق حتى الانتصار المرحلي هو هزيمة في واقعه، هيهات منا الذلة .. هيهات منا الذلة".يتبع