• Friday 22 November 2024
  • 2024/11/22 04:15:47
{بغداد: الفرات نيوز} يختلفُ الناس في طريقة قضاء أوقات الفراغ، فمنهم من يجتمع مع العائلة، او يتابع الاخبار على التلفاز، او مشاهدة الافلام السينمائية، ولعب {البوب جي} أو قراءة الكتب.

و {البوب جي} وكما يعلم الجميع هي لعبة حربية غزت العالم خلال السنة الماضية كونها مشابهة للالعاب الضخمة التي تلعب في {البلاي ستيشن} و الحاسوب، ولكن هذه المرة على جهاز الموبايل وبإمكانية اللعب مع فرق من كل أنحاء العالم.

وفي عصر التقدم التكنولوجي أصبحت الالعاب الفيديوية هي المهرب من الوقت، فعلى العموم قد تغير الموقف خلال هذا القرن، فالهروب سابقاً كان على شكل قراءة الكتب، او ممارسة اعمال معينة للابتعاد عن ضجة الواقع؛ أما الان، فأصبح الامر متروكاً للفضاء الافتراضي الممثل بمواقع التواصل الاجتماعي، الالعاب الالكترونية، لعب البيلياردو في احدى المقاهي، وتقهقهر واضح لدور الكتاب.

وان لهذا الأمر وطأة خطيرة على المجتمع لأنه قد يؤدي الى الفقر الفكري فنصبح مستهلكين اكثر من كوننا منتجين، فحتى {البوب جي} لم يخترعها أحدٌ من مجتمعاتنا، بل صُدِّرت من الخارج واستُهلِكت عندنا بكثرة.

 يقول علي سعد وهو شابٌ مدمنٌ على الالعاب الالكترونية"، إن  "البوب جي وغيرها من الالعاب هن المتنفس الوحيد للشباب فلا تعليم جيد، ولا وظيفةٌ بعد التعليم" فالشاب هنا يحاول وصف داء اليأس الذي عصف بالشباب الذين هم أمل المستقبل.

في الواقع، إن المخرج لهذه المشاكل هو في الرجوع الى الكتاب، او استثمار التكنولوجيا بشكلٍ أكثر فائدة لكي نخترع ونطوّر اشياءً مفيدة لبلدنا وللأنسانية.

وفي هذا السياق يقول صالح حسين  استاذ تاريخ متقاعد: "ربما انشغال الشباب بهذه الالعاب الالكترونية وتركهم ارتياد المواقع العلمية والادبية الموجودة على اجهزة التلفون ذاتها، يعود الى طبيعة البيئة التي مُلئت بالحروب والقتال، وايضاً لحالة الانبهار عند الشباب بهذه التكنولوجيا المعقدة".

ومهما يكن من شيء، فمتابعة فيلم سينمائي هادف، او مشاهدة فيديو علمي، او قراءة كتاب ما، كل هذه الاشياء باتت متوفرة بكثرة لكنها مهجورة، وفي النهاية البوب جي ليست سيئة ولا الخلاص في الكتاب، ولكن بالامكان لأي شخص منا عمل التوازن في الحياة من خلال امكانية لعب البوب جي تارة.. وقراءة الكتاب تارة أخرى.. وبالتالي البوب جي والكتب نقيضان قد يجتمعان. انتهى

محمد المرسومي

اخبار ذات الصلة