{بغداد:الفرات نيوز} اكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم ان " حل الازمة الراهنة يكمن في التزام كل طرف سياسي بحقوقه وواجباته . وقال السيد عمار الحكيم في كلمة له باحتفالية المبعث النبوي التي اقامها في مكتبه اليوم ان " الازمة السياسية وتجميع الاطراف السياسية نقاط على بعضهم الاخر ما تزال مستمرة ومنذ فترة ليست بالقليلة ". وأضاف ان انتهاج اسلوب تجميع النقاط من قبل الاطراف السياسية سيعود بها الى ضرورة مشاورة الشريك في ادارة الدولة "، مشيرا ان على الجميع معرفة انه لا يمكن لأي احد ادارة البلد بمفرده فالعراق ملك الجميع ". وأوضح ان " الجهود يجب ان تركز على الاصلاح في بنية الدولة والذي منه انطلقت الازمة الراهنة ". وأكد انه "لا يمكن الانطلاق بمشروع الاصلاح دون تحديد الواجبات والحقوق لكل الاطراف السياسية ، وكذلك الحكومات المحلية والحكومة الاتحادية واقليم كردستان عليها ان تدرس مهامها ومسؤلياتها بشكل جيد بحيث اذا حصل تجاوز في الصلاحيات وجب التراجع "، مبينا "وجود تجاوزات من قبل الجميع على الصلاحيات الممنوحة لهم ". واشار الى ان "الواجبات والحقوق منظومة لا يمكن فصلها إذ لا يمكن الطلب من الاخرين الالتزام بواجباتهم وهناك عدم التزام من قبل الطرف المطالب وبالعكس ". وبين ان " تحقيق المشروع الاصلاحي سيعطي الجميع حقوقهم ويحدد واجباتهم كما ان تفعيل هذا المشروع يتطلب موقفا مسؤولا من الجميع من خلال الالتزام بالحقوق والواجبات ". وتطرق السيد عمار الحكيم الى الاتصالات التي يقوم بها باقول ان " مجمل الاتصالات تتركز في العثور على مساحة مشتركة من اللقاء بين الاطراف السياسية والعمل على توسيع هذه المساحة ". وبين ان " الالتزام بالدستور وتقديم التنازلات المتبادلة هي المدخل الذي يمكن ان تلتقي عليه الاطراف السياسية ". ولفت الى ان " الاستقرار السياسي يتطلب تماسك الكتل النيابية كالقائمة العراقية والتحالف الكردستاني والتحالف الوطني الذي تقع عليه مسؤولية كبيرة في الحفاظ على تماسكه الذي ينعكس على تماسك العملية السياسية ". وتطرق السيد عمار الحكيم ايضا الى عمل البرلمان قائلا " بعد انتهاء العطلة التشريعية للبرلمان توجد قائمة طويلة من القوانين والتشريعات التي بحاجة الى اقرار كما توجد واجبات رقابية لا سيما وان وظيفة مجلس النواب هي رقابية وتشريعية ". وتابع " نشد على يد اعضاء مجلس النواب ونتطلع والشعب العراقي الى موقف مسؤول من قبل اعضاء البرلمان خلال الفصل التشريعي المقبل ". وبشأن المبعث النبوي قال رئيس المجلس الاعلى ان " هذه المناسبة ذات مداليل واسعة نستلهم من خلالها الدروس والعبر الكثيرة فهي توضح لنا انطلاقة الرسالة الاسلامية في وسط مجتمع تسوده الجاهلية والتخلف والانحراف ليقوم الرسول محمد {ص} بانتشاله من هذا الواقع المأساوي والارتقاء به في ان يكون افضل الامم ". وأضاف ان " المبعث النبوي يمثل انطلاقة المشروع والاسراء يمثل مساحة المشروع والمعراج هو البوصلة لله سبحانه وتعالى "، مؤكدا ان " هذه المفردات تتكامل فيما بينها لتكون عناصر نجاح المشروع الاصلاحي ". وتابع ان " المبعث النبوي يمثل الاعداد لتحمل المسؤولية في هداية الناس وكذلك يمثل ان المسؤولية تكليف وليس تشريف فالرسول الاعظم عندما بعث ، اصابته الحمى واخذته الرجفة لحجم المسؤولية ". وذكر السيد عمار الحكيم ان " من بين الدروس المستلهمة من هذه المناسبة ان انطلاق اي مشروع يكون عبر العوام وليس عبر المجتمعات التي تتراكم فيها الافكار والمعلومات كونها ستحتاج الى وقت طويل لاقناع تلك المجتمعات " وبين " كما انها تؤكد مدى اهمية التدرج في تغيير المجتمع فالرسول {ص} بقي 13 سنة يدق الابواب لنشر دعوته فتتم مواجهته بالتصفيق ويضطر الى الدعوة السرية ويعاني الجوع والحرمان ثم هاجر الى يثرب واسماها المدينة وخاض حروب وصراعات لمدة عشر اعوام لينتصر في نهاية المطاف بعد 23 عاما تحمل خلالها كثير من المنغصات ". وتابع ان " ذكرى المبعث النبوي تؤكد لنا شمولية الدين الاسلامي وعدم تجاهل احتياجات الانسان في هذه الدنيا واقتصاره على السعي للاخرة وكذلك تؤكد لنا ان المعايير الاساسية في تقييم الناس هي العلم والتقوى والايمان والجهاد ". واوضح لنا ان " ذكرى المبعث النبوي نستلهم منها الخاتمية لاي مشروع وحين تحقق المشروع الاصلاحي تدعونا للتفكير بمن يخلف صاحب المشروع لاكمال المسيرة "، لافتا الى موقف شهيد المحراب عند دخوله العراق بعد 23 عاما من الغربة حيث قال اشعر بان نفسي نعيت لي لتحقيق المشروع الذي كان يصبو اليه ". وأكد السيد الحكيم ان " الشعب العراقي يدرك هذه الدروس وهذا ما لاحظناه في زيارة الامام موسى بن جعفر عليه السلام حيث توجه ستة ملايين شخص نحو الامام الكاظم متحدين الارهاب ". وتابع ان " هذا النزول للشارع ومواساة اهل البيت عليهم السلام يستنزل الرحمة الالهية ويدفع الاخطار لذا يجب المحافظة على هذه الشعائر والاعتزاز بها لانها هي التي تمنح العزة ". وختم السيد عمار الحكيم بتقديم التعازي بوفاة الشيخ العلامة باقر شريف القرشي مبينا انه "من البقية المتبقية من طبقته اذ انه ترك مؤلفات كثيرة وان العراق والامة العربية والاسلامية خسروا خسارة كبيرة بفقدانه ".انتهى
- الوقت : 2012/06/21 01:59:38
- قراءة : ٦٬٣٤٧ الاوقات