{البصرة:الفرات نيوز} تقرير محمد الجابري: تتميز محافظة البصرة عن باقي المحافظات وخاصة يوم الجمعة بوجود الأسماك على مائدة الطعام وخاصة النوع الذي يعرف بـ{الصبور} الذي يعتبر مصدرا غذائيا مهما لدى اهل البصرة حيث تفوح رائحة شوي الصبور في عموم محافظة البصرة فنرى الأهل يجتمعون في هذا اليوم مستمتعين بهذه الاكلة الشعبية. واستطلعت وكالة {الفرات نيوز} اراء المواطنين عن اسباب شهرة هذه الاكلة التي يعتبرها البعض الاكلة المفضلة عند العائلة البصرية. وذكر صالح حميد صالح وهو مواطن من اهالي مدينة ابي الخصيب والذي وجدناه يشتري اسماك الصبور لوكالة {الفرات نيوز} ان "عائلتنا تجتمع بالبيت الكبير ونجلس في بستان المنزل ونستمتع بهذه الاكلة كل اسبوع وخاصة يوم الجمعة وورثنا هذه العادة من آبائنا وأجدادنا ولم نتخلَ عنها لانها عادة من عاداتنا وتقاليدنا وهذه الوجبة هي المفضلة والشعبية عندنا". فيما تحدث مشتاق وهو مواطن من سكنة شط العرب لوكالة {الفرات نيوز} ان "سمك الصبور كان يعرف بسمك {الفقير} لرخص سعره، كان سعره من قبل لا يتعدى ربع دينار لانه كان متوفرا بكثرة في محافظة البصرة". وعن طرق شواء سمك الصبور، اشار الى ان "طريقة شواء سمك {الصبور} في محافظة البصرة تختلف عن باقي المحافظات، وفي بعض الاحيان هناك مواطنون في بعض المحافظات لا يعرفون كيف يقومون بشوي سمك الصبور بالطريقة الصحيحة". وبين ان "سمك الصبور موجود في اسواق البصرة بكثرة وتلجأ العوائل او اصحاب المحلات الى تجفيفه من خلال نشره في اماكن اكثر عرضة الى اشعة الشمس ويوضع داخل علب تسمى بـ{المسموطة} ويعمل منه اكلة احيانا تسمى بـ{التثخانة} المشبع { بالارز} وسمك الصبور والكزبر والمشمش وانواع اخرى من البهارات التي يفضلها الاهالي هناك". ويقول الفلاح علي حسين والبالغ من العمر {54} سنة وهو من سكنة قضاء خور الزبير "كانت سنوات السبعينات والثمانينات وخاصة في قضاء الفاو حينما ترتفع درجات الحرارة والمعروفة {بالشرجي} في هذه الفترة بالتحديد كان البحر جبروت وسلطان التحدي بامواجه الهائجة ورياحه العاصفة وتتكاثر في هذه الاجواء اسماك الصبور التي تصعد الى سطح البحر بحيث يسمى هذا الموسم بموسم الصيادين الذين يرجعون محملين باسماك الصبور، بالإضافة الى الاسماك الاخرى". ام علي والبالغة من العمر {40} عاما وهي من سكنة قضاء الفاو تقول "اذا اردنا ان نعرف ما هو السر وراء شهرة وجمال طعم هذه السمكة وما وراء سر هذه الرائحة الشهية، فنجد السر يكمن في حشوة الصبور وان حشوة سمك {الصبور} منتظمة ومتعارف عليها عند المواطن البصري ومتفقين عليها والتي تتكون من تمر الهند والثوم والكرفس واضافات اخرى من البهارات التي تعطي لها مذاق رائع يفوق الخيال". فيما ترى المواطنة هناء صبري من منطقة التحسينية الجديدة ان "طريقة شوي الصبور تختلف منذ بداية نشأتها حيث كانت سابقا تشوى بواسطة ما يعرف { بالكصمول} وهو طرف من النخيل وتطورت مع مرور الزمن بالشواء الحديدي على خلاف اصحاب الافران والمطاعم حيث يوضع السمك داخل صحن موضوع بمادة السيلفون المعدني وتدخل داخل الفرن الى ان تنضج". ويوضح ابو فرات من سكنة منطقة العشار "ستبقى طريقة شوي اسماك الصبور فنا لايجاريه اي طباخ في اي محافظة اخرى واذا سمعتم بان اكلة الصبور مشابهة او افضل من طريقة اعدادها في البصرة فاعلموا ان هذا الطباخ بصراوي ولعل الزمن يخبئ لنا اشياء اخرى لانعلمها وليست في التصور ولا في الحسبان عن اختفاء هذه الاسماك بسبب تخوف اهالي المنطقة من انخفاض نسبة مياه شط العرب وعدم التزام بعض الصيادين بعدم صيد الاسماك خلال موسم التكاثر بالاضافة الى ملوثات البيئة التي تلعب دورا رئيسيا في قتل الاسماك". انتهى42