لكن هناك جماهير أخرى تنجذب الى آخر التطورات في عالم الروحانيات والغيبيات والسحر قد يكون من دافع الفضول وأخرى للاعتقاد السائد بهذه العوالم وتأثيرها على الفرد والمجتمع، هذا الفضول دفع العراقيين الى التأثر بحل لغز قراءة الطالع الجديد خيرة {التاروت والواح موسى}.
اذ انتشرت في الآونة الأخيرة قراءة طالع جديدة يدعى بـ{التاروت والواح موسى} كلا الطريقتين يستخدم فيها أوراق كبيرة تشبه اوراق {البوكر}، وتحمل رسوماً مختلفة ولكل رمز يشير الى تعبير ما منها القوة والفرح والوقوع في المكائد والحصول على الأموال او خسارتها وحتى تتبئ بموعد التعيين! وغيرها من التفسيرات بحسب من يدعون معرفتها.
هذه الخيرة الحديثة جذبت مسامع و أعين العراقيين من كلا الجنسين ولعل الرجال أكثرهم متابعة حالياً لهذا الطالع نسبة للتعليقات والايكات التي تدون من خلال البث المباشر لقارئ الطالع، ومنهم خبير الفلك والتاروت علي محمد بحسب ادعائه بمعرفة الطالع واستخدام خيرة {الواح موسى} وهو يقول: "انها فكرة جديدة مقاربة لخيرة التاروت تتضمن قراءات الطالع عن طريق الكتب العبرية لذا نسبت هذه التسمية الى الواح موسى {عليه السلام}".
قارئ الطالع محمد أوضح فكرة الالواح عبر مقطع فيديو بث على اليوتيوب وحاز على أكثر من 51 الف مشاهدة، ان" هذه الالواح تتضمن 6 أوراق او الواح تقسم على 12 شهراً لجميع المواليد حيث تبدأ بأولى الاوراق تحت مسمى {أصحاب السدس} والتي تشمل مواليد شهر نيسان وتشرين الاول والثانية {أصحاب مريم} العذراء لمواليد آيار وآب اما الورقة الثالثة فتدعى {أصحاب القرون} لمواليد كانون الثاني وكانون الأول يليها ورقة {أصحاب الحوت} لمواليد آذار وأيلول ثم ورقة {أصحاب السلام} لمواليد شباط وتموز، واخيراً {أصحاب موسى} لمواليد حزيران وتشرين الثاني".
لا تختلف قراءة الطالع بالتاروت عن ألواح موسى فكلاهما هدفهما واحد يشبه اهداف السحرة والمشعوذين الا وهو السيطرة على عقول الاخرين لسرقة اموالهم، وعند الاتصال شخصياً على أحد ارقام الهواتف المعلقة في صفحة {احمد تارتيون والفلك} وطلب الاستخارة بهدف معرفة المبالغ التي حددها قارئ الطالع والمكنى بـ{أحمد داده} كانت الجواب كالاتي {السؤال عبر صفحة الفيسبوك بكارت من فئة {5} دولارات لخط اتصال آسياسيل او عراقنا لا فرق، والسؤالان بكارت فئة {10} دولارات، اما الأسئلة المفتوحة فهي بكارت فئة الـ{25} دولاراً وفي حال طلب الاستخارة المباشرة عبر الكاميرا فانه بـ{50} دولارا، اما في حال الرغبة بفك السحر والتابعة وتسهيل الرزق وطلب التعيين فإنها تدفع عبر تحويل الكتروني او عن اشخاص يقومون بعملية الاستلام والتسليم بعد تحديد الوجهة".
ويعمد أصحاب هذه الصفحات في مواقع التواصل بجذب المشاهدين عبر عرض خواتم واحجار روحانية يدعون انها {للجاهة والرفعة والرزق} وارسالها لكل من يحاول نشر بثهم المباشر عبر الكروبات او الصفحات وتحديداً في {الفيسبوك} على ان لا تقل عن 100 مجموعة {كروب}.
واعتبرت رحاب ماجد من سكنة بغداد احدى المتابعات المنتظمة على سماع الطالع يومياً عبر هذه المواقع بانها تنطبق جزئياً مع ما يجري في حياتها وتقول" اتابع وزوجي هذه المواقع بشغف وكأنها تحاكي ما يجري لنا يومياً ونؤمن بها بشكل كبير ولا نتخذ أي خطوة في عمل ما الا بعد سماع الطالع".
في حين عزت مزدة الزهاوي في اعلام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية أسباب التوجه الى هذه المواقع الى قلة الايمان بالله وضعف في الوعي الثقافي، وقالت {للفرات نيوز}" انها قلة ايمان من بعض النساء والرجال والطرف الثاني {المشعوذون} يعرفون نقاط الضعف ويستغلونها بالإضافة الى نقص الوعي الثقافي للجوء الى هذه الشخصيات لمعرفة المستقبل، وللأسف اصبحت حالياً مهنة تتزاولها النساء والرجال وفي البيت عن طريق الموبايل وتحويل أرصدة وعن طريق الفيسبوك واغلب لايفات البحث بمواقع التواصل الاجتماعي الآن عن الخيرة بكل الانواع والطرق".
فيما وصفت الناشطة ندى طالب التوجه للبحث عن طرق جديدة لقراءة الطالع بـ"الخاطئ وسببه الفراغ"، وقالت انه" من المفترض استثمار أوقات الحظر المنزلي بأشياء مفيدة وكثيرة؛ لكن هناك أناس ليس لديهم أي اهتمامات مجدية وهم اكثر من يلجأ الى مثل هذه الأمور بدلاً من التوجه الى قراءة القران والكتب السماوية كل بحسب ديانته فهي الغذاء الروحي للإنسان وفيها جميع الحلول لكل المشاكل المستعصية التي تواجهنا في الحياة".
بهذا الامر توجهنا الى قانون العقوبات العراقي للبحث عن مادة تنص على إنزال القصاص بالحالات لكننا فوجئنا بان قانون العقوبات يعد هذه الجرائم {وهمية} بالتالي لا يمكن محاسبة من يرتكب هذه الأفعال {السحر والشعوذة} مجرم! كما اوضحت المتحدث الرسمي باسم نقابة المحامين العراقيين علياء عبود الحسني {للفرات نيوز}، ان" قانون العقوبات العراقي لسنة 1969 المعدل لم يدرج مفردة سحر وشعوذة كما يعتبرها جريمة وهمية؛ لذا لا يوجد نص في قانون العقوبات يعاقب من ارتكب مثل هذه الجرائم".
لكن الحسني كشفت عن طريقة أخرى لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم بالقول، " بالإمكان إقامة شكوى في محاكم التحقيق وفق المادة 456 {نصب واحتيال} على الساحر بوجود اثباتات كتسجيلات صوتية او مستند خطي او رسائل بالإضافة الى الشهود" لافتة الى ان" اغلب النساء والرجال ممن يتوجهون الى هذه الصفحات لا يستطيعون تقديم شكوى خاصة النساء منهم بسبب الواقع الاجتماعي الذي يعتبر هذه فضحية للفتاة والعشيرة".
هذا ما أكده ايضاً المحامي ياسر المعموري من محافظة بابل، ان" هذه الجرائم ممكن ان تحاسب وفق المادة 456 {نصب واحتيال} مع الأدلة الثبوتية للجريمة وشاهدين، اما إيقاف هذه المواقع ومصادرة الأموال تبقى وفق قناعات قاضي التحقيق".
عالية الحسني نوهت ايضاً الى" إمكانية تقديم شكاوى على هذه الصفحات لمحاكم التحقيق لوجود شبه إساءة وإشاعة نوع من الدجل مقابل مادي ومن الممكن اغلاقها بسهولة كون اغلب هذه الصفحات هم من المبتزين للنساء".
وكوجهة نظر اجتماعية وأسباب اتجاه العراقيين الى الغيبيات قالت الاعلامية والناشطة الاجتماعية، رغد دحام، انه" بسبب الخوف من المستقبل بعد فرض الحظر وتوقف الحياة بشكل شبه تام وترسبات الدراسات الغيبية خاصة لدى العراقيين لشغفهم بهذه الأشياء"، عادة إياها" نزعة نفسية بسبب الخوف من المستقبل وارتباطها الاجتماعي بالآخرين وظهور فيروس كورونا واحدة منها؛ لذا اصبح الاهتمام كبير بهذه المواقع في هذه الفترة بالتحديد كونها بحسب رؤية المتابع انها تعطي فسحة من الامل ونوع من التشويق وخاصة في علم الطاقة والألوان".انتهى
وفاء الفتلاوي