• Friday 22 November 2024
  • 2024/11/22 05:10:37
{بغداد: الفرات نيوز} يعتبر الخبز والأرز {التمن باللهجة العامية} من المواد الأساسية ولا غنى عنهما في وجبات العراقيين بمختلف الأزمنة والأزمات التي عاشوها طيلة العقود الماضية والوقت الحاضر في جائحة كورونا.

و{الطحين والأرز) من بين أكثر المواد الغذائية التي تحرص العائلة العراقية على تخزينهما في هذا الظرف.
ولحسن الحظ حتى الآن، فإن غالبية المواد الغذائية وضمنها الطحين والأرز متوفرة في الأسواق، فضلا عن أن معظم العوائل تحصل من الحكومة، وإن بطريقة متذبذبة، على حصتها الغذائية شبه المجانية التي توفر 3 أو 4 مواد أساسية هي {الأرز، الطحين، الزيت، السكر}.
ويتداول عراقيون نكتة مفادها أن على الرجال أن يحرصوا تماما هذه الأيام على علاقاتهم بزوجاتهم لأنهم قد يواجهون لاحقاً معضلة "الحاجة إلى مصوغاتها الذهبية... فأزمة كورونا قد تطول".
وإذا كانت النكت تثير الضحك والانشراح، فإنها وفي أحيان كثيرة تضمر نوعاً من القلق والمخاوف العميقة على المستويين الشخصي والعام.
ولعل النكتة الآنفة تكشف بطريقة ما عن مشاعر القلق التي تراود العراقيين من احتمال أن يمتد الحظر الصحي الذي تفرضه السلطات لمواجهة مخاطر فيروس كورونا لفترة طويلة، وستمتد بدروها فترة بقائهم في المنازل من دون العمل.
إذا كانت المخاوف تتفاوت بين شخص وآخر تبعا للمستوى المعيشي، فإن المواد الغذائية الأساسية التي يحرص غالبية العراقيين على تخزينها هي الأخرى متفاوتة في هذا الاتجاه لكن يبقى الطحين والأرز في الأولوية لهم.
هي مشكلات كبيرة يواجهها فقراء العراق في ظل تفتشي كورونا واحتمالية تمديد حظر التجول لما بعد نيسان/أبريل الجاري، في ظل مؤشرات على أن الحظر بدأ يشهد خرقا كبيرا من هذه الشريحة من أجل قوت يومها، مما قد يتسبب بزيادة معدل الإصابات بالفيروس.
ويقول حسن (55 عاما) ويعيل أسرة مؤلفة من 5 أشخاص: "لم أفكر سوى بالطحين والأرز (التمّن باللهجة العراقية) لخزنهما استعدادا لحظر كورونا الذي ربما يطول كثيراً، وما عدا ذلك من مواد هي بالنسبة لي من الكماليات".
أما أستاذة علوم الحاسبات سلامة عتاب، فتقول: "الخبز وحده أساس لأي وجبة، ممكن أن يكون وجبة الإفطار مع الشاي فقط، ومع الخضراوات في وجبة الغداء أيضا. الخبز وقود حياة العوائل الفقيرة".
ويحتفظ جل العراقيين ببعض العادات التي تربطهم بثقافات مطبخية قديمة، فهم يجدون في مذاق خبز التنور طعما ونكهة مميزين ورائحة فريدة.
ويصنع العراقيون أشهى أنواع الخبز، ولا يكاد منزل عراقي يخلو منه، كما يعد الأرز من الاكلات الاساسية لديهم فلا يكاد يمر يوم واحد دون ان تطبخ ست البيت (التمن) بالطريقة العراقية الشهيرة أو بتضمينه في أشهر الأكلات العراقية كـ {الدولمة} وكبة الأرز وغيرها من مشتقاته وحتى الطبق الحلو {حلاوة تمن وزردة}.
ويعتبر العنصران الشغل الشاغل والهاجس الأكبر لدى المواطنين في أمنهم الغذائي ومدى استطاعة الحكومة على توفيرهما محلياً او مستوردا.
ولا يرى وكيل وزارة التجارة مهدي سهر أن الأمن الغذائي للبلاد مهدد، لوجود ما يقارب 25 محصولا زراعيا لا يستوردها العراق. 
وقال سهر إن أهم محصول لدى العراق هو القمح وتمتلك البلاد منه ما يسد الحاجة، نافيا أن يكون الأمن الغذائي العراقي مهددا" مشيراً إلى أن قطاع الزراعة شهد تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة".
وتعلن وزارة الزراعة بين فترة وأخرى عن اكتفاء ذاتي من المحاصيل الزراعية ولكن الاكتفاء يكون لفترة زمنية محددة وليس طوال السنة، وبعد فترة تمنح التراخيص لاستيراد المحاصيل الأساسية التي تحتاجها المائدة العراقية، كما أن مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بدأت تتقلص نتيجة تحويل البساتين إلى بيوت سكنية، بالإضافة إلى شح المياه وضعف إصلاح الأراضي الزراعية. 
وزارة التجارة -التي توزع الطحين والأرز على العراقيين- خالفت وزارة الزراعة المسؤولة عن إنتاج الحنطة، وقالت إنها أسدت النصح لمجلس الوزراء بالحاجة لاستيراد مليون طن من القمح و250 ألف طن من الأرز من أجل برنامجها لدعم الغذاء ولتعزيز المخزونات الإستراتيجية في الأشهر المقبلة. 
فيما قال الاقتصادي أحمد الهذال أن الأمن الغذائي للعراق أصبح مهددا، لأنه يواجه أزمتين مركبتين، الأولى انهيار أسعار النفط (الذي يعتبر المصدر الرئيسي لدخل العراق) مما يعني أزمة مالية، والثانية فيروس كورونا الذي قطع أوصال العالم، فلا يستطيع العراق اليوم استيراد ما يحتاجه خوفا من تفشي هذا الفيروس.
 ونصح الهذال الحكومة بالتوجه لدعم وتفعيل الصناعة والزراعة المحلية وعدم الوقوف متفرجة تجاه ما يهدد الأمن الغذائي للشعب. انتهى
عمار المسعودي

 

اخبار ذات الصلة