وفي زمن الأوبئة والجائحات تستمر حملات التكافل التي وحدت كلمة العراقيين لتخفيف الآثار الاقتصادية عن العائلات المتضررة جراء فرض حظر التجوال ودعم القطاع الصحي في عموم البلاد كما وحدتها من خلال فتوى المرجعية الدينية العليا للقضاء على داعش الإرهابي.
وأطلق المرجع الديني الأعلى اية الله العظمى الامام علي السيستاني (فتوى التكافل الاجتماعي) ما أثر كبيراً في تحفيز المؤسسات الدينية والسياسية والاجتماعية وحتى الرياضية لتقديم مساعدات للمتضررين.
حيث أعلن رئيس تيار الحكمة الوطني، السيد عمار الحكيم، تعليق كافة الأنشطة السياسية للتيار وتوجيه كل جهوده وقياداته للمشاركة في الحملة الشعبية لمقاومة جائحة كورونا ووضع جميع القاعات والمقار في خدمة وزارة الصحة لحجر المصابين في كورونا، بالإضافة الى توزيع الاف السلات الغذائية للعوائل المتعففة.
وبدأت العتبات الدينية في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة، حملات واسعة لتقديم سلات غذائية للعائلات المتضررة، خاصة في ظل عدم وجود أفق متوقع لنهاية الأزمة.
ولا ننسى دور المواكب الحسينية التي قررت استمرار مسلسل الخدمة لإغاثة العوائل المتضررة، وقال النائب عن كتلة الحكمة، علي الحميداوي ان "ما تقوم به المواكب الحسينية ليس جديدا ولا مفاجأة بل كانت مواقفها المشرفة في دعم المقاتلين اثناء فتوى الجهاد الكفائي في تحقيق الانتصار على داعش".
كما ساهمت الأجهزة الأمنية بمختلف صنوفها وقوات الحشد الشعبي بتوزيع المؤون الغذائية على العوائل المتضررة واستخدام عجلاتها للحالات الانسانية.
وسيطرت أخبار فيروس كورونا على العالم خلال الفترة الماضية وتسبب المرض بإيقاف المنافسات الرياضية بمعظم دول العالم بمن فيها العراق التي سجلت حتى اللحظة 1202 إصابة و69 حالة وفاة بكوفيد-19..
وقام العديد من نجوم العراق بحملات لمواجهة المرض فيما قدم منهم تبرعات مالية وأخرى فندقية، منهم نجم منتخب العراق سابقاً عماد محمد فندقه في كربلاء للسلطة ليتم تحويله لمستشفى لعلاج المصابين فيما تبرع نجم منتخبنا السابق يونس محمود بمبلغ ١٠٠ مليون دينار لدعم جهود الصحة في مواجهة كورونا .
في زمن كورونا ظهر معدن تجار العراق الاصيل في السخاء والعطاء نداءً للإنسانية من خلال التبرع بأموال طائلة لمساندة الدوائر الصحية والأجهزة الأمنية بحسب محافظ بغداد عن" تبرع الكثير من المواطنين بينهم صاحب معرض للسيارات بتقديمه مبلغ 100 مليون دينار لدائرتي صحة الكرخ والرصافة لشراء المستلزمات الطبية والوقائية بالإضافة الى تبرع أحد المواطنين يومياً اكثر من 1000 حصة غذائية للكوادر الصحة والأجهزة الأمنية".
وكذلك احد تجار المواد الغذائية في بغداد، إيهاب الجميلي، يقول " جهزت سلات غذائية لمئات العائلات المتضررة من أزمة كورونا، وقمنا عبر فريق من المتطوعين بتوزيعها على المحتاجين.. الآلاف تضرروا، ومساعدتهم على تجاوز الأزمة باتت واجبا إنسانيا".
ولم يقف سخاء العراقيين الى هذا الحد بل دفع هذا الوضع الإنساني الخطير، الأطباء في عموم العراق إلى تبني مبادرات لمساعدة العائلات المتضررة بتخفيض أجور الفحص وإعفاء غير القادرين على دفع المبلغ المخفض، استجابة للنداء الإنساني الذي يفرض على العراقيين التكاتف كعائلة واحدة لمواجهة الخطر، بالإضافة الى تخصيص ارقام للكشف عن المرضى مجاناً.
أصحاب المولدات الاهلية كان لهم دوراً كبيراً في تلبية نداء التكافل الاجتماعي اذ علق البعض منهم لافتات كتب عليها (ارحموا من في الأرض يرحمكم ما في السماء) ومنهم محمد احمد صاحب مولدة اهلية في بغداد الذي قال" خفضت سعر الامبير الى الربع دعماً للتكافل الاجتماعي رغم ان مجلس المحافظة حدد سعره 5 الاف دينار الا انني خفضته الى 3 الاف دينار ابتداءاً من نيسان وطلبت من العائلات التي لا تملك الأموال عدم دفع أي مبلغ حتى زوال الأزمة".
وقررت اللجنة العليا للصحة والسلامة لمكافحة كورونا، الثلاثاء، تمديد حظر التجوال لغاية 18 من شهر نيسان الجاري بعد ان كان مقرر لغاية 11 من الشهر نفسه، كما قررت تقديم الدعم المالي للعوائل المتضررة من حظر التجوال، وتسهيل عودة العراقيين العالقين وتوفير أماكن للحجر الصحي.
وتجاوزت إصابات فيروس كورونا في العالم، ليل الخميس، المليون و500 ألف إصابة، فيما بلغت الوفيات أكثر من 90 ألفاً جلهم في أوروبا".انتهى
وفاء الفتلاوي