• Friday 20 September 2024
  • 2024/09/20 00:43:25
{بغداد: الفرات نيوز} الإحساس الذي مررنا به جميعًا من قبل في رمضان مرة واحدة على الأقل، هذا الشعور الكبير بالكسل والرغبة في الاستلقاء أمام التلفاز دون فعل شيء، وهي حالة تأتي بشكل خاص بعد تناول إفطار دسم، وتترافق خاصة مع نهاية يوم صيام مرهق، فما هي اسباب الخمول والكسل بعد الإفطار، وكيفية التخلص منه.
الحالة التي نتحدث عنها هي ظهور الأعراض التالية على الأشخاص بعد تناول الإفطار الرمضاني: {هبوط عام في الجسم، كسل وعدم رغبة في العمل، الشعور بالنعاس، الإحساس بضعف عام في العضلات، شعور سريع بالتعب مع اقل مجهود}".
وهناك بعض الحالات تظهر لديها أعراض أقوى تشمل، تعرق زائد، ورعشة في الجسم، وعصبية زائدة، وعودة الشعور بالجوع بشكل سريع،.
لذا إن كنت تلاحظ ظهور بعض هذه الأعراض لديك في رمضان بعد إفطارك، فأنت ممن ينطبق عليهم مواصفات حالة خمول ما بعد الإفطار.
والسبب في شعورنا بالخمول والنعاس في مرحلة ما بعد الإفطار، هو عدم قدرة أجهزة الجسم على التعامل بالكفاءة التامة مع وجبة الإفطار، لكن ما هي الطريقة المفترض أن يتعامل بها الجسم مع وجبة الإفطار من الأساس؟.
الإجابة على هذا السؤال تتمثل في فهم المحاور الأساسية لخطة عمل الجسم بعد الإفطار وتشمل: استقبال الطعام في المعدة، وإرسال المعدة إشارات للجهاز العصبي، تطلب زيادة الإمداد الدموي لها لتقوم بوظائفها، والجهاز العصبي يرسل إشارات استجابة للجهاز الهضمي، تؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية الخاصة بالجهاز الهضمي، وبالتالي زيادة إمداده الدموي.
كما تُرسل إشارات للقلب، ليزيد من معدل نبضاته، ليعوض انخفاض الإمداد الدموي لباقي أعضاء الجسم، تذهب إشارات عصبية للأوعية الدموية في مختلف أعضاء الجسم لتنقبض، لتعوض انخفاض كمية الدم التي انتقلت للجهاز الهضمي مؤقتًا.
ويبدأ الجهاز الهضمي في تكسير الغذاء وامتصاص الجلوكوز، واستجابة لتغير نسب الجلوكوز في الدم، تتغير نسب الهرمونات المنظمة له مثل الإنسولين والجلوكاجون.
هذه هي الخطوات المبسطة لما يحدث في أجسامنا بعد تناول وجبة الإفطار في رمضان، وعلى هذا الأساس يمكن استنتاج حقيقتين:
الحقيقة الأولى: أن نسبة من شعورنا بالحاجة للراحة بعد تناول الإفطار، تعتبر طبيعية، بسبب انخفاض الإمداد الدموي لعضلاتنا وأعضائنا الحيوية المختلفة.
الحقيقة الثانية: إن الشعور بخمول وكسل شديد بعد الإفطار، قد يرجع لخلل في أي من الخطوات السابق ذكرها.
وتعتبر وجبة الإفطار الثقيلة والدسمة هي السبب الأكثر شيوعًا، من اسباب الخمول بعد الإفطار، ويرجع ذلك إلى أن هذه الوجبة الكبيرة، تؤدي إلى امتلاء المعدة بطريقة سريعة تنعكس على صعوبة التنفس بسهولة.
والخلل في هذه الحالة يكون في الخطوة الأولى ضمن الخطوات الطبيعية؛ حيث تفاجئ المعدة بدخول كميات غير متوقعة من الطعام، مما يجعلها تحتاج وقت أطول في معالجة وهضم الطعام.
وهناك حالة تسمى امتلاء ما بعد الوجبات، أيضا من اسباب الخمول ، وتتسم بوجود خلل في تنظيم الجهاز الهضمي، لمرور الطعام بداخله، مما يؤدي لشعور مزعج بـعسر الهضم مصحوب بخمول وكسل.
وهناك نوع من انخفاض الضغط يسمى {انخفاض الضغط مابعد الوجبات}، وفي هذه الحالة يكون سبب الشعور بالخمول بعد الإفطار، هو عدم قدرة القلب والأوعية الدموية على ضخ الدم، لأجهزة الجسم المختلفة، بما يكفي لتعويض ذهاب الدم للجهاز الهضمي، مما يترتب عليه انخفاض ضغط الدم والشعور بالهبوط.
وفي هذه الحالة يكون الخلل في الخطوة الرابعة والخامسة من الخطوات الطبيعية لتعامل الجسم مع وجبة الإفطار.
هناك نوع من انخفاض السكر يسمى {انخفاض سكر ما بعد الوجبات}، وفي هذه الحالة يكون الشعور بالخمول، ناتج عن انخفاض نسب الجلوكوز في الدم بشكل كبير، مما يؤدي إلى عدم إيجاد الخلايا لطاقة كافية للعمل بكفاءة، ويعتقد أن هذه المشكلة ناتجة عن خلل في التوازن الهرموني المنظم لمستويات الجلوكوز في الدم بين هرموني الإنسولين والجلوكاجون.
تناول الأدوية في مواعيد غير مناسبة قد يؤدي إلى شعور بالهبوط، ويعتبر من اسباب الخمول ، وخاصة في حالات:
أدوية الضغط: إذ تتفاعل أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم مع انخفاض الضغط الطبيعي، خلال مرحلة الهضم، مما يؤدي إلى وصول الضغط لدرجة شديدة من الانخفاض تظهر فيها أعراض الهبوط العام.
أدوية السكر: قد يؤدي تناول بعض أدوية السكر على الإفطار، دون الحصول على تغذية ملائمة، إلى تطور أعراض انخفاض الجلوكوز في الدم لدرجة خطرة تبدأ أول مراحلها بالشعور بالهبوط والجوع الشديد.
على جانب آخر فإن بعض الأسباب غير المرضية للشعور بالتعب والهبوط بعد الإفطار، تتمثل في يوم مرهق من العمل أثناء الصيام؛ حيث يكون الجسم بحاجة للراحة بشكل طبيعي.
قد يؤدي تجاهل السوائل والمشروبات الصحية في الإفطار إلى عدم حصول الجسم على كفايته من السوائل التي تعوض حالة الجفاف، التي تحدث أثناء الصيام، خاصة في فصل الصيف، وهذا ينعكس على إحساس الجسم بالإرهاق، والهبوط، وانخفاض مستويات النشاط.
وقد يرتبط الشعور بالإرهاق العام إلى أسباب نفسية لدى الشخص، تؤدي إلى فقدانه الاهتمام في الأنشطة الاجتماعية المختلفة، مما ينعكس عليه في صورة انطواء مبالغ فيه، وعدم رغبة في ممارسة أنشطة، وهذه الحالة يجب أن تعطى عناية كافية للحكم على ما إذا كانت جوانبها النفسية مؤقتة وعابرة، أم أنها تعكس وجود اكتئاب أو توتر مرضي.
كما قد يرتبط الشعور بالهبوط بعد الإفطار إلى نمط التغذية الغير الصحي، الذي يجعل الجسم غير قادر على امتصاص كميات كافية من الجلوكوز، والعناصر الغذائية المتنوعة، مما ينعكس على انخفاض مستويات الطاقة في الجسم، وعدم قدرته على العمل بكفاءة ونشاط.
ويعتبر انخفاض مستويات السكر في الدم، وانخفاض الضغط من العلامات الجادة، التي تستدعي التأكد منهما عند معاناتك من أعراض الخمول فيما بعد الإفطار، وذلك من خلال: قياس سكر الدم العشوائي بعد الإفطار بثلاث ساعات {أي نسبة أقل من 70 تستدعي الانتباه} وقياس ضغط الدم بعد الإفطار بساعة، والتأكد أنه ضمن النطاق المعتاد للشخص حتى وإن كان منخفض نسبياً.
وتنقسم تعديلات نمط التغذية التي تساعد على التخلص من مشكلة الخمول بعد الإفطار إلى: تعديلات نمط الوجبات، وتعديلات مكونات الوجبات، و هو ما سنناقشه بالتفصيل في الفقرات التالية:
أولًا: تعديلات نمط الوجبات العامة بتجنب الوجبات الدسمة كبيرة الحجم على الإفطار ومضغ الطعام جيداً قبل بلعه وعدم الإفطار أثناء مشاهدة التلفاز وتقسيم الإفطار لوجبتين صغيرتين يفصل بينهم 3 ساعات وتناول كميات كافية من السوائل على مدار فترة ما بعد الإفطار والإكثار من الخضروات الورقية الغنية بالألياف الغذائية.
ثانيًا: تعديلات خاصة بمواعيد الأدوية بعدم تناول دواء السكر دون حصولك على إفطارك المعتاد، وراجع مع طبيبك مواعيد أدوية الضغط ومدى الحاجة لتعديلها، ولا تحاول تعويض موعد دواء فاتك في اليوم السابق بتناول الدواء في غير موعده بعد الإفطار مباشرة.
ثالثًا: تعديلات خاصة بضبط نسب السكر في الدم:
لا تسرف في تناول المشروبات السكرية على الإفطار ولا تسرف في تناول الأغذية المحتوية على سكريات سريعة التكسير واعتمد على الكربوهيدرات المركبة التي تضمن تحرر الجلوكوز منها بشكل متدرج على مدار ساعات مابعد الإفطار.
رابعًا: تعديلات نمط الحياة:
انتظم على ممارسة رياضة المشي بعد الإفطار بساعتين على الأقل ولا تستسلم للكسل واستغل الأجواء الاجتماعية لعمل زيارات رمضانية.
وجبة إفطار بعيدًا عن الخمول في رمضان:
بعد أن تحدثنا عن تعديلات نمط الوجبات في رمضان، ننتقل الآن للحديث عن تعديلات مكونات الإفطار، بما يساعدنا على التخلص من شعور الكسل والخمول: تقليل الدهون زيادة الخضروات الورقية المحتوية على ألياف غذائية و زيادة الخضروات الغنية بالسوائل مثل الخس والخيار، والاعتماد على النشويات مثل الأرز كمصدر للكربوهيدرات المركبة التي تمد الجسم بالطاقة، وتقليل المشروبات مرتفعة السكريات خاصة على المعدة الفارغة وتنويع مصادر البروتين بين اللحوم الغير دهنية والأسماك والبروتين النباتي، وعدم الإسراف في كميات الحلويات خلال فترة ما بعد الإفطار.
وتقليل المشروبات المنبهة المحتوية على كافيين وشرب كميات كافية من المياه أثناء الإفطار وشرب كميات كافية من السوائل بشكل عام على مدار فترة مابعد الإفطار.انتهى

اخبار ذات الصلة