• Sunday 24 November 2024
  • 2024/11/24 17:44:15
{بغداد:الفرات نيوز} تقرير..وفاء الفتلاوي: منظر يدمي القلب وحيرة ترسمها عيون آلاف العوائل النازحة من نساء ورجال وشيوخ واطفال يزحفون من مدن ارهقتها الدماء وتسلطت عليها غربان الزمان لتعيث فيها فسادا ودمارا وانهارا من الدماء.
فما ان وطأت اقدام عصابات داعش ارض نينوى وصلاح الدين وكركوك حتى وجهت نيران حقدها الطائفي ضد العوائل الامنة من المواطنين الشبك والتركمان واتباع اهل البيت فقامت وبهمجية وغل واضحين بالهجوم على مدن وقرى مسالمة وهجرت ساكنيها بالكامل بتعاون مع البعثيين وضباط نظام صدام حسين المقبور.
ورغم الاختلاف بين وزارة الهجرة والمهجرين وجمعية الهلال الاحمر العراقية حول اعداد المواطنين الفارين من مناطق الصراع وبربرية وبطش عصابات داعش الارهابية والذين انقطعت بهم السبل بعد ان فخخت منازلهم وانتهكت اعراضهم وقتل ابناؤهم واحرقت مزارعهم باحثنين عن مناطق اكثر أمنا في محافظات كردستان والوسط والجنوب العراقية، الا ان الجميع متفق على أن الاحوال النفسية والمعاشية لهذه العوائل النازحة سيئة جدا بعد افتراشهم الشوارع واحتضان انفسهم في العراء.
فقد كشف وكيل وزارة الهجرة والمهجرين سلام الخفاجي في تصريح لوكالة {الفرات نيوز} عن" وصول اعداد النازحين من المناطق الساخنة الى {70} الف عائلة نازحة"، مبينا ان" اعداد النازحين مازال في تزايد".
وبين ان" بعض مكاتبنا في المحافظات الشمالية قدمت لنا تقارير عن احصائيات النازحين من المناطق الساخنة ، ففي اربيل وصل عدد النازحين الى {6} آلاف عائلة فيما بلغ عدد النازحين في دهوك الى {5} آلاف عائلة اما مكتبنا في مدينة السليمانية لم يقدم لنا تقريره بعد".

واشار الى ان" هذه الاعداد ليست مستقرة كونها في ارتفاع مستمر حيث توزعت العوائل النازحة في المحافظات العراقية {دهوك واربيل والسليمانية وسهل نينوى وسنجار وخانقين} وفي كل محافظة يوجد فيها ما لايقل عن {9} مواقع للنازحين".
واشار الى" اننا اليوم مكلفون بتوزيع مبالغ منحة المليون دينار لكل عائلة نازحة من قبل اللجنة العليا عبر الخطة التي رسمت بتشكيل لجان في جميع المحافظات وحينها سنصل الى العدد المضبوط"، مؤكدا ان" وزارة الهجرة والمهجرين تستقبل العوائل النازحة من تلعفر يوميا من {بحركة} وتقدم لهم الطعام والشراب وفي مواقع غيرها "، مشيرا الى ان" اوضاع النازحين ليست جيدة ".
وكانت المرجعية الدينية العليا، في الـ{27} من حزيران الماضي، وعلى لسان ممثلها في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي دعت إلى" إغاثة النازحين من بعض المحافظات عبر توفير الغذاء والمأوى لهم ، كما دعت المنظمات المحلية والدولية إلى الإسراع بإغاثة العوائل النازحة التي يزداد عددها يوما بعد يوم".
من جانبها كشفت جمعية الهلال الاحمر العراقي على لسان الامين العام المساعد للجمعية محمد الخزاعي عن وصول اعداد النازحين الى اكثر من {91} الف عائلة منذ بدء الاحداث الى يومنا هذا.
وقال الخزاعي لوكالة {الفرات نيوز} ان" الهلال الاحمر العراقي منذ بداية الاحداث والى الان سجل منذ فترة {91} الف عائلة نازحة من {الموصل وكركوك وصلاح الدين} اغلبهم يقطنون في شمال العراق موزعين على اربيل في الاماكن العامة والفنادق، وفي دهوك في مخيم واحد، والاعداد التي تسكن هذا المخيم ليست ثابتة بل متحركة كونه مخيم مؤقت وتنتقل منها العوائل الى اماكن اخرى، وايضا هناك بحدود {3000}عائلة نازحة في السليمانية، اما في قضاء السنجار ففيها {8} آلاف عائلة نازحة اي مايقارب {40} الف نازح".
واضاف" كما ان هناك اكثر من {9}آلاف عائلة نازحة في محافظات الوسط والجنوب، ففي مدينة النجف الاشرف بلغ عدد العوائل النازحة في المحافظة الى {5} آلاف عائلة يسكنون في الحسينيات ودور العبادة والاماكن العامة"، مؤكدا ان" هناك جهوداً حثيثة من قبل النجف الاشرف لمساعدة العوائل مثلما في كربلاء وغيرها من المناطق الاخرى".

واوضح الخزاعي ان" الهلال الاحمر متواجد في جميع الاماكن التي يقطنها النازحون لمساعدة هذه العوائل حيث يقدم الهلال الاحمر يوميا اكثر من {50} الف وجبة غذاء للعوائل النازحة، اذ وصل عدد المساعدات التي قدمها الهلال الاحمر للنازحين مايقارب {170} الف نازح ومستمرون في تقديم المساعدة".
وتابع قائلا" كما استطعنا اجلاء عدد كبير من العوائل من سنجار الى اربيل، ومن اربيل على طريقين بري وجوي بالتنسيق مع وزارة النقل وقد استطعنا اجلاء {5} آلاف عائلة من ضمن العوائل المتوجدة الآن في الوسط والجنوب رغبة منهم في الانتقال الى تلك المحافظات".

واشار الخزاعي الى انه" في قضاء سنجار الوضع كان سيئاً للغاية ، الى ان وضعهم افضل بكثير من الايام السابقة، حيث كان لدينا اعداد كبيرة من النازحين يفترشون الشوارع الى انه والحمد لله وصلنا اليوم ان اغلب الاعداد تسكن في اماكن للسكن لكن البعض منه مكتظ بالنازحين".
واكد ان" جمعية الهلال الاحمر حاليا تقوم بإيصال مساعدات الى النازحين يوميا في سنجار حيث قمنا بإيصال مادة {الغاز والطحين} وقمنا كذلك باستئجار جميع الافران في القضاء لغرض تقديم الغذاء للنازحين، ونظرا لازدياد اعداد النازحين هناك احتياجات كثيرة لهم تطوع الكثيرون من ابناء الشعب العراقي لتقديم المساعدات للنازحين في مختلف المجالات الصحية والمعاشية وايصال مياه الشرب وحليب الاطفال للعوائل ".
ولفت الى ان" مايقدمه الهلال الاحمر العراقي للنازحين ليس كافيا فالهدف الاول في تدخلنا هو الحفاظ على ارواح تلك العوائل النازحة ومن ثم انعاشهم "، مبينا ان" الحكومة العراقية شكلت لجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك وعضوية الهلال الاحمر العراقي ووزارة الهجرة والمهجرين وغيرها من المؤسسات ذات الصلة بالموضوع فقد خصصت الحكومة العراقية مبلغ وقدره {500} مليار دينار كمساعدات للعوائل وهو تخصيص مليون دينار لكل عائلة، وقد اجرت هذه اللجنة جولات على الواقع وزارت مجموعة من الاماكن التي يتواجد فيها النازحون وعملت استبيانات".
وزاد " اما الهلال الاحمر العراقي فقد وصل دعما لها من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر وهو دعم مادي لمساعدة العوائل النازحة ومحاولة مساعدتهم على التكيف النفسي والاجتماعي".
وبين انه" من المؤمل ان تقوم جمعية الهلال الاحمر العراقي مأدبة افطار جماعي لاكثر من {700} عائلة نازحة في محافظة كربلاء حيث سيقدم وجبات الافطار للعوائل النازحة عدد من الوجوه الاعلامية المعروفة لدى الفضائيات العراقية بالاضافة الى الفنانين العراقيين والرياضيين، وستتم عملية معايشة من المقدمين لوجبات الافطار لتلك العوائل ليلة كاملة"، عادا اياها" بادرة اولى من قبل الهلال الاحمر للنازحين كدعم نفسي لهذه العوائل خاصة بعد ماشاهدته من عمليات قتل وضرب واعتداءات اخرى ظلت ساكنة في نفسها"، داعيا" جميع الاعلاميين والناشطين في مجال المجتمع المدني الى دعم العوائل النازحة نفسيا".

وكان رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم قد ثمن في الـ 13 من الشهر الجاري وخلال الاحتفال بمناسبة ولادة الامام الحسن المجتبى {عليه السلام} العطاء والروحية التي تميز بها ابناء الشعب العراقي في العديد من المحافظات العراقية حينما فتحوا بيوتهم بوجه النازحين من المناطق الساخنة وافاضوا عليهم بالطعام والملبس والمساعدات الانسانية الاخرى، مشيدا كذلك بـ" الخدمات الجليلة والكبيرة التي تقدمها المرجعية الدينية من خلال مؤسساتها ووكلائها ومعتمديها والعتبات العلوية والحسينية والعباسية والعسكرية والكاظمية "، مضيفا ان" الاجراءات الحكومية ليست بسرعة الاجراءات الشعبية والمرجعية متمنياً عليهم سرعة التحرك لتقديم العون والرعاية للنازحين".
ولغرض تقديم مساعدات اكثر للنازحين قررت وزارة الهجرة والمهجرين توزيع {10} آلاف سلة غذائية في مختلف المحافظات على العوائل النازحة في الايام القليلة المقبلة.
حيث اكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الهجرة والمهجرين ستار نوروز لوكالة {الفرات نيوز} عن" توزيع {10} آلاف سلة غذائية في مختلف المحافظات على العوائل النازحة في الايام القليلة المقبلة"، مبينا ان" اخر تقرير صدر لفروع الوزارة اكدت وجود اكثر من {65} الف عائلة نازحة في مختلف محافظات البلاد وقد سجلت في فروع ومكاتب الوزارة".
واضاف انه" وخلال اليومين المقبلين ستعزز فروع ومكاتب الوزارة في المحافظات لغرض المساعدة في عميلة التسجيل للعوائل النازحة وتوزيع منحة الميلون دينار العراقي لكل عائلة نازحة في جميع المحافظات"، مبينا ان" اعداد النازحين الى المحافظات مستمر"، مشيرا الى ان" احد اسباب اخفاق التسجيل للعوائل النازحة ان هناك حالة لا استقرارية ولا نهائية للنازحين في المحافظات اي ان هناك عوائل تنزح الى مكان من ثم تنزح الى مكان اكثر استقرارا وأمنا وتوفير الخدمات لها فهناك عملية تنقل مستمر للعوائل النازحة في مناطق النزوح".
واشار الى انه" فور استقرار النازحين في مناطق النزوح ستكون هناك احصائيات دقيقة وموثقة ضمن قاعدة المعلومات الوزارية".
وبين انه" سيتم تحويل مبالغ المنحة للعوائل النازحة في اقليم كردستان الى المصرف التجاري العراقي فرع اقليم كردستان لغرض قيام الفرق واللجان المشكلة بالعمل على توزيع هذه المنحة".
ويبقى ملف النازحين معقد وشائك وسؤال يطرح نفسه هل تستطيع الحكومة العراقية ومؤسسات الدفاع المدني احتواء جميع هذه العوائل وتأمين لقمة العيش والسكن اللائق؟!!.انتهى

اخبار ذات الصلة