وصدت القوات الامنية المتمثلة بالحشد الشعبي والشرطة الاتحادية هجوماً مباغتاً لداعش اثناء السحور فجر يوم الجمعة.
ولم يكن اول هجوم خلال هذه الفترة القصيرة، فالتنظيم الارهابي يحاول منذ مدة اعادة سيطرته على مناطق ديالى وصلاح الدين بعد تعالي اصوات اخراج الحشد الشعبي في الوقت الذي حذرت القيادات السياسية والرئاسات الثلاث من عودة داعش الى تلك المناطق بعد استفحاله مؤخراً والذي يثير الشك تزامناً مع انسحاب القوات الامريكية كإشارة ممكنة الى تبرير بقائها في العراق.
وفي هذا السياق اكد رئيس تيار الحكمة الوطني، السيد عمار الحكيم، ان الخرق الامني الاخير في محافظة صلاح الدين بحاجة لوقفة جادة تتطلب استراتيجية امنية للقضاء على جيوب داعش.
ورأى السيد الحكيم ان "الخرق الامني هذا بحاجة لوقفة جادة وقراءة لحيثيات الملف الامني تتطلب استراتيجية امنية تضمن القضاء على جيوب الارهاب الداعشي وضرورة اتخاذ تدابير الحيطة والحذر وعدم التهاون والتراخي لاسيما في المناطق الرخوة امنيا"، مطالباً بـ "ابعاد الملف الامني عن اي تجاذبات سياسية من شأنها تعريضه الى انتكاسة لا يحمد عقباها".
كما تعهد المكلف بتشكيل الحكومة مصطفى الكاظمي بأن الاجهزة الامنية ستواصل ملاحقة الارهاب حتى تطهير الارض من رجسه.
وقال الكاظمي في تغريدة على حسابه في منصة تويتر: "كلنا عرفان لتضحيات أبطالنا في الحشد الشعبي الذين تعرضوا إلى هجوم غادر من تنظيم داعش الإرهابي".
واضاف: "نعزي شعبنا وعوائل الشهداء وسنثأر لدمائهم التي نقسم أنها لن تذهب هدراً"، مؤكداً مواصلة الاجهزة الامنية "بمختلف صنوفها ملاحقة الإرهاب حتى نطهر أرضنا من رجسه".
ويرى الخبراء في الجانب الامني إن التنظيم يستخدم اساليب جديدة وغير معتادة ليعيد هيكليته بطريقة الكر والفر ليتمكن من فرض السيطرة من جديد مما يسترعي اعادة النظر في بعض الخطط الامنية لمواجهة جيوب داعش.
وقال الخبير الامني فاضل ابو رغيف في تصريح صحفي، إن "داعش لديه مجسات على الوضع السياسي، كلما احتقن الوضع السياسي كلما نشط بطريقة انتهازية".
وبين أن "خفض انتشار قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قد مهد الطريق لذلك"، محذراً من أن "التنظيم في نشاط مستقبلي أوسع وأكبر"، مبيناً ان "التنظيم لن يستطيع العودة إلى سابق عهده".
واستبسلت القوات الامنية في صد الهجوم الارهابي واحدثت خسائر جسيمة في صفوف التنظيم الارهابي، ودفعت هي الاخرى احد عشر شهيداً في فجر احد ايام شهر رمضان المبارك.
وفي العود الى ابو رغيف فقد رأى أن سبب عودة التنظيم في عمليات انتقائية يعود الى سببين هما: نشاط داعش على الحدود العراقية السورية الذي يضم مجمع الهول حيث يحوي هذا المجمع ٥٧ الفاً من عوائل التنظيم الارهابي، وكذلك مقتل زعيمهم ابو بكر البغدادي وتصدي ابو ابراهيم القرشي لمهمة قيادة التنظيم والذي يحاول العودة بعمليات نوعية سيما بعد خسارة التنظيم لأهم معركتين وهي الباغوز، والموصل".
وبين كل تلك الاراء يبقى التنظيم الارهابي يحاول بين الحين والاخر الظهور على الساحة من اجل إرباك الوضع في البلاد وترهيب المواطنين، مستغلاً العوامل الكثيرة التي يشهدها البلاد لعل ابرزها العامل الصحي والسياسي في الوقت الذي لا زالت قواتنا الامنية ترابط في ساحات القتال من أجل ان ينام الوطن مطمئناً. انتهى
محمد المرسومي