• Friday 22 November 2024
  • 2024/11/22 01:16:13
{تقاير:الفرات نيوز} تقرير: وفــــــــــاء الفتلاوي

المختصر المفيد.. في الاخبار الهامة تجده في قناة الفرات نيوز على التلكرام  .. للاشتراك اضغط هنا

عجت مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها في {توك توك} ظاهرة خطيرة تستقطب مختلف الفئات العمرية على رأسها النساء وقربها فئة المراهقين بأسلوب خبيث يناغم الوضع الاجتماعي الحالي وضعف الرقابة وتدني المستوى التوعوي لدى هذه الفئات وسهولة الانجراف نحو الأجواء الروحانية وقراءة الطالع وجلب الحبيب عبر ما يسمى بـ{التاروت} الذي اخذ حيزاً كبيرا من تفكير الجيل الجديد في الآونة الأخيرة. 


ويُعتقد أن أوراق {التاروت} ظهرت في إيطاليا، خلال القرن الرابع عشر الميلادي، كإحدى ألعاب الورق، وشاع استخدامها للعب في فرنسا وبريطانيا، قبل أن تشهد تصاميم حزم الأوراق تطورا كبيرا، خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، إثر الانفتاح على تأثير الثقافات والأديان الأسيوية والمصرية القديمة واليهودية والهندية.
وبدأ اهتمام دعاء بالتاروت قبل سنوات قليلة، وبطبيعة الحال يحتاج قارئ أوراق التاروت إلى خليطٍ من الحيلة والمعرفة والحدس كي يستطيع أن يدرك ما يقرأ لسلب العقول وهو الخليط الذي بإمكان أي شخصٍ أن يكتسبه ويصبح قارئاً لهذا الأوراق. 
وتصنف أوراق التاروت ضمن مجموعات مؤلفة من 78 ورقة، لكل منها صورة ورمز وقصة مختلفة، وهي مقسمة إلى مجموعتين هما "السر الأعظم والسر الأصغر"، وتختلف قراءة أوراقها حسب الوضع الذي ظهرت عليه مستقيمة أو مقلوبة، وتحمل هذه الأوراق أسماء {الاحمق، الساحر، المشنوق، القوة، الكاهنة العظمى، الموت، الامبراطورة، الحكم، الشمس، القمر، النجمة، البرج، الشيطان، الاعتدال، الرجل المعلق، العدل، عجلة الحظ، النساك، العشاق، الهيروفانت} وتفسر كل منها بحسب رؤية الساحر. 


نوايا {التاروت}
وللاستعلام عن النوايا والخفايا التي من شأنها ان تضع الحالة الاجتماعية تحت مجهر الخطر توجهت وكالة {الفرات نيوز} الى استاذة الاعلام والباحثة الاجتماعية الدكتورة سهام الشجيري التي وجهت أصابع الاتهام الى جهات خارجية غايتها تسقيط المرأة. 
وقالت الشجيري :"قضية التاروت انتشرت في المجتمع العراقي من خلال اخرين موجودين خارج العراق، وكثيرا ما نتوقع ان هنالك نوايا لتشويه صورة المرأة العراقية لغايات تسقيطية للمرأة وتقييمها من خلال هذا الموضوع السيء، خصوصا وان هنالك اغراض لتشويه صورة المرأة العراقية في الداخل والخارج".

وأضافت، ان "اعداد النساء اللواتي يغرر بهن ويذهبن بهذا المنحى قليل!، وان هذا الملف اشبه بتجنيد النساء كما هو الحال في تعاطي المخدرات، او اللجوء بهذا الملف من العنف الاسري او قلة الثقة بالنفس".

واقترحت الشجيري، بمراقبة تامة وتفعيل عالي المستوى لرصد هكذا ممارسات او ظواهر غريبة ودخيلة على المجتمع لتحصين المجتمع بصورة عامة والنساء على وجه الخصوص.

إعتراف بالاستهداف ورصد المخالفين

اعترفت وزارة الداخلية باستهداف شريحة الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنها {توك توك} بالأعمال الروحانية والتاروت، ورصد اقبال شديد لها بحسب مدير الشرطة المجتمعية العميد غالب العطية الذي يشير الى تعرض الكثيرين الى حالات الابتزاز الالكتروني.
وقال العطية {للفرات نيوز} :"رصدنا عدة صفحات على مواقع التواصل تعنى بالأعمال الروحانية والتاروت وغيرها، من قراءة الطالع وجلب الحبيب التي تستهدف شريحة الشباب والفتيات على وجه الخصوص".

وضاف "كما رصدنا وجود اقبال وتوجه نحو هذه الظاهرة وباشرنا بحملات التثقيف والتوعية للمواطنين من خطورتها" بحسب قوله

وكشف العطية، عن الكثير من حالات الابتزاز تتم عبر هذه المواقع من الضحك على الفتيات وتصويرهن واستغلالهن بالابتزاز، ولدينا تعاون مع هيأة الاعلام والاتصالات ووزارة الاتصالات على تحديد تلك المواقع، واغلاقها ورصد المخالفين.

العنف الاسري
عللت احدى المتابعات بشغف مواقع العرافيين عن سبب تعلقها بقراءة {التاروت} والذي عدته باللهجة العراقية {راحة نفسية} تشعرها بالسعادة وابعاد شبح الخوف من هجران {الحبيب} او الزوج في المستقبل.
وبررت المواطنة {أم نورس} اللجوء الى هذه المواقع بسبب المشاكل العائلية التي تحاصرها من كل جانب. وقالت للفرات نيوز :" هذه المواقع تعد مخرجاً لي للهروب من النزاع العائلي المستمر واسعى بكل جهدي للحفاظ على اسرتي وزوجي عبر قراءة الطالع وتنفيذ ما يقال بحذافيره!".
وعن آلية دفع الأموال لقراءة الطالع، كشفت أم نورس، بانها دفعت مبالغ الى العرافين عن شكل كارتات الموبايل {رصيد 25 ألف دينار} وانه كلما طالبت بوقت أكثر دفعت بكارت إضافي".

العلاج بالتنبؤ باطل
ورأى المواطن أبو أحمد ان :"استخدام هذه الاساليب واللجوء إليها في العلاج والتنبؤ في المستقبل هي أساليب غير علمية ومبنية على الباطل والكثير منها على الجهل.
وأضاف للفرات نيوز :انها استغلال واضح لبعض الناس والاسباب الحقيقية التي تدفعهم للالتجاء الى هذه الغيبيات والتنجيم الى ضعف شخصية الفرد والخوف من تحمل المسؤولية بل الهروب منها وتسليم نفسه للقدر والفشل والإحباط وتعليق ما يحدث على الآخر او على الظروف".

ويشير الى "لجوء الفرد الى قراءة الفنجان لاعتقاده بانه سيحصل على بعض الأمل رغم المبررات غير الواقعية".

وتبقى فكرة قراءة الطالع بكافة اشكالها واستحداثتها مؤشر خطير لتأثيرها السلبي على شرائح المجتمع العراقي وبحاجة الى حلول ناجعة لتدارك انحراف الفئات الهشة الى المجهول.

 

اخبار ذات الصلة