• Monday 7 October 2024
  • 2024/10/07 03:22:45
{بغداد: الفرات نيوز} مع استنفار الجهود الحكومية والشعبية في العراق لمنع تفشي فيروس كورونا، هناك استنفار من نوع آخر داخل كل منزل عراقي، حيث شكلت خلية أزمة داخل بيوت العراقيين برئاسة الأم أو الزوجة، مهمتها محاربة كورونا بشتى وسائل التعقيم والتعفير من أجل حماية أفراد الأسرة.

"أنا من الفئات المستثناة من حظر التجوال ويحتم عليّ الخروج من المنزل إلى العمل يومياً الأمر الذي دفع زوجتي الى إلقاء محاضرة يومية عليّ للوقاية من فيروس كورونا"، يقول علي الذي يعمل في إحدى المؤسسات الإعلامية في بغداد.
ويضيف علي في حديث لـ{الفرات نيوز}، "قبل الخروج من المنزل يجب عليَّ تطبيق شروط السلامة والوقاية من كورونا التي فرضتها زوجتي علي وهي ارتداء القفازات والكمامة وحمل المعقم معي وتعقيم سيارتي قبل ان استقلها واتوجه الى العمل، بالإضافة الى منع المصافحة والتقبيل والاختلاط بزملاء العمل وترك مسافة مع أقرب زميل".
وتابع علي "عند العودة من العمل الى المنزل يتوجب علي شراء بعض الإحتياجات المنزلية من مواد غذائية وخضروات وقبل دخول المنزل تستقبلني فرقة التعقيم والتعفير بقيادة زوجتي وبناتي حاملة {بخاخات} التعقيم بمختلف محتوياتها من كحول وديتول وقاصر، ويتم رشي بها من اعلى رأسي الى أصابع قدمي، حتى تبدأ المرحلة الثانية وهي خلع الملابس ومن ثم دخول المنزل، وهي ممارسات اعتدت عليها بشكل يومي منذ بدء أزمة كورونا.
أما محمد فيقول ان "والدتي حولت المنزل الى ردهة في إحدى المستشفيات بسبب رائحة المعقمات الذي تستخدمها يومياً في تعقيم المنزل على الرغم من اننا لا نخرج إلا للضرورة القصوى لشراء بعض احتياجات المنزل".
وأضاف  في حديث لـ{الفرات نيوز}، ان "حالة الإنذار القصوى تم اعلانها في منزلنا من قبل الوالدة مع بدء انتشار فيروس كورونا في البلد، وتم وضع لوائح وتعليمات وارشادات للوقاية من الفيروس وهناك رقابة شديد لأية مخالفة وخرق لتلك التعليمات".
بدوره يقول صفاء في حديث لـ{الفرات نيوز}، ان "معاناتي ازدادت مع زوجتي خلال أزمة كورونا لصرامة توجيهاتها للوقاية من الفيروس شأنها شأن الكثير من الزوجات، وأنا بدوري ليس أمامي سوى تنفيذ الأوامر وتجنب العقوبات".
صفاء الذي يرى ان فيروس كورونا ليس بهذا الحجم من الخطورة واعطي أكثر من حجمه، يضيف ان "آخر معاناتي مع زوجتي كانت بسبب الحلاق، فمع حظر التجوال ومنع الحركة في منطقتنا منذ فترة مع عدم ذهابي الى الحلاق لفترة ليست بالقصيرة، وبعد البحث توصلت إلى حلاق يعمل داخل محله لكن خلف باب مغلق بسبب تشديد اجراءات الحظر من قبل القوات الامنية، فقررت الذهاب وحلاقة شعري لكن قراري قوبل برفض شديد من زوجتي".
وتابع صفاء أن "زوجتي رفضت رفضاً قاطعاً ذهابي الى الحلاق، لعدم توفر شروط السلامة والوقاية من كورونا، ضاربة لي مثلاً بنجم الكرة العالمية كريستيانو رونالدو الذي نشر فيديو تقوم فيه زوجته بحلاقة شعره، مقترحةً علي ان تقوم هي بحلاقة شعري أسوة بزوجة كريستيانو، لكنني وبعد تفكير وجدت أن من غير المعقول أن اسلم رأس بيد زوجتي حتى وإن طال شعري، لكن بعد ان قدمت ضمانات باتباع شروط الوقاية اقنعتها بالذهاب الى الحلاق".
وأخيراً يقول سعد ان "زوجته لم تضغط عليه باجراءات الوقاية من كورونا فحسب، بل ان معاناته اصبحت أكبر بكثير حيث بدأت اترحم على أيام الدوام وتعبها وارهاقها".
ويضيف سعد في حديث لـ{الفرات نيوز}، ان "زوجتي تفننت في البحث عن أي عمل لأقوم به خلال فترة تواجدي في المنزل بسبب الحظر، فتارة تأمرني بتغيير ديكور المنزل، وتارة أخرى القيام باعمال التنظيف، حتى وصل بها الأمر ان تطلب مني غسل الصحون بالتناوب معها".
كثيرة هي قصص العراقيين في زمن كورونا والأزمة الحالية التي افرزت الكثير من الجوانب في حياة ابناء هذا البلد، منها ما هو محزن ومؤلم، ومنها ماهو مضحك، لكنها اخرجت العراقيين من ضغوط الازمة وحظر التجوال وما يسمعونه من اخبار بشأن فيروس كورونا.انتهى
علي الربيعي

اخبار ذات الصلة