• Friday 22 November 2024
  • 2024/11/22 01:34:17
{تقارير: الفرات نيوز} تقرير: غفران الخالدي

أرتبط البعض منها بتاريخ العراق القديم والحديث فما بين شخصيات حقيقة واخرى من وحي الخيال تناقلتها الاجيال هكذا تنوعت قصص التماثيل والمنحوتات التي زينت اغلبها العاصمة بغداد على مر الأجيال والتي تعاني الكثير منها من الأهمال في الوقت الحاضر.

وفتحت تلك الأعمال الباب أمام تساؤلات كبرى عن مستقبل النحت العراقي، لاسيما بعد ظهورها في الساحات العامة في عدة محافظات جنوبي العراق، مما يثير المخاوف أكثر بشأن اتساع التشوه البصري وانحسار الأعمال الفنية التي تحمل بصمة جمالية واضحة.

وفي حديثه لوكالة {الفرات نيوز} قال المتحدث بأسم أمانة بغداد محمد الربيعي :"النصب والتماثيل مهمة جدا وحظيت باهتمام الحكومة".

واضاف، "رشحت عدد من المناطق في بغداد لاقامة تماثيل لشخصيات ثقافية ولازالت تحت الدراسة ولم نستقر على مكان معين لتمثال {برونز} للراحل مظفر النواب،" مشيرا الى ان "المناطق المرشحة في تقاطع المنصور بالقرب من سيد الحليب و حدائق ابونؤاس و الكرادة".

من جانب اخر اشار إلى ان اللجنة المشكلة من وزارة الثقافة وأمانة بغداد انظمت لها بعض الجهات المانحة والداعمة لاعادة نصب والتماثيل وصيانتها.

وتابع الربيعي ان "العمل سيجري خلال مدة أقصاها شهرين للعمل بنصب عمره ١٩٦٩ عاماً وهو من اجمل النصب الثقافية" منوهاً الى انه "سيتم العمل في ساحة الحسنين وسط بغداد".

وخلال الأعوام الأخيرة، ارتفعت الأصوات المطالبة بضرورة ترميم "نصب الحرية" في ساحة التحرير وسط بغداد، حيث تساقطت بعض أجزائها ما ينذر بانهيار أو تشوّه أكبر قد يصيبها.

وبذات السياق اشار احمد العلياوي المتحدث باسم وزارة الثقافة، الى البدء بالكشف الاولي لمجموعة الخبراء حول تاهيل نصب الحرية، مبينا ان الرأي الفني للخبراء، ودائرة الفنون  هو ان جزء من اللجنة ترى ان النصب غير متضرر بصورة كبيرة، وان هنالك بعض النواقص في الجدارية وليس في المجسمات البرونزية" موضحاً ان "اللجنة قررت بان يتم العمل موقعيا وعدم انزال تلك القطع لوجود القياسات".

وأكمل ان "اللجنة تخشى من تغيير القياسات التي تؤثر على شكل النصب بالكامل، ولان الضرر بسيط مرتبط بالجدارية فقط لم يتم انزال الاشكال وسيتم المباشرة قريبا بالعمل والانتهاء منه".

ولم تصمد هذه الأعمال النحتية أمام سخرية المواطنين في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اضطر كثير من أصحاب هذه الأعمال أو الجهات المسؤولة عنها إلى إزالتها أو محاولة ترميمها أو تعديلها بشكل آخر هرباً من تسليط الأضواء عليها وكشف حقيقة الأعمال التي تقدمها وترهق ميزانية البلد بلا نتائج مثمرة.

وعلق على ذلك العلياوي بالقول للفرات نيوز ان :"النصب وتماثيل معمولة من مواد قادرة على مواجهة الظروف البيئية القاسية لاسيما في بيئتنا فهي بلا شك تحتاج بعد هذا العمر الطويل الى الصيانة والترميم والتاهيل، مبيناً ان "في وزارة الثقافة لجنة مخصصة بمتابعة هذه التماثيل والتقييم الخاص بمستوى تضررها وماتحتاج اليه من اعمال صيانة .

واضاف ان، هذه الرموز المنتشرة على شكل نصب تعود في ملكيتها الى وزارة الثقافة والسياحة والاثار والوزارة الجهة الوحيدة المسؤولة عن مراجعة وصيانة واعمار هذه التماثيل.

واكدالعلياوي في حديثه ، نعمل بشكل جاد على متابعة وتوفير الدعم اللازم لمعاينة الاعمال والكشف عليها وتقديم الصيانة اللازمة لها مثلما يجري مؤخراً عن الكشف الفني المخصص في ساحة التحرير والذي اشتركت فيه دائرة الفنون العامة في الوزارة لوضع الصيانة المطلوبة له.

ونوه الى وجود بعض الاعمال غير الملتزمة بالمعايير الفنية التي تقام بين الحين والاخر في بعض المحافظات وبغداد حيث تقع المسؤولية على عاتق الجهات المنفذة لهذه الاعمال.

واضاف ان" بعض الاعمال تعبر عن رمزية مطلوبة وهناك قرار في الوزارة برفض هذه الاعمال ومخاطبة بغداد والمحافظات".

وبين ان، هناك نية للوزارة  منذ عام ان تقيم عدد من التماثيل الخاصة بمجموعة من رموز الادب والفكر والفن العراقيين منهم{ الجواهري وعلي الوردي} وغيرهم وهذه الاعمال تتطلب توفير ميزانية خاصة ووقت لانجازها.

واكمل "طالبنا اكثر من مرة بزيادة تخصيصات هذه الاعمال مايوفر لوزارة الثقافة اضهار الوجه المشرق لرموزنا.

واعرب عن امله في ان تظهر بعض الاعمال قريباً على مستوى التاهيل والصيانة وبعضها اعمال جديدة بعد توفير تخصيصات مالية لها.

ومما يثير الجدل والسخرية لدى العراقيين في كل عمل نحتي بسبب التكاليف المالية لتلك الأعمال لانها تكون باهظة وصادمة، تصل الى ملايين الدنانير.

وقال رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي خلال زيارته مبنى أمانة بغداد ولقائه بالملاكات المتقدمة بالأمانة الشهر الماضي "يؤسفني أن أرى نصب الحرية وساحة الأمة بهذا الوضع، ويجب العمل على مدار 24 ساعة لتأهيلها وهذا ما وجهنا به حالياً ونعمل عليه".

واضاف،  يجب أن نعيد تنظيم المشاريع، وأن نعمل على رفع المظاهر التي لا تليق بعاصمة عريقة مثل بغداد، مشيرا الى ان بغداد عاصمة السلام، وأول جامعة كانت في بغداد على ضفاف نهر دجلة، وهي المدرسة المستنصرية، منوهاً ان بغداد اليوم تعيش معاناة كبيرة وإهمالاً واضحاً على الرغم من الدعم الحكومي للنهوض بواقع العاصمة.

وأطلق مدونون تسميات شعبية فكاهية على مختلفة على النصب التي أثارت سخرية الناس؛ ففي محافظة ذي قار سُمي تمثال المرأة السومرية "السعلوة" بسبب منظرها البشع، في إشارة إلى أسطورة "السعلوة"، وهي حكاية من الموروث الشعبي، في حين أطلقوا على تمثال صقر كربلاء "صكر أفيلح"، وهي حكاية تضرب للفشل لشخص يدعى فلاح كان لديه صقر يصيد الأفاعي ويرميها عليه، وفي البصرة أطلق المواطنون على نصب فني يحمل دلالة عن النفط تمثال "الباذنجانة" بسبب شكله الذي يشبه الباذنجانة، وكلف ما يقارب 8 مليارات دينار. 

بدوره قام وزير الثقافة والسياحة والآثار حسن ناظم  بزيارة مفتشية آثار وتراث بابل، واطَّلع على أعمال الصيانة والحفاظ على المواقع الآثارية. 
وأكد على ضرورة العمل على تحويل القصر الرئاسي إلى متحف حضاري يليق بتأريخ مدينة بابل من خلال عرضه على شركة مختصة في هذا المجال .


ومنذ سنوات، كانت الساحات العامة والأماكن المهمة توضع فيها أعمال لم تبرز فيها اللمسات الفنية التي تثير انتباه المواطنين، لكنها سرعان ما تحولت إلى مادة للسخرية والضحك على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي.

اخبار ذات الصلة