تصوير ..احمد قاسم {بغداد:الفرات نيوز} تقرير .. مازال سيل العاشقين يتدفق بغزارة صوب باب حوائجهم كاظم الغيظ الذي تربع على عروش قلوبهم متحدين احفاد هارون الذين مازالت سمومهم تحاول السريان في قلوب اتباع اهل البيت دون تأثيرها في عزمهم وصلابة ايمانهم بائمتهم الاطهار. وتعيش بغداد الكاظم اجواء خاصة اذ لا حركة الا صوب المرقد الشريف ولا دمعة الا لاجل المعذب في قعر السجون ولا هتاف الا لراهب ال محمد ، الملايين تواصل زحفها لتعزية بقية الله بمصاب شيعته في ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام . وعاش الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام وهو الامام السابع من الائمة المعصومين عليهم السلام مدة إمامته في فترة صعود الدولة العباسية وانطلاقتها وهي فترة اتّسمت عادة بتصفية اهل البيت واتباعهم. ولد الامام الكاظم عليه السلام في مدينة الابواء التي تقع بين مكة والمدينة في الحجاز في السابع من شهر صفر سنة 128 للهجرة وتسلم الإمامة بعد وفاة ابيه الامام جعفر الصادق عليه السلام وكانت الدولة العباسية تشهد استقرار اركانها وثبات بنيانها. واستلم شؤون الإمامة في ظروف صعبة وقاسية، نتيجة الممارسات الجائرة للسلطة وعاصر من خلفاء العباسيين المنصور والمهدي والهادي وهارون الرشيد، ومع اتساع نفوذ الامام وكبر مكانته عند عامة المسلمين لجأ هارون العباسي الى سجنه بسجن السندي بن شاهك في بغداد عاصمة الدولة العباسية بغية التشديد عليه. وأمضى الامام الكاظم عليه السلام في السجون سبع سنوات، وفي رواية اخرى 13 سنة حتى تقرر قتله، وذلك بدس السم له في الرطب فاستشهد في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 183 للهجرة ودفن في مقبرة قريش في الكاظمية. ومازالت الكاظمية تعد مزارا منذ ذلك الحين يتوافد عليها ملايين الزوار سنويا وفي ذكرى استشهاده تبلغ زيارة الامام الذروة . وجرت الزيارة هذا العام وسط إجراءات أمنية مشددة، شملت تأمين مداخل بغداد والطرق المؤدية إليها من المحافظات المجاورة، الا ان الزمر الارهابية تمكنت من خرق الخطة الامنية ونفذوا تفجيرات اجرامية مستهدفة الزائرين. ومازالت صورة الزائرة الشهيدة التي تحتضن ولدها الرضيع بقوة لتحميه من شظايا الحقد رغم انها قد قطع رأسها بفعل التفجير الارهابي الذي استهدف الزائرين في ساحة الواثق وسط بغداد عالقة في اذهان الزائرين لتزيدهم هذه الصورة اصرارا وتحديا لمواصلة المسير صوب صاحب السجدة الطويلة . وذكرت مصادر رسمية ان عدد ضحايا موجة التفجيرات وأعمال العنف التي جرت يوم الاربعاء الماضي في أنحاء العراق كان 83 شهيدا و274 جريحا. بلغ مجموع التفجيرات اكثر من 30 تفجيراً توزعت على تسع محافظات هي بغداد،بابل، نينوى، ديالى، الانبار، كربلاء، واسط، صلاح الدين، كركوك وكان أكثرها في العاصمة بغداد حيث بلغت 10 تفجيرات وأستخدمت في تفجيرات الاربعاء الدامي 18 سيارة مفخخة يعتقد ان هذا هو أكبر عدد السيارات المفخخة التي يجري تفجيرها في يوم واحد منذ أشهر . كما استخدم الارهابيون اكثر من 20 عبوة ناسفة. ويقصد الزائرون المرقد الشريف سيرا على الاقدام في اجواء مناخية صعبة حيث تصل درجة الحرارة العظمى الى 50 درجة مئوية مع رطوبة عالية في النهار والمساء . وتولت المواكب الشعبية نصب سرادق وخيامً كبيرة للإستراحة وتوزيع الاطعمة والاشربة على الزائرين بشكل لافت للنظر . وبدت بغداد شبه خالية من حركة السيارات والدراجات هذا اليوم وما سبقه، حيث مواكب الزائرين تنطلق سيرًا على الأقدام بإتجاه ضريح الإمام الكاظم عليه السلام لإحياء مراسم الزيارة فقد أغلقت قوات الأمن المنتشرة في انحاء العاصمة ذات السبعة ملايين نسمة الطرق الرئيسة أمام حركة السيارات والدراجات، وفتحت الجسور القريبة لمرور مواكب الزائرين من جانب الرصافة إلى جانب الكرخ حيث مرقد الإمام الكاظم عليه السلام بعد أن تم تأمينها وقامت فرق صحية بمرافقة الزائرين، في حين انتشرت سيارات الإسعاف على الطرقات المؤدية إلى مدينة الكاظمية , واتخذت الاجهزة الامنية اجراءات مشددة في كافة مناطق بغداد . ودعت قيادة عمليات بغداد المواطنين الى التعاون معها وتحمل اجراءاتها الامنية هذه الايام". وتنتهي مراسم الزيارة يوم غد على امل تنجح الحكومة في تأمين المركبات لعودة الزائرين الى مناطقهم حيث ان هذه المشكلة ترافق كل زيارة مليونية رغم الاستعداد المبكر لها كما هو الحال في الاستعدادات الامنية التي بدأت منذ ايام .انتهى