{البصرة:الفرات نيوز} تقرير: محمد الجابري.. تتزين المائدة العراقية دائما في فصل الصيف بشتى انواع الفاكهة الصيفية لكن ما يطغي على جميع الموائد هو التمر العراقي المعروف بمختلف انواعه منها الزهدي، والساير، والبرحي، والحلاوي، والبريم، والخستاوي، وانواع اخرى لكن المتصدر في الدرجة الاولى هو البرحي. وكالة {الفرات نيوز} قامت بزيارة الى اغلب الاراضي الزراعية في اقضية البصرة منها قضاء شط العرب وقضاء ابي الخصيب والمدينة فكانت الوقفة الاولى في قضاء ابي الخصيب ومع الفلاح او طلال من منطقة {بلد سلامة} والذي يقول "هنا في قضاء ابي الخصيب الكل يعرف ان افضل انواع النخيل والتمور تتواجد في هذا القضاء اضافة الى الاقضية الاخرى، وهناك موسم خاص للتلقيح من قبل الفلاح الذي يقوم بتلقيح النخيل عن طريق اللقاح طلع النخيل ويستخدم اغلبها المعروف {الغنامي} والذي يقوم به المزارع من خلال التسلق وتلقيح اكثر انواع النخيل بالاضافة الى وجود تلقيح طبيعي يكون عن طريق الهواء". واشار الى ان" اغلب المزارعين لا يقومون بتلقيح النخيل بسبب قلة الدعم من قبل دوائر الزراعة في محافظة البصرة ودوائر الزراعة وكذلك العواصف الترابية التي ضربت محافظات العراق في الفترة الاخيرة مسببة تلف انواع كثيرة وكبيرة من اشجار النخيل فالبعض منها سقط والاخر تلف اضافة الى قلة التلقيح وعدم وجود طائرات تقوم بتلقيح النخيل عن طريق رمي الادوية والمبيدات الخاصة بالحشرات". في حين يتحدث ابو فيصل وهو مزارع من سكنة قضاء المدينة التي تشتهر بانواع كثيرة من التمور ومنها البرحي والحلاوي والساير والبريم عن قصة مراحل تكوين ثمرة التمر بالقول "بعد المرور بمراحل تلقيح النخيل عن طريق الحبوب الذكرية المعروفة ب{الطلع} تمر فترة محددة بعدها يتكون بما يعرف لدى المزارعين والفلاحين ب{الحبابوك} وهي كلمة دارجة لدى اغلبهم وهي تسمى {الحبوب} والمقصود ببداية الحمل الخاص في النخيل". وبين "بعد هذه المرحلة تأتي مرحلة تكوين اكبر لفاكهة النخلة للتحول الى ما يعرف ب{الكمري} او {الجمري} وهي مرحلة قبل بداية ثمرة الفاكهة وتكون لونها مائلا الى الخضار وبعدها تتحول الى ما يعرف ب{الخلال} والذي يتكون في البداية ويصبح لونه اصفر". ويتعرض اغلب انواع النخيل في قضاء ابي الخصيب وقضاء المدينة وقضاء شط العرب والجزر الاربعة الى تجريف الاراضي الذي ادى الى سقوط وموت الالاف من اشجار النخيل في تلك الاقضية وتحولها الى اراض سكنية بنيت فيها العشرات من الاحياء السكنية. ويقول ابو علاء الذي يملك أرضا زراعية في قضاء شط العرب "لا اعرف اين غيرة المسؤولين في البصرة الذين يتحدثون عن الغيرة والضمير، في السنوات الماضية كان النخيل كثيرا وتشتهر البصرة باكثر انواعه واليوم نرى ان هذه الانواع انقرضت بسبب تجريف الاراضي وبيعها باسعار رخيصة جدا وربما اغلب الذين يملكون الاراضي الزراعية والذين يدعون انهم مالكوها او موكلون من قبل اشخاص قد قاموا بتزوير مستمسكات الاراضي الزراعية وبيعها". ولفت الى ان "احد اقاربي يعمل في احد الاراضي بالاجرة خدع ظنا منه ان الارض ملك لعراقي في الخارج وقد تبين بعد فترة ان الارض ليست لمالك عراقي بل لمالك سعودي او كويتي في الخارج". وناشد ابو علاء المسؤولين في الدولة "بانقاذ شجرة النخيل وايقاف تجريف الاراضي من قبل بعض المرتزقة الذين لا يريدون سوى بيع الاراضي باي سعر من اجل الحصول على مبالغ مالية مقابل بيع الارضي الزراعية التي يصل اسعار اغلبها الى {20} و{30} مليون دينار عراقي". فيما لمح عضو مجلس محافظة البصرة غانم عبد الامير المالكي ان "اغلب اصحاب الاراضي الزراعية قاموا ببيع اراضيهم الزراعية بعد تقسيمها وبيعها الى أناس ربما قد يأتون من مختلف المحافظات العراقية بحثا عن مكان للسكن، وقد سكنت بالفعل في مختلف الاقضية والنواحي لاسيما مناطق الجزر الاربعة التي يكثر فيها النخيل اضافة الى اقضية ونواحي البصرة الاخرى منها قضاء ابي الخصيب والقرنة والهارثة والدير ومناطق زراعية اخرى". ولفت إلى ان "هذه العوائل قامت بقطع اجود وأجمل انواع النخيل منها البرحي والبريم وانواع اخرى وهذا يتسبب في قلة منتوج هذه الانواع من فاكهة النخيل في المستقبل".وبين أن "قطع النخيل يأتي تزامنا مع مرحلة التلقيح اضافة الى ان هذه العوائل اثرت بشكل كبير على قضية الكثافة السكانية من ناحية قلة الخدمات فاغلب هذه العوائل التي جاءت وشيدت منازل في الاراضي الزراعية تحتاج الى الماء والكهرباء وهذا يضر بالمناطق التي هي بأمس الحاجة الى الخدمات ولجوء اغلب العوائل اضر بذلك الموضوع".انتهى 42 م