{بغداد:الفرات نيوز} تقرير .. احمد خلف .. يطل شهر رمضان المبارك على البلاد وسط ازمة سياسية خانقة تعد الاخطر والاكبر من بين الازمات السياسية المتعاقبة التي شهدتها العملية السياسية في سنواتها التسعة الماضية والتي كان لها الاثر الواضح والكبير في نقص الخدمات المقدمة من قبل الحكومة للمواطنين .شهر رمضان الذي يأمل فيه الشعب العراقي ان يكون على الاقل بداية النهاية للخلافات السياسية التي ما فتأت تخف وتيرتها من جهة لتتصاعد من جهة اخرى .فبعد فشل مساعِ تقديم طلب سحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي الى مجلس النواب من خلال رئيس الجمهورية جلال طالباني واعلان التحالف الوطني عن تشكيل لجنة من بعض اعضائه تتولى اجراء بعض الاصلاحات في العملية السياسية انبرت مشكلة تصدير النفط من اقليم كردستان الى تركيا دون اذن الحكومة الاتحادية الامر الذي جعل بعض اعضاء ائتلاف دولة القانون يدلون بتصريحات متشنجة ازاء موقف اقليم كردستان كما ان القائمة العراقية ما تزال متمسكة بطلب استجواب المالكي الذي تعده المنفذ الثاني لسحب الثقة عنه .إذ يقول النائب عن القائمة العراقية محمد اقبال ، إن "القوى التي اجتمعت في اربيل والنجف الاشرف ستقدم الاسبوع المقبل طلب استجواب المالكي الى رئاسة مجلس النواب " . واضاف اقبال في تصريح لوكالة {الفرات نيوز } إن " اللجنة المكلفة باستجواب المالكي مكونة من القائمة العراقية والتحالف الكردستاني واعدت اللجنة ورقة للاستجواب واعلنت قبل فترة عن الانتهاء من وضع الملفات الخاصة بورقة الاستجواب ".وكانت الهيئة السياسية لائتلاف العراقية اكدت في اجتماعها الاخير على المضي في استجواب المالكي واتخاذ الخطوات اللازمة لترصين عملية الاستجواب وفقاً للدستور واعلن بعض اعضائها ان وفدا منها سيتوجه الى النجف الاشرف للقاء زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر للنقاش معه بشأن ذلك .ويقول النائب عن القائمة العراقية حميد الزوبعي ان "زعيم القائمة العراقية اياد علاوي ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي سيترأسان الوفد الذي سيذهب الى زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر للتأكيد على مقررات اجتماعات اربيل والنجف بخصوص عملية ورقة سحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي".كما ان التحالف الكردستاني ما يزال مصرا على موقفه من مشروع سحب الثقة عن المالكي فقد صرح فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان ان" مشروع سحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي مازال قائما وهو بحاجة الى قرار سياسي ". واضاف في تصريح لاحدى الصحف الكردية ان" المشروع سيقدم الى البرلمان العراقي وهناك سيحدد اذا ما سيحصل على الاصوات الكافية". واكد حسين ان "قادة التيار الصدري لم يتغير موقفهم من مسألة سحب الثقة"، "مشيرا الى ان" السياسة الخاطئة للحكومة ليست ضد الكرد فقط بل ضد السنة وحتى ضد الشيعة انفسهم".من جهته استبعد النائب عن ائتلاف دولة القانون المنضوي في التحالف الوطني، وليد الحلي، حل الازمة السياسية الحالية في البلاد خلال شهر رمضان. وقال الحلي في تصريح لوكالة{الفرات نيوز} إن " الازمة السياسية في البلاد والمستمرة منذ اشهر تحتاج الى مناقشات ودراسات مكثفة بين القوى المتنفذة ولا يمكن حلها خلال شهر رمضان".واضاف ان "شهر رمضان هو شهر الرحمة والغفران وتتم به دائما تصفية النوايا ولهذا ينبغي على السياسيين ان يدركوا اهمية حرمة هذا الشهر ويبادروا بتصفية نواياهم بغية حل الازمة الراهنة".وكان رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم قد دعا السياسيين خلال مؤتمر المبلغين والمبلغات في النجف الاشرف الذي اقيم في 12 تموز الجاري، الى "استغلال شهر رمضان لتلطيف الاجواء بينهم من خلال المبادرة الى الى الاتصال مع بعضهم البعض او التزاور لمناسبة حلول هذا الشهر المبارك ".وعلى الرغم من اشتداد الازمة السياسية وانعكاساتها السلبية على الحياة اليومية للمواطنين لكنها ليست المشكلة الوحيدة التي يستقبل بها المواطنون شهر رمضان المبارك ، فارتفاع درجات الحرارة الملحوظ والذي يصل الى 50 درجة مئوية وسط ترد كبير بعدد ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية على الرغم من الوعود الحكومية بتحسن عدد ساعات التجهيز هي مشكلة اخرى يرزح تحت ظلها المواطن البسيط في ظل صمت مدو من قبل المسؤولين ازاء معاناة الشعب العراقي التي لن يشعروا بها الا بمعايشتها وتجرع مرارتها .وتشير تقارير محلية وعالمية الى ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة المقبلة لتتجاوز الخمسين مئوية مما سيزيد من معاناة المواطن في شهر الصيام .وأعلنت وزارة الكهرباء أنها ستبدأ بتشغيل عدد إضافي من وحدات توليد الطاقة من أجل زيادة ساعات تجهيز المواطنين بالطاقة الكهربائية خلال شهر رمضان المبارك لتصل الى 12 ساعة غير ان المواطن الى هذه اللحظة لم يلمس اي شيء من هذا الاعلان بل على العكس فهناك نقص في عدد ساعات التجهيز المعلن اضافة الى الانقطاعات التي تتخلل ساعات التجهيز.وقال المتحدث باسم الوزارة، مصعب المدرس، إن "إنتاجنا من الطاقة الكهربائية يبلغ حالياً ثمانية الاف ميغاواط ونأمل خلال مطلع شهر رمضان المقبل رفع الإنتاج إلى تسعة الاف ميغاواط، وهو ما سينعكس بالتالي على تحسن ساعات تجهيز المواطنين بالطاقة لتصل إلى 12 ساعة يومياً". وأوضح المدرس أن "الكميات المضافة من الطاقة "ستأتي بعد دخول ثمانِ وحدات توليد، تمثل أجزاءا من محطات كهربائية عملاقة".كما ان اطلالة شهر رمضان في هذا العام تزامنت مع الاحداث التي تمر بها سورية والتي رافقتها اعتداءات ارهابية غير مبررة من قبل الجماعات المتطرفة بحق العراقيين المغتربين في ذلك البلد اضافت معاناة جديدة على المواطنين وسببت لهم قلقا وارقا على اخوانهم الذين تركوا البلاد هربا من الموت المجاني الذي يدور في شوارع وطرقات بغداد وعدد من المحافظات ليجدوا في دمشق وبقية المدن السورية اشخاصا اخرين، يحملون نفس الافكار المريضة التي تبيح قتل الانسان على معتقده الديني .وبلغ عدد من قتل على يد الجماعات الارهابية بحسب مصادر صحفية 23 مواطنا بضمنهم صحفيان اثنان تسلمت جثتيهما الحكومة العراقية الثلاثاء الماضي .ودعا رئيس الرابطة الوطنية للمهاجرين والمهجرين العراقيين الشيخ المرتجى الكعبي ، المرجع الاعلى السيد علي السيستاني ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم الى حث الحكومة في ان تأخذ دورها باعادة الرعايا العراقيين من سوريا. واكد الكعبي في بيان ان" وضع المهاجرين العراقيين مأساوي في سوريا والبعض منهم يعيش في مناطق معزولة خاصة منطقة السيدة زينب، داعيا الحكومة العراقية الى" نقل العراقيين وانتشالهم من هذه المأساة". وقال ان "اوضاع المهاجرين العراقيين مأساوي في سورية حيث يعيش العديد منهم في مناطق معزولة خاصة في منطقة السيدة زينب ولا يستطيعون الوصول الى العراق لعدم توفر سيارات النقل عبر الحدود وان وجدت،فإن الاجرة تكون مرتفعة بشكل تصل الى {300} دولار للشخص الواحد ". واشار الكعبي الى أن" عدد الشهداء من العراقيين المتواجدون في سوريا اصبح الان اكثر من العدد الذي اعلن عنه ، وقد وردتنا انباء عن مقتل عراقيين اثنين في منطقة السيدة زينب نتيجة لاحداث العنف". وبين أن"العراقيين ليسوا طرفا في النزاع "، لافتاً الى أن"هناك تكفيريين يقومون بذبح العراقيين وايذاءهم وتهجيرهم واختطافهم". واوضح الكعبي أن" العديد من النساء والاطفال والارامل عالقين في مناطق سكناهم كمناطق الزبداني وبلودان والقدسية والتي اصبحت معزولة ،بالاضافة الى وجود معارك بين الجيش والطرف الاخر في منطقة السيدة زينب"، مبينا انه" يوم امس حاولوا الاعتداء على مكاتب المرشد الايراني الاعلى علي خامنئي وامين عام حزب الله حسن نصر الله وبقية مكاتب المرجعيات الدينية ولكن تصدى لهم الجيش النظامي في سورية ". ولفت الى أن" النائب رافع عبد الجبار عن كتلة الاحرار اتصل بنائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي اضافة الى احد المسؤولين في مكتب رئيس الوزراء لاتخاذ مايلزم" ، داعياً وزير النقل هادي العامري الى " التحرك السريع لتوجيه طائرات لانقاذ العراقيين العالقين في سورية "، مبدياً " استعداده للذهاب معهم لارشادهم الى اماكن تواجدهم لنقلهم الى المطار او اي مكان اخر".من جهتها دعت عضو لجنة حقوق الانسان البرلمانية سميرة الموسوي الحكومة الى تقديم منحة مالية عاجلة الى العوائل المتضررة المهاجرة الى سوريا من اجل تأمين عودتهم الى البلد . وقالت الموسوي في بيان لها ان " هناك الكثير من العوائل العراقية في سوريا لا تمتلك المبالغ من اجل العودة الى العراق ، داعية" الحكومة الى تقديم منحة مالية عاجلة لهم وتأمين عودتهم بسلام الى ارض الوطن ، بالاضافة الى تأمين السكن للذين لا يملكون مأوى في العراق . وطالبت " الحكومة السورية والمنظمات الدولية الفاعلة بالساحة السورية الى الحفاظ على ارواح العراقيين ومراقبة عمليات الانتهاكات الخطيرة بحقهم ، خاصة بعد مقتل 23 مواطنا ". وكانت الحكومة العراقية قد دعت العراقيين المقيمين في سوريا إلى العودة إلى العراق بسبب تصاعد العنف هناك مؤكدة انها ستفعل كل ما في وسعها لمساعدة العراقيين في سوريا على العودة .انتهى م