{بغداد:الفرات نيوز} تقرير / احمد الخزاعي سارت ,ابا الشهداء نحوك امة ايمانها كانت عصا الترحــــال سارت وعين الله ترعى جمعها في الخطوة الاولى من الاميال روح الشباب تدفقت بمسنهم وتقاطروا من نسوة ورجال فكانما الطرقات ضاقت فيهمو وتوسعت مدن لهم السير نحو كربلاء أصعب الطرق واسهلها ، مفارقة من نوع صعب ، ملايين الزوار يسيرون في طرق وعرة بالموت الاعمى ، ينصبه لهم عقول مليئة برائحة العنف ، و لاسلاح لدى الزائرون سوى أن يرددوا " ياحسين " وهم يواصلون سيرهم على الاقدام نحو مرقد الامام الحسين عليه في كربلاء المقدسة لاحياء ذكرى اربعين الامام الحسين عليه السلام التي ستصادف السبت المقبل غير ابهين بالتحديات والهجمات الارهابية التي حصلت خلال الايام الماضية على جموع الزائري في بعض مناطق البلاد . وأكتضت الطرق المؤدية الى محافظة كربلاء بحشود الزائرين الذي اختلفت اعمارهم وشرائحهم وفئاتهم فقد شارك في المسير نحو كعبة الخلود ومهوى العاشقين مرقد الامام الحسين عليه السلام، اساتذة الجامعات والمثقفين والمدرسين جنب الى جنب بقية الشرائح غير المتعلمة في موقف قد يستغربه البعض الا ان حب الامام الحسين ازال كل الفوارق بين هذه الشرائح . إذ ترى تلك الشرائح تتاسبق في حث الخطى نحو كربلاء بينما البعض اختار خدمة هولاء الزوار من خلال المواكب التي انتشرت على طول الطرق المؤدية الى كربلاء، وبذل كل ما في وسعه من اجل تقديم الخدمات لزائري الامام الحسين فترى البعض يترجى الزائرين من اجل تناول وجبة غذائية بينما يقوم البعض الاخر بتقديم الخدمات الطبية من ادوية او تدليك اقدام الزائرين التي انهكها طول الطريق غير ان الاصرار والشوق الى مرقد الامام الحسين عليه السلام هو الذي يدفعها التصبر على الامها ومواصلة المسير الى كربلاء . وبدأ الزائرون بالمسير نحو كربلاء قبل أكثر من اسبوعين في المحافظات الجنوبية بينما انطلق الزوار من العاصمة بغداد في بداية هذا الاسبوع وتعرضوا في مسيرهم الى كربلاء الى بعض التفجيرات من خلال العبوات الناسفة والسيارات المفخخة في المناطق الجنوبية من محافظة بغداد مما اسفر عن استشهاد عدد من المواطنين . ورغم هذه التفجيرات الا ان جموع الزائرين واصلت المسير بل انها حفزت البعض الاخر على الخروج الى كربلاء سيرا على الاقدام في تحد صارخ لهجمات الارهابيين ومخططاتهم الدنيئة . وشهدت بغداد وعدد من المحافظات الاخرى خلال الايام القليلة الماضية، انفجارات عديدة بالسيارات المفخخة والعبوات والاحزمة الناسفة استهدفت زوار الاربعينية المتوجهين صوب مدينة كربلاء المقدسة، وراح ضحيتها المئات من الابرياء اغلبهم من الزوار، كان اعنفها انفجار محافظة ذي قار عندما فجر انتحاري نفسه بحزام ناسف الخميس الماضي في ناحية البطحاء، مستهدفا الزوار ، مما اسفر عن استشهاد وجرح نحو 125 زائرا. هذه التفجيرات شهدت ادانة واسعة من قبل بعض الساسة ورجال الدين رافقها تشجيع الزائرين على الاستمرار بمسيرهم نحو كربلاء ،إذ قال القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الشيخ جلال الدين الصغير ان "استهداف زوار الامام الحسين عليه السلام، ليس بالامر الجديد ، لانهم استهدفوا منذ سنوات عديدة مضت ولغاية الان ، لكن في هذه السنة توجد مؤامرة كبيرة يراد منها تأجيج الفتنة الطائفية من جديد". واضاف في تصريح لوكالة {الفرات نيوز} انه "سبق وان مارس ازلام المقبور صدام حسين، مثل هذه الجرائم بحق الزوار ، حيث مارسوا القتل والظلم والتعذيب وبطرق عديدة لكي يمنعوهم من ممارسة الشعائر الحسينية". وتابع القيادي في المجلس الاعلى، بقوله "بالرغم من هذه الاعمال الارهابية الا ان الجموع المليونة تواصل مسيرها عبر طريق ياحسين صوب كربلاء المقدسة وبتزايد مستمر وكلهم فخر بتقديم ارواحهم فداءا عن الدين الاسلامي وعن قضية الامام الحسين عليه السلام، ولكي لايركعوا امام ارادة الارهاب وكل انواع الظلم المسلط على الشعب". مؤكدا ان "الانفجارات والتضحيات زادت جموع الزائرين عددا واصرارا وقوة وعلمتهم كيف يحولون الالم الى امل". ودعا القوات الامنية الى تحمل مسؤولياتها والحفاظ على ارواح الابرياء خاصة مع تزايد الخروقات الامنية من جهته حث زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر انصاره على المسير نحو مرقد الامام الحسين عليه السلام وعدم التأثر بالتفجيرات التي استهدفت الزوار . وقال الصدر في معرض رده على على سؤال لاحد اتباعه بشأن التفجيرات التي تستهدف الزائرين " سيروا وعين الله ترعاكم ومن كل سوء وقاكم .. سيروا نحو الكمال والحرية وهو رمز الجهاد والتضحية والفداء ". واضاف "اننا لن نثني عن ذلكم مها فعل العدو "، مستشهدا بالبيت الشعري " لو قطعوا ارجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي يا حسين ". من جانبه اعلن قائد عمليات الفرات الاوسط والذي يقع امن محافظة كربلاء من مهامه المكلف بها نشر [31] الف عنصر امني لتأمين زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام . واضاف خلال مؤتمر صحفي ان التفجيرات التي حدثت في بغداد لم تكن مفاجئة وكانت متوقعة واصبحت حافزاً لنا بتكثيف جهدنا الاستخباري وتفعيله لمواجهة جميع الأساليب التي قد يلجأ لها العدو وقد وضعنا خطة مرنة لتوقع جميع الاحتمالات من خلال اعادة انتشار القطعات العسكرية وتغيير الخطط وغيرها من الفعاليات التي من شأنها ان تحد من الهجمات الارهابية التي تستهدف الزائرين ". وبدت شوارع بغداد خلال الايام الثلاثة الماضية خالية من اي زحام مروري بالرغم من قطع الجهات الامنية لبعض الشوارع فيها وتخصيصها لمسير الزائرين في موقف يعبر عن استنفار اهالي بغداد لاحياء ذكرى اربعين الامام الحسين عليه السلام والتعبير خلالها عن مدى ارتباطهم وحبهم لاهل البيت عليهم السلام دون ان يتأثروا قيد انملة بالتفجيرات الارهابية . ولم تقتصر مراسم احياء زيارة الاربعين على العراقيين فقط وانما شهدت توافد عدد كبير من الزائرين من مختلف الدول الاسلامية كايران والدول الخليجية والهند وباكستان وافغانستان ودول افريقية إذ اعلن مجلس محافظة النجف الاشرف وصول نحو مئة الف زائر الى مطار النجف الدولي من مختلف الدول العربية والاسلامية متوقعا زيادة هذا العدد خلال الايام المقبلة . بينما وصل عدد الزوار القادمين عن طريق البر من خلال منفذ الشلامجة الحدودي في محافظة البصرة نحو 36 الف زائرا وما زال الزوار يتدفقون الى البلاد عن طريق هذا المنفذ .انتهى
- الوقت : 2012/01/11 21:36:11
- قراءة : ٢٤٬٣٠٠ الاوقات