السوشيال و"الروم".. تحدٍ آخر للقوات المسلحة وقلق للقيادة

 المختصر المفيد.. في الاخبار الهامة تجده في قناة الفرات نيوز على التلكرام  .. للاشتراك اضغط هنا

يسعى العراق بمؤسساته الدستورية الى بناء المؤسسات الأمنية وفق منظور ديمقراطي يراعى فيه أولاً مبادئ حقوق الانسان وحكم القانون وأن يكون هدفها الأنسان العراقي أولاً واخيراً. 
وتعد المنظومة الأمنية من أخطر المنظومات المرصودة من قبل العدو لأهميتها القصوى في استقرار البلاد كما انها اليد الضاربة للدولة لفرض السيادة وتنفيذ القانون وهي المحور الرئيس لإسقاط أعظم الدول لمجرد اختراقها اذ تعد عصب الدولة وحامي سور الوطن.

   
بعض السلوكيات لضابط كبار ومن هم أدنى في الأجهزة الأمنية خاصة الحرجة منها التي تعد أخطر مفصل أمني في الدولة جعلت من مواقع التواصل الاجتماعي ساحة لكشف الهويات وامام مرأى الالاف من المتابعين في بث حي عبر {غرف الروم} داخل كروبات بأسماء تتناغم مع الطرح ومشاركة العشرات من النساء حصراً ويعج الهرج والمرج فيها من غناء وامور أخرى منافية للذوق العام وللجهاز الأمني بحد ذاته ما يجعل منهم هدفاً سهلاً للعدو لاسيما والعراق يمر بتحديات كبيرة بينها إرهاب والجريمة المنظمة والجنائية وابتزاز وغيرها.

ولم تقتصر ظاهرة تغير سلوكيات بعض ضباط الأجهزة الأمنية على مواقع التواصل بل تعدت ذلك الى الارتياد للنوادي الليلة كشفت عنها مقاطع فيديوية مخجلة غزت السوشال ميديا مما دفع وزير الداخلية عبد الامير الشمري، التوعد بعقوبات مشددة على مرتادي النوادي الليلية من الضباط.

وقال الشمري، ان "العقوبة ستكون شديدة على الضباط الذين يرتادون النوادي الليلية، وانهم يجب ان يكون قدوة والعقوبة عليهم ستكون مشددة".

لكن الامر لم يتوقف عند هذا الحد فقد اثارت تعليقات وتغريدات لضابط ومراتب ضد السياسيين حفيظة القائد العام للقوات المسلحة الذي اصدر كتاباً سرياً وعاجلاً الى وزارتي الدفاع والداخلية وقيادتي العمليات المشتركة وبغداد والاجهزة الأمنية من المخابرات ومكافحة الإرهاب والامن الوطني وهيأة الحشد الشعبي بشأن معالجة ظاهرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل القادة والضباط والمراتب ومحاسبة ومعاقبة المسيء التي لها جنبة سياسية ومساس بالذوق العام او التهجم لكونها تتعارض مع مفهوم الحريات الشخصية التي كفلها الدستور. بحسب مكتبه

الخبير الأمني فاضل أبو رغيف وصف هذه السلوكيات بـ"المسيئة"، وينبغي ضبط إيقاع الضابط لاسيما الرتبة الحدث.
وقال أبو رغيف {للفرات نيوز} ان :"بعض تصرفات ضباط المراتب غير المحسوبة قد يؤثر سلبا على بعض الأداء من خلال إساءة التصرف بمواقع السوشال ميديا مما ينعكس سلبا على سمعة الأجهزة الامنية لذلك ينبغي ضبط إيقاع الضابط لاسيما الرتبة الحدث وأيضا عارضات الأزياء وبعض المشهورات كونه يؤثر سلباً على الجهاز الأمني سيما ونحن نمر بتحديات كبيرة من بينها مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب والابتزاز والجرائم الجنائية وغيرها".

وأشار الى ان "بعض السلوكيات الفردية وان كانت هي تمثل رؤاها وأفكارها بالنتيجة هي تؤثر سلبا لذلك من الحكمة ان يتم الالتفات لها، فضلا عن ان المراجع العسكرية اتخذت إجراءات رادعة وخاصة ان هكذا ممارسات من شأنها ات تأتي بضلالها السلبية على المشهد البراق للأجهزة الأمنية".

وعلى أثر انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، لحضور ضابطين كبيرين في الجيش برتبهم العسكرية، حفلاً فنياً، وما رافقه من فعاليات، قررت وزارة الدفاع فتح تحقيق مع الضباط، فيما اعتبر ذلك إساءة للرتب وللمؤسسة العسكرية.

وتداول ناشطون ومدونون مقطع فيديو لحفل تكريمي أقيم في العاصمة بغداد، لمصففة شعر عراقية تدعى سارة حيدر، بحضور ضابطين كبيرين، يرتديان الزي العسكري، وتم عزف النشيد الوطني، وأديا التحية العسكرية.

وجه رئيس أركان الجيش الفريق أول الركن عبد الأمير رشيد يار الله، بتشكيل مجلس تحقيقي، وذكرت وزارة الدفاع في بيان، أن "بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تناقلت صوراً ومقاطع مصورة لضباط من وزارة الدفاع خلال مشاركتهم في مهرجان فني أُقيم في بغداد".

وأضافت أن "رئيس أركان الجيش وجّه بتشكيل مجلس تحقيقي من قبل الجهات المختصة في الوزارة، لمعرفة حيثيات الموضوع، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بعد إكمال التحقيق".

يجري ذلك في وقت توجه انتقادات للمؤسسة الأمنية العراقية بكافة مفاصلها، والتي تم تشكيلها بعد العام 2003، بأنها اعتمدت معايير حزبية وطائفية في هيكلتها، ما تسبب بوصول ضباط غير أكفاء الى رتب ومناصب عسكرية عالية.