المختصر المفيد.. في الاخبار الهامة تجده في قناة الفرات نيوز على التلكرام .. للاشتراك اضغط هنا
وتسعى التنظيمات الإرهابية وبينها داعش والقاعدة، لتوظيف الصراعات وحالة عدم الاستقرار السياسي في عديد من الدول الأفريقية لتوسيع نفوذها الجغرافي في مناطق جديدة داخل القارة، مع انحساد نفوذ التنظيم خاصة في سوريا والعراق.
وأكد خبيران بالشؤون الأفريقية والجماعات الإرهابية على أن التنظيمين يعملان على زيادة النفوذ واستغلال موارد القارة في غياب الاستقرار والأمن، وأشارا إلى تنامي نشاط الإرهاب بمنطقة غرب أفريقيا ومثلث الساحل الأفريقي.
يرى الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، أحمد سلطان، أن القارة الأفريقية تشهد صراعات ممتدة ولا تنتهي مما يجعل داعش والجماعات الإرهابية تمتد بها.
ويضيف سلطان أن "أفريقيا منطقة رخوة وتربة خصبة لزيادة الانتشار خاصة في ظل نجاحه في استقطاب أعضاء جدد من النيجر ونيجيريا والكونغو والكاميرون وتشاد في ظل تعرض لبعض المظالم والاضطهاد لهم هناك.
وأشار إلى أن داعش لديه خطط لتمدد في اتجاه وموزمبيق وأوغندا والكونغو وشرق القارة بالصومال وكينيا، لافتا إلى أن القارة تحتاج إلى استراتيجية كاملة لمعالجة جذور الإرهاب والصراعات الإثنية والذي زرعها الاستعمار.
وأكد أن داعش ليس هو الوحيد الذي يستغل القارة والضعف الأمني بداخلها بل العشرات من الجماعات الإخري على رأسها القاعدة.
غرب أفريقيا
واتفق مع سلطان، الأكاديمي والباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أحمد خلف أبو الفضل، الذي أكد أن التنظيمات الإرهابية وخاصة الكبرى منها التي تواليها جماعات متشددة في قارة أفريقيا كالقاعدة وداعش تسعى لاستغلال الأزمات ببعض الدول التي تعاني صراعات اجتماعية ومشكلات اقتصادية وسياسية، والصراعات القبلية.
ويضيف أبو الفضل، أنه في شرق أفريقيا، على سبيل المثال، لم يجد تنظيم داعش سبيلاً للتوسع بالصورة المثلى بسبب نشاط تحالف القوى الديمقراطية الموالي لداعش بالكونغو وأوغندا.
وأوضح أن هذه الأسباب جعلت داعش يتجه صوب الغرب الأفريقي ومنطقة الصحراء الكبرى والساحل الأفريقي خاصة منطقة المثلث الحدودي وبحيرة تشاد والتي تقع بين دول مالي والنيجر وتشاد وبوركينافاسو.
تمدد داعش والقاعدة في غرب أفريقيا
أيضا نيجيريا، يضيف الباحث، والتي تعد موقعا لنفوذ جماعة بوكو حرام التابعة للقاعدة، رغم العمليات العسكرية المكثفة المشتركة بين قوات دولتي النيجر ونيجيريا، ومقتل زعيمها أبو بكر شيكاو من قبل تنظيم داعش، واستسلام الآلاف من عناصرها لقوات الجيش النيجيري.
وبين أن داعش يحاول ألا يكرر تجربته في العراق وسوريا والتي خسر فيها مواجهات عسكرية مباشرة مع قوات التحالف الدولي، لذا ينتشر في المناطق الصحراوية والجبلية ومناطق الغابات على الحدود المترامية الأطراف بين الدول مستغلا حالة الفراغ الأمني في تلك المناطق، مستعينا ببعض الجماعات الموالية له كجماعة "أنصار الإسلام" على الحدود بين مالي وبوركينا فاسو.
وقال أبوالفضل إن التنظيمين داعش والقاعدة اتجها للغرب للبحث عن مصادر للتمويل والدعم اللوجيستي، وهما ينظران إلى منطقة الساحل ويسعيا للسيطرة على معبر غينيا التجاري الذي يعد منفذاً لتجارة المخدرات بين دول غرب أفريقيا ودول أمريكا اللاتينية.
وتحدث الباحث بمرصد الأزهر عن التقارير التي تؤكد وجود علاقات وثيقة تربط بين الجماعات المسلحة، خاصة المتشددة، وتجار المخدرات.
وأوضح أن توتر الأوضاع في غرب أفريقيا خاصة بين مالي والمجموعة الاقتصادية الغرب أفريقية وبين مالي وفرنسا وسحب فرنسا قوة برخان من مالي أدى إلى نشاط الجماعات والتنظيمات المتطرفة بعض الشيء وأصبحت قوات حفظ السلام الدولية نفسها عرضة للعمليات الإرهابية وتعرضها للتفجيرات كما حدث للكتيبة المصرية هناك.
تمدد القاعدة
الباحث في الشأن الأفريقي، أحمد سلطان، يقول إن بعض قبائل الأزواغ التابعة للطوارق والتي تقطن في شمال شرق مالي وشمال غرب النيجر بايعت مؤخراً جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" الموالية للقاعدة، من هنا نجد أن مناطق الصراعات والمناطق التي بها أزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية هي المناطق الطيعة التي من السهل على التنظيمات الإرهابية أن تستغلها كمناطق نفوذ وتمدد.
كما أن الصراعات العرقية والتنازع على مناطق النفوذ بين القبائل في نيجيريا والنيجر والسنغال ومالي وجنوب السودان وشعورهم بالتهميش سواء الاجتماعي أو السياسي ينذر باحتمالية استغلال التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة لحالة الحنق والغضب لشعب الفولان وغيره من الجماعات الرعوية والتسلل داخل مجتمعاتهم وهناك خطر حقيقي قد تشكله ميليشيات جديدة تعمل على إثارة الفتن العرقية.
ويرى الخبير بالشأن الأفريقي أنه رغم العديد من المبادرات الدولية لمحاربة الإرهاب في أفريقيا خاصة في غرب أفريقيا إلا أن المعوقات التي اعترضت عملية القضاء عليه كانت أقوى من تنفيذ الغاية، منها الصراعات القبلية وانتساب بعض الجماعات المتطرفة لبعض القبائل الأفريقية.
ومنها أيضاً حصر الإرهاب في داعش كتنظيم دموي واستبعاد بعض الجماعات المنتسبة للإسلام، كالقاعدة والإخوان، كما أن ترامي أطراف المناطق الحدودية وانتشار الغابات والجبال والصحارى، أدى إلى ندرة التواجد الأمني بالمناطق الحدودية مثل منطقة المثلث الحدودي وبحيرة تشاد والغابات بين الكونغو وأوغندا.
وأكد على أن المؤسسات الحكومية للدول يتوجب عليها القيام بواجباتها تجاه شعوبهم لأن قوة الدولة، ومدى استقرارها من الأهمية بمكان، وكلما كانت الدولة مستقرة وقوية اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وفي شتى الجوانب الحياتية التي تضمن للفرد بيئة سليمة للنمو كان انتشار التطرُّف بها ضئيلاً.